كتاب > الكتب العلمية

خبايا صناعة الشوكولاتة

وُلِد الصحفي النرويجي "سيمن ساتره" عام 1974، وكان يعمل صحفيًّا مع جريدة "أفتن بوستون" وعدد من الجرائد الأخرى، وقد تتبَّع رحلة الشوكولاتة في هذا الكتاب انطلاقًا من حقول الكاكاو في غرب إفريقيا حتى وصولها إلى المستهلكين في مئات الأشكال والماركات، ليروي قصص البشر الذين يقفون وراء كل مرحلة من مراحل هذا الطريق، فنجد بعد المقدمة الفصلَ الأول الذي يحمل العنوان الآتي (ما الذي تريد صناعة الشوكولاتة إخفاءه عنك؟)، ويتحدث عن زراعة الكاكاو وعمالة الأطفال واستغلالهم في تلك الزراعة، وإيهامهم بأنهم سيجنون المال لشراء متطلباتهم البسيطة؛ كبنطلون جينز مثلًا، في حين أنهم لا يجنون في الحقيقة سوى التعذيب والمماطلة في أَخْذ أجرهم بحجج كثيرة، إلى أن يحاول هؤلاء الأطفال الفرار، ومنهم من ينجح في ذلك ومنهم من يفشل ويعود إلى هذا الرِّقِّ من جديد.

بينما نجد الفصل الثاني يتحدث تحت عنوان (فخ الكاكاو) عن كثافة زراعة الكاكاو في إفريقيا رغبةً من فلاحي الكاكاو في الثراء لانخفاض تكلفة عمالة الأطفال في مقابل سعر بيع الكاكاو، ولكنَّ كثرة الكاكاو وزيادة العرض أدت إلى انخفاض قيمته وانخفاض الطلب عليه، وأضحى الفلاحون في "بيجون" يتأثرون في تقلبات السعر في بورصات السلع الأساسية في لندن ونيويورك مباشرة؛ إذ يُباع الكاكاو ويُشترى بالملايين، ويأتي الفصل الثالث بعنوان (مستر شوكوفينجر) ليتحدث عن "أنطوني وارد" وهو يُعدُّ أكبر تاجر للكاكاو، والذي يكسب عيشه من شراء حبوب الكاكاو وبيعها في بورصة السلع بلندن البعيدة كل البعد عن "بيجون"، ولكن على الرغم من هذه المسافة الشاسعة بينهما، فإنَّ ثمة رباطًا وثيقًا يربطهما معًا؛ إذ يستطيع فلاحو الكاكاو في "بيجون" قراءة أسعار الكاكاو المتداولة يوميًّا في بورصة "لندن" في صحافة "الكوت ديفوار"، فعندما ترتفع الأسعار يفرحون، وعندما تنخفض يعانون، وقد اكتسب "أنطوني وارد" من هذه التجارة كنايته التي اشتُهِر بها؛ أي "شوكوفينجر".

ومن جهة أخرى، يتناول الفصل الرابع الذي يحمل عنوان (نحن أناس طيبون عادةً) عمالَ مصانع الشوكولاتة، وتقلُّب الأحوال عليهم بين الماضي والحاضر، فقد كان أصحاب المصانع وعمالهم قديمًا عائلةً واحدة، ولكنَّ تعامل أصحاب المصانع مع العمال أصبح في الوقت الحالي أداةً لإنتاج الشوكولاتة فحسب، وتحت عنوان (العلامة التجارية؛ علامتي التجارية، علامتي التجارية السوبر) يتحدث الفصل الخامس عن إكساب منتجي الشوكولاتة روحَ القومية كأنها من أعلام الدولة؛ فشوكولاتة "فرايا" أُطلِق عليها أنها "قطعة صغيرة من النرويج"، وانصهرت القومية النرويجية واختلطت بشوكولاتة "فرايا"؛ أي أنها أكثر الأنواع رواجًا في النرويج.

أما تحت عنوان (فن بيع الحلويات للصغار) يتناول الفصل السادس اهتمامَ منتجي الحلوى بجذب أكبر عدد من الأطفال تجاه حلواهم سواء الشوكولاتة أم غيرها بتغليفها بغلاف جذاب ملوَّن بألوان مبهجة أو رسومات لحيوانات أليفة أو رسومات كرتونية، ويتنافس منتجو الحلوى على مكان وَضْع منتجاتهم في السوبر ماركت أيضًا، فيضعونها في مكان منخفض في متناول يد الأطفال؛ ليأخذوها بأنفسهم دون الحاجة إلى مساعدة الأهل ودون انتباههم أيضًا، وكلما كان المكان أقرب للكاشير كان التنافسُ أقوى وسعرُ تأجيره أعلى.

(هناك من يغرر بك ويدفعك إلى الاعتقاد بأنَّ الشوكولاتة مفيدة للصحة) كان هذا عنوان الفصل السابع، ويتحدث هذا الفصل عن تكريس صناعة الشوكولاتة على الصعيد العالمي ملايين الدولارات في السنوات الأخيرة لرعاية الباحثين الذين يعملون من أجل إبراز الجوانب الصحية في الشوكولاتة ومدِّ وسائل الإعلام بنتائج هذه البحوث؛ ولكن، هل توصَّل أولئك الباحثون إلى نتائج تفيد بأنَّ الشوكولاتة بصورتها النهائية المعروفة مفيدة للصحة؟ وهل نجحت وسائل الإعلام في إقناع الشعوب بذلك، كالشعب الياباني مثلًا؟ ويأتي الفصل الثامن -أخيرًا- بعنوان (مزيد من الدسم ومزيد من السكر ومزيد من الملح)، ويتناول هذا الفصل الأطفالَ مستهلكي الشوكولاتة؛ الذين يعانون من السمنة المفرطة التي تجعلهم عرضةً لمشكلات صحية خطيرة وهم في سنٍّ صغيرة، ويمكن أن تؤدي بهم تلك المشكلات إلى الموت، وقد التقى الكاتب بعدد من هؤلاء الأطفال وأهاليهم في مراكز صحية تُعنى بإنقاص الوزن، وكان هناك شِبْه إجماع من الأهل على أنَّ سبب سمنة الأطفال هي الحلويات والوجبات السريعة، وخصَّ بذلك الشوكولاتة التي تُوضع في المحلات وضعًا يُغرِي الأطفال ويجعلهم يصرُّون على شرائها، ووجد أنَّ الأطفال غير راضين عن وزنهم الكبير، وقد ذهبوا إلى تلك المراكز بمحض إرادتهم.

لقد بدأ الكتاب من الأطفال وانتهى بهم، ولكن شتان بين هؤلاء وهؤلاء، وهم في الحالتين المُتضرِّر الأكبر.

معلومات الكتاب:

الكتاب: شوكولاتة: خبايا صناعة الشوكولاتة بين الأخلاق والربح.

الكاتب: سيمن ساتره.

ترجمة: نبيل شلبي.

عدد الصفحات:178 صفحة.

تاريخ النشر: 2009

دار النشر: الشروق.