الطب > ‏معلومة سريعة‬

الغثيان والإقياء المصاحب للعلاج الكيميائي chemotherapy؛ العناء المضاعف الذي يتكبده مريض السرطان.

استُخدمت أدوية المعالجة الكيميائية chemotherapy بوصفها علاجًا فعّالًا في القضاء على الخلايا السرطانية منذ اكتشافها في خمسينيات القرن الماضي؛ لكنَّ ما يعانيه مريض السرطان من اضطرابات واعتلالات كالغثيان nausea والإقياء vomiting في أثناء خضوعه للمعالجة الكيميائية كانت واحدة من أكبر التحديات التي واجهت مقدمي الرعاية الصحية لمريض السرطان عدة عقود من الزمن.

ولحسن الحظ؛ تمكَّن الأطباء الآن من إيجاد مجموعة من الإجراءات الطبية التي من شأنها أن تُخفِّف من حدَّة الأعراض المصاحبة للعلاج الكيميائي؛ إذ تساعد المريض على الاسترخاء والسيطرة على نفسه.

لماذا يجعلك العلاج الكيميائي عرضةً للغثيان والإقياء؟

بداية؛ عند أخذ الدواء ودخوله إلى الجسم؛ يصل إلى مجرى الدم الذي يأخذه بدوره إلى أماكن تأثيره، وفي الوقت ذاته؛ يُرسل الجسم إشارات إلى مناطق معيَّنة من الدماغ والجهاز الهضمي ردَّ فعل لدخوله؛ هذا ما يحرِّض تنبيه منطقة معيَّنة من الدماغ تدعى "مركز التقيؤ vomiting center"؛ وتُحرِّر هذه الأخيرة مجموعةً من المواد الكيميائيّة مسببةً الشعور بالغثيان والمغص. إضافة إلى ذلك؛ فإنَّ أدوية العلاج الكيميائي تلحق الأذى بالسبيل الهضمي مسببةً شعور الغثيان هذا.

ومن الجدير بالذكر؛ ليس جميع المرضى معرَّضين للإصابة بالغثيان والإقياء لدى خضوعهم للعلاج الكيميائي، فهناك مجموعة من عوامل الخطورة ترتفع معها احتمالية الإصابة تلك:

- التعرّض للإقياء بعد الخضوع للعلاج الكيميائي من قبل.

- الإصابة بدوَّار الحركة motion sickness.

- القلق والتوتر قبل الخضوع للعلاج.

- النساء دون الخمسين عام.

كيف يمنع الأطباء أو يوقفون أعراض العلاج الكيميائي الجانبية؟

غالبًا ما يُتوجَّه إلى إعطاء الزمر الدوائية المضادة للإقياء anti-emetics قبل الخضوع للمعالجة الكيميائية علاجًا وقائيًّا يمنع حدوث المضاعفات. ومن أشهر الزمر الدوائية المستعملة:

- حاصرات مستقبلة السيروتونين Serotonin antagonists: تمنع إفراز السيروتونين (مادة محرّضة على الغثيان والإقياء) وتُعطى قبل المعالجة الكيميائية مباشرة وتستمر عدَّة أيام.

- حاصرات النيوروكينين NK-1 antagonists: تُؤخِّر من حدوث الغثيان.

- حاصرات مستقبلة الدوبامين Dopamine antagonists: عادةً ما تُعطى عند فشل الزمر السابقة بالسيطرة على الغثيان والإقياء.

- الأدوية المضادة للقلق Anti-anxiety drugs: تساعد المريض على الاسترخاء وتخفف من التوتر، وهذا بدوره يقلل من الشعور بالغثيان والرغبة في التقيؤ.

إن مضادات الإقياء وغيرها من الأدوية المستعملة تُعدُّ العلاج الرئيس للغثيان والإقياء المصاحب للعلاج الكيميائي. وعلى الرّغم من ذلك؛ طُوِّرت مجموعة من البدائل العلاجيّة غير الدوائية تساعد المريض على السيطرة على الغثيان بإشراف معالج ذي خبرة:

- التنويم المغناطيسي الذاتي self hypnosis: يساعد المريض على قبول فكرةٍ ما عن طريق خلق حالة من الانتباه والتركيز الشديدين.

- استرخاء العضلات التدريجي PMR: يساعد المريض على الاسترخاء عن طريق شدِّ مجموعة من العضلات وإرخائها بالتناوب وعلى نحو تدريجي.

- الوخز بالإبر acupuncture: تقنية علاج قديمة؛ إذ تُوضع إبر رفيعة جدًّا داخل جلد المريض، وقد أوجدت بعض الدراسات السريريّة فعاليتها بعلاج الغثيان الاستباقي؛ أي قبل وقوعه.

- العلاج بالموسيقا music therapy: تخفِّض معدَّل ضربات القلب وضغط الدم، إضافة إلى فعاليتها في إزالة التوتر وخلق جو من الراحة والهدوء.

- الصور الإرشادية Guided imagery: إذ يقترح المعالج صورًا مركَّزة تبعث على الاسترخاء عن طريق استخدام المخيلة والنقاش؛ هذا ما يساعد على شفاء الأمراض الجسديّة والنفسيّة عند المريض.

المصادر:

1- هنا

2- هنا

3- هنا

4- هنا