الطب > أمراض نسائية وتوليد

هل صحة جنينك في خطر؟

صرَّحت منظمة الصحة العالمية WHO أنّ معظم وفيّات حديثي الولادة neonatal deaths ناتجة عن حوادث الولادة المبكرة Preterm delivery والمضاعفات المصاحبة لها؛ إذ كانت الولادة المبكرة السبب الرئيس لانخفاض الوزن عند الولادة.

نطرًا إلى أهمية ما سبق؛ سعت مجلة البحوث البيئيّة Environmental Research إلى محاولة ربط مدى تأثير التعرّض لعوامل بيئية معينة في فترة الحمل (كالتلوّث الهوائي، والمواد الصناعية، والعيش بالقرب من المساحات الخضراء، وغيرها...) في حدوث ولادةٍ لطفلٍ خديج (قبل أوانه) ذي وزن أقل من الطبيعي، مع الأخذ بالحسبان العوامل الأخرى كالعوامل الطبيّة (ولادة مبكرة سابقة أو الإصابة بالسكري الحملي)، والسلوكية (شرب الكحول أو التدخين)، والديموغرافية (عمر الأم أو مؤشر كتلة الجسم الخاص بها BMI)، والاقتصاديّة الاجتماعية (دخل الأسرة أو مستوى التعليم).

شملت الدراسة عيِّنة كبيرة من النساء الحوامل من جنوب غرب مدينة أونتاريو Ontario اللواتي أنجبن مولودًا جديدًا بين عامَي (2014-2009) -هي الفترة التي جرت في أثنائها الدراسة-، وأظهرت النتائج أنّه من بين 25.263 ولادة حيّة: 5.7% من النساء أنجبن مولودًا تحت الوزن الطبيعي، و5.7% منهنَّ أنجبن مولودًا خديجًا. وحسب ما أظهر مُعدُّو الدراسة أنّ التعرّض لغاز ثنائي أوكسيد الكبريت SO2 sulfar dioxide (غاز عديم اللون، ذو رائحة خانقة، شديد السمِّية) كان المتَّهم الأبرز في ظهور التبعات الخطيرة السابقة؛ إذ ترافق ازدياد تركيز غاز ثنائي أوكسيد الكبريت المستنشق بمقدار وحدة واحدة مع ازدياد فرصة إنجاب طفل تحت الوزن الطبيعي بقرابة 3.4 مرة، وارتفاع احتمال حدوث الولادة المبكرة قرابة المرتين.

وفي أحد الأبحاث الأخرى المُجراة في الصين -التي قادها الباحث Jie Hu وزملاؤه- أُجريت دراسة مدى ارتباط تعرّض الأم في فترة حملها للعناصر المعدنيّة واحتمال حدوث الولادة المبكرة أو إنجاب طفل تحت الوزن الطبيعي. ولاحظ القائمون على الدراسة أنّ ارتفاع تركيز عنصر الفاناديوم في البول في الثلث الثالث من الحمل ترافق مع ازدياد في فرصة حدوث هذه المشكلات، وذلك حتى مع الأخذ بالحسبان تأثير المعادن الأخرى في هذا الترابط؛ إذ لوحظ تأثُّر واضح بين عنصري الفاناديوم والكروميوم. فمن كانت لديها تراكيز كلا العنصرين مرتفعة ازداد لديها احتمال حدوث ولادة باكرة ثماني أضعاف، في حين أن ارتفاع تركيز الفاناديوم وحده ترافق مع ازدياد احتمال حدوث ولادة باكرة ضعفين فقط.

برزت أهمية هذا البحث نتيجة تزامنه مع وجود أدلة تشير إلى تلوّث التربة بالفاناديوم -في مناطق من الصين- بسبب ازدياد وتيرة الأنشطة الصناعيّة كاستخراج المعادن وغيرها، إلا أنه لم يُبَت بتأثيرات عنصر الفاناديوم في صحة الأم أو جنينها تمامًا.

والجدير ذكره أنه تبيَّن ارتباط هذه المخاطر مع عوامل أخرى، مثل الضوضاء؛ إذ يزداد معدَّل النساء اللواتي يتعرَّضن لمستويات مرتفعة من الضوضاء الناتجة عن ازدياد نشاط الحركة السكنية والمهنية، وهذا بدوره يؤثر في الأم وجنينها على حدٍّ سواء، فقد كشفت إحدى الدراسات أنّ تعرُّض المرأة الحامل لمستوياتٍ عالية من الضوضاء (أكبر أو يساوي 80 ديسبل) يزيد من احتمال حدوث: ارتفاع التوتر الشرياني الحَمليّ، وولادة طفل منخفض الوزن وظهور تشوّهات خِلقيّة عند الجنين.

جميع ما سبق ذكره يدقُّ ناقوس الخطر فيما يخص المخاطر التي تتعرّض لها الحامل من البيئة المحيطة بها، وبالطبع لا يمكن حصر تلك المسببات ضمن مقالٍ واحد؛ لذا من المهم تثقيف مُقدِّمي الرعاية الصحيّة فيما يتعلق بعواقب سوء البيئة المحيطة بالأم في فترة حملها بهدف الوصول إلى مجموعة من التعليمات عن ضبطها على النحو الأمثل.

المصادر:

1- هنا30102-X/fulltext

2- هنا

3- هنا

4- هنا

5- هنا