الغذاء والتغذية > الفوائد الصحية للأغذية

توابل وأعشاب تزين موائدنا.. ماذا تعرفون عنها؟

مثَّل استخدام الأعشاب والتوابل أهميةً كبيرة على مرِّ التاريخ، وقد استُعمل معظمها لأغراضٍ طبية حتى قبل بدء استخدامها لأغراض الطهي، واليوم يبين العلم الحديث امتلاك العديد من هذه التوابل والأعشاب فوائد صحية جمّة، نستعرض معكم اليوم عشرة من الأعشاب والتوابل الأشهر عالميًا وما أثبتته الأبحاث عن فوائدها..

1- القرفة:

تعد القرفة نوعًا من التوابل الشائعة التي ينتشر استخدامها في العديد من الوصفات والأطعمة المخبوزة، وتحتوي على مركب سينام ألديهايد |Cinnamaldehyde المسؤول عن خصائصها الطبية، ويُعرف عنها نشاطها الفعال كمادة مضادة للأكسدة، وتمتلك دورًا في محاربة الالتهاب وخفض الكوليسترول والشحوم الثلاثية في الدم. ويعد خفض سكر الدم أشهر فوائدها على الإطلاق، ويكون ذلك بآليات عدة تشمل إبطاء تحطيم الكربوهيدرات في المسار الهضمي، وتحسين حساسية الأنسولين. وقد بينت الدراسات قدرة القرفة على خفض مستوى السكر الصيامي من 10-29% لدى مرضى السكري، وتعدُّ تلك القيمة ممتازة. ويذكر أن الجرعة الفعالة تتراوح بين 0‚5-2 ملعقة صغيرة في اليوم؛ أي 1-6 غرامات.

ويمكنكم قراءة المزيد عن القرفة في مقالنا السابق هنا.

2- المريمية:

تمتلك هذه العشبة شهرة واسعة نظرًا لخصائصها العلاجية خلال العصور الوسطى، حتى إنها استُخدمت للوقاية من الطاعون. وقد أشارت الأبحاث الحديثة إلى إمكانية تحسينها وظائف الدماغ والذاكرة، خاصة عند المصابين بمرض ألزهايمر الذي يُشخَّص بانخفاض مستوى الناقل الكيميائي Acetylcholine في الدماغ، إذ تسهم هذه النبتة في تثبيط تحطم هذا المركب، وهو ما أثبتته دراسةٌ مدتها 4 شهور أجريت على 42 فرد مصاب بمستويات طفيفة إلى متوسطة الشدة من ألزهايمر، إذ تبين أن مستخلص المريمية قد أظهر تطورًا ملحوظًا في وظائف الدماغ، في حين بينت دراسات أخرى دورَها في تحسين الذاكرة لدى الأشخاص الأصحاء اليافعين والبالغين.

3- النعناع:

يمتلك نبات النعناع تاريخًا طويلًا من الاستخدام في مجال الطب الشعبي، وكما هو الحال في العديد من الأعشاب، تمثل المادة الزيتية المكون الفعال فيه، وإليها تُعزى فوائده الصحية الكثيرة. وقد بينت دراساتٌ عدة فائدة زيت النعناع في تخفيف الألم المصاحب لمتلازمة القولون العصبي IBS، وذلك عن طريق تحفيز استرخاء العضلات الملساء في القولون مما يخفف الألم، إضافةً إلى مساهمته في تقليل انتفاخ المعدة. وعلاوةً على ذلك، فقد أظهرت عدة أبحاث دوره في محاربة الغثيان أيضًا.

وللمزيد عن النعناع، يمكنكم الضغط هنا.

4- الكركم:

يحتوي على عدة مركبات تمتلك خصائص علاجية، أشهرها ال Curcumin، إذ يُعرف بخصائصه القوية كمضاد للأكسدة؛ أي إنه يسهم في محاربة التلف التأكسدي المسؤولِ عن الشيخوخة والعديد من الأمراض المزمنة، إضافة إلى تعزيز إنزيمات الجسم المضادة للأكسدة. كذلك يمتلك هذا المركب خصائص مضادة للالتهاب تشابه تأثير بعض العقاقير التي توصف لعلاج الالتهابات، لكنَّا بتسببها بالعديد من الأمراض المزمنة. وقد أشارت عدة دراسات إلى قدرته على تحسين وظائف الدماغ ومحاربة ألزهايمر وخفض خطر الإصابة بأمراض القلب والسرطان وتخفيف آلام التهاب المفاصل.

ويمكنكم قراءة المزيد عن الكركم بالضغط هنا.

5- الريحان المقدس:

يُعد هذا النوع من الريحان نباتًا مقدسا عند الهنود، وهو يختلف عن الريحان العادي أو التايلندي. وقد أظهرت عدة دراسات دوره في كبح نمو طيف واسع من البكتيريا والخمائر والأعفان. كذلك ارتبط استهلاكه بخفض مستويات السكر في الدم قبل تناول الطعام وبعده، إضافةً إلى علاج القلق والاكتئاب المصاحب له، لكنَّ تلك الدراسات كانت على عينات صغيرة من المشاركين، مما يستدعي أبحاثًا أكثر لتأكيد هذه النتائج.

وللمزيد عن الريحان المقدس يمكنكم الضغط هنا.

6- الفلفل الحرّيف:

ينتمي إلى عائلة الفلفل الحار، ويستخدم في تحضير الأطباق الحارة. ويسمى المركب الفعال في هذا النبات بالــ capsaicin الذي أظهر قدرته على خفض الشهية وزيادة حرق الدهون في عدة أبحاث، ويُعد لهذا السبب مكوّنًا شائعا في العديد من مكملات خسارة الوزن التجارية. وقد بينت إحدى الدراسات أن إضافة 1 غرام من الفلفل الأحمر إلى الوجبات قلل الشهية وزاد من حرق الدهون لدى الأشخاص الذين لم يعتادوا تناوله بانتظام، بينما لم يظهر تأثير مماثل لدى الأشخاص المعتادين على تناوله بانتظام، مما يعزز فكرة تشكل تأثير مضاد له مع الاستهلاك المنتظم.

يمكنكم قراءة المزيد عن نباتات هذه العائلة في عدد من مقالاتنا السابقة، مثل دور الفلفل الحار في الحياة الطويلة هنا وتأثيره مع الزنجبيل في محاربة السرطان هنا وهنا.

7- الزنجبيل:

يستخدم الزنجبيل بأشكال عدة في الطب البديل، وقد بينت دراساتٌ متكررة أن استهلاك غرامٍ واحد أو أكثر من الزنجبيل يمكن أن يعالج الغثيان بأنواعه المختلفة؛ مثل الغثيان الصباحي والغثيان المصاحب للعلاج الكيميائي وغثيان البحر. إضافةً إلى ذلك، يمتلك الزنجبيل تأثيراتٍ مضادة للالتهاب وخافضة للألم. كذلك وُجد أن تناول غرامَين من مستخلص الزنجبيل يوميًا قد خفض علامات الالتهاب لدى المرضى المعرضين لخطر الإصابة بسرطان القولون، وكان التأثير الملحوظ شبيهًا بتأثير الأسبرين. وقد بينت دراسة أخرى أن مزيجًا من الزنجبيل والقرفة والمستكة وزيت السمسم قد قلَّل الألم والتصلب لدى مرضى الفصال العظمي لطريقة تماثل تأثير العلاج بالأسبرين أو الإيبوبروفين.

ويمكنكم قراءة المزيد عن الزنجبيل بالضغط هنا.

8- الحلبة:

استُخدمت الحلبة استخدامًا واسعًا لتعزيز الإثارة الجنسية، وعلى الرغم من أن تأثيراتها في هرمون التستوستيرون ما زالت غير محسومة بعد، لكنَّها تمتلك تأثيراتٍ مثبتةً في ضبط مستويات السكر في الدم. إذ تحتوي على بروتين نباتي يسمى 4-hydroxyisoleucine يمكنه تعزيز وظيفة هرمون الأنسولين. وقد بينت دراسات عديدة على البشر أن استخدام غرامٍ واحدٍ على الأقل من مستخلص الحلبة يوميًا يمكن أن يخفض سكر الدم، وخصوصًا لدى مرضى السكري.

9- إكليل الجبل:

يحتوي إكليل الجبل على مركب فعال شهير يُعرف بحمض الروزمارينيك Rosmarinic acid، ويعمل هذا المركب على تثبيط الاستجابات التحسسية والاحتقان الأنفي. إضافة إلى ذلك، بينت إحدى الدراسات أن استخدام جرعتَين قدرهما 50 ملغ و200 ملغ من هذا الحمض قد أحدث تأثيرًا إيجابيًا في تثبيط الاستجابة التحسسية.

10- الثوم:

استُخدم الثوم على مرِّ التاريخ بسبب خصائصه الطبية المعروفة وذائعة الصيت، ويعود الفضل في معظم هذه الخصائص إلى مركب يدعى Allicin، وهو المسؤول كذلك عن رائحة الثوم المميزة. ويُعرف عن استخدام مكملات الثوم دورها في محاربة الأمراض وخاصة نزلات البرد الشائعة، وإن كنتم ممن يصابون بنزلات البرد بين فترة وأخرى، فستجدون أن إضافةً الثوم إلى نظامكم الغذائي أمرٌ مفيدٌ. كذلك، فقد وُجدت دلائل تشير إلى دوره في صحة القلب، وإسهام مكملاته في خفض مستويات الكوليسترول الكلي والكوليسترول الضار LDL بمقدار 10-15%، كذلك تبين أن تأثيره في خفض ضغط الدم يشابه تأثير العقاقير المخصصة لعلاج مرضى الضغط.

ويمكنكم قراءة المزيد عن الثوم في مقالنا السابق هنا.

لا تترددوا في إضافة هذه الأعشاب والتوابل إلى وصفاتكم ووجباتكم اليومية، فهي لا تعزز النكهة فقط، بل تزيد ما تحتويه الوجبة من فوائد تعود بنتائج إيجابية على الصحة.

المصادر:

1- هنا

2- هنا