المكتب الإعلامي > مقابلات

مقابلة أبطال الشرق الأوسط وإفريقيا في المسابقة البرمجية العالمية ICPC 2019

لقيت المسابقة البرمجية الجامعية العالمية ICPC هنا  في الآونة الأخيرة اهتمامًا متصاعدًا في الوسط الأكاديمي السوري بسبب تزايد مشاركات الشباب الجامعي ومُنجزاتهم على الصعيدين العربي والعالمي.

وقد شهدت المسابقة هذا العام وجودًا سوريًا قويًا ضم العديد من المُنجزات بين الفرق والجامعات المشاركة، وقد أعطت هذه المُنجزات العديدَ من الشباب الجامعيين الجدد الأملَ بالتدريب والتحضير للمشاركة في الموسم القادم.

ويترافق الانتشار المُتزايد للمسابقة مع العديد من التساؤلات المُهمة لدى المُقبلين الجدد على المُشاركة، لذا وجهنا عددًا من هذه التساؤلات إلى أعضاء الفريق الحائز على لقب بطل الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، الذي يضم كلًّا من: جود زوزو، وحسن جدوع، وحسين قره فلاح.

في معرض الإجابة عن سؤالنا الافتتاحي عن صعوبة المسائل وعن التجربة عمومًا قال الفريق إنَّ تجربة المنافسة لهذا العام كانت قوية جدًا، وتحوي عددًا من الجامعات والمعاهد العريقة مثل هارفارد (harvard) ومعهد ماساتشوستس (MIT)، وهي تجربة كانوا بانتظارها منذ أن بدأوا التدريب للمسابقات البرمجية منذ 6 أو 7 سنوات.

وبالحديث عن مستوى صعوبة المسائل في المسابقة، أشاروا إلى أنها أعلى بكثير من المسابقات الأخرى، ممَّا يتطلب تعاونًا كبيرًا بين أعضاء الفريق والتساعد على حل المسائل وتنظيم الوقت لأجل حل أكبر عدد ممكن من المسائل.

وأضاف الفريق أن المشاركة وطريقة التدريب تختلف فيما بين المسابقات المحلية والعربية والعالمية، سواء في طريقة التعامل مع المسائل أو في العمل ضمن الفريق في أثناء حلها، فلكل مسابقةٍ مستوى صعوبة مختلف وأنماط مختلفة للخوارزميات المستخدمة في الحل، تزداد تعقيدًا ويزداد الدمج فيما بينها بازدياد صعوبة المسابقة مما يؤثر في طريقة تعامل أعضاء الفريق خلالها أيضًا.

في أثناء المسابقات السهلة، يبدأ الفريق بحلِّ المسائل على التوازي؛ أي يحل كل مشاركٍ مجموعة مسائل على نحو فردي حتى الوصول إلى المسائل الصعبة، وعندها يبدأ التعاون بين أعضاء الفريق لحلِّها. وكلما ازدادت صعوبة المسابقة قلَّ عدد المسائل السهلة وازدادت أهمية التعاون بين أعضاء الفريق حتى يصل إلى مستوى المسابقة العالمية التي يبدأ التعاون فيها منذ المسألة الأولى.

وشهد هذا العام -على غرار الكثير من الأعوام قبله- إنشاء معسكر تدريب تتبناه إحدى الجامعات العالمية وتُدعى إليه الفرق الأوائل من مختلف الدول، وقد شارك الفريق هذه السنة في مُعسكر أقيم في روسيا وشمل عددًا من التدريبات التي عادت على الفريق بعدة فوائد أهمها وضعُهُ في بيئة من التنافس مع أقوى الفرق في العالم عن طريق مسابقاتٍ يوميةٍ مكثفة وتدرُّبه بذلك على ضغط المسابقة العالمية، خصوصًا وأن هذا المستوى من المسابقات يكشف نقاط الضعف لدى الفريق في حال وجودها، بالإضافة إلى تعلم أفكار جديدة من أفضل المدربين في العالم.

ويمكن تطبيق جزءٍ من هذه الفائدة في تدريب الفرق المحلية عن طريق مسابقاتٍ تشابه في صعوبتها مستوى المسابقة المُراد التدرب لأجلها، سواء كانت محلية أو إقليمية أو عالمية. ويمكن تنظيم هذه المسابقات التدريبية ضمن جامعة واحدة أو عن طريق معسكراتٍ لكل الفرق السورية، لأن بيئة التنافس تمنح المشاركين دافعًا أكبر للتدرب وبالتالي تحقيق نتائج أفضل.

كانت شركة هواوي Huawei أحد داعمي المسابقة لهذا العام، وقد اقتُرِحَت مسابقةٌ جديدةٌ من طرفها هي تحدي الشبكات العصبونية هنا التي تُعَدُّ مسابقةً فريدةً من نوعها وخاصةً بتطبيقات الذكاء الصنعي والشبكات العصبونية، واختلفت عن المسابقة البرمجية بأن الضغط فيها كان أقل، إذ لم تتدرب معظم الفِرَق على هذا النوع من المسابقات من قبل، لذا كانت المشاركة للاستمتاع وتجربة نوعٍ جديدٍ من المسابقات.

ابتُكِرت فكرة المسابقة لتسليط الضوء على مجالاتٍ مهمةٍ أخرى غير المسابقة البرمجية؛ فالذكاء الصنعي مجال مهم جدًا وقد زاد الاهتمام به كثيرًا في الآونة الأخيرة، لذا هدفت المسابقة إلى تشجيع المشاركين على الانخراط فيه.

ونختتم حوارنا مع أعضاء الفريق بأهم النصائح التي يقدموها للمُشاركين الجدد في المسابقة البرمجية:

أولًا، التدريب اليومي المُستمر والاهتمام بصعوبة مسائل التدريب؛ أي اختيارها بحيث يكون مستوى صعوبتها أعلى من مستوى المتدرب بقليل، لأن حلَّ عدد كبير من المسائل السهلة لن يفيد في تطوير المستوى.

ثانيًا، عدم الانقطاع عن التدريب وانتظار الموسم القادم للعودة للتدريب في حال عدم التأهل، ولا بدَّ من الحرص على الاستمرار في التدريب مهما كانت النتائج، فنتائج الصبر على التدريب لن تظهر فوريًّا.

نهايةً، نشكر أعضاء الفريق لوقتهم وللمعلومات التي قدموها، وعسى أن تكون ثمرة هذا الحوار مُفيدة بالنسبة لكم وقادرةً على تغطية أغلب تساؤلاتكم عن المسابقة.

نتمنى للفريق ولجميع المقبلين على المشاركة في المسابقة تحقيق النجاح دومًا في المسابقات البرمجية وفي جميع مناحي حياتهم.

يمكنكم التعرف أكثر إلى المسابقة البرمجية الجامعية بقراءة مقالاتنا السابقة عن الموضوع:

هنا

هنا