الكيمياء والصيدلة > الآثار الجانبية

نعاسٌ مُبهمُ السبب؟! إذًا تفقَّد أدويتك

يعود شعور التعب الناتج عن دواءٍ ما إلى تأثير هذا الدواء في النواقل العصبية؛ وهي مواد كيميائية موجودة في الدماغ تستخدمها أعصابُنا في نقل الرسائل بينها، ويتحكم بعضٌ منها في مدى يقظتنا وشعورنا بالنعاس.

سنلخِّص فيما يأتي بعضًا من الأدوية التي قد تُسبِّب شعورًا بالتعب والخمول:

1. أدوية الحساسية (مضادات الهيستامين):

تستخدم مضادات الهيستامين في تخفيف أعراض الاضطرابات التحسسية (مثل حمى الكلأ hay fever) ونزلات البرد أو منعها. ويستخدم بعضها في منع دوار الحركة والغثيان والإقياء، وفي علاج القلق والأرق أيضًا.

وتعدُّ مضادات الهيستامين مثبطات للجهاز العصبي المركزي، ويندرج التعب أو النعاس ضمن الآثار الجانبية لمعظمها، ومن مضادات الهيستامين المعروفة (الديفنهيدرامين والبرومفينيرامين والهيدروكسيزين والميكليزين).

وفي هذا السياق ننبه لضرورة تجنب تناول كبار السن أيًّا من الأدوية المساعدة على النوم الحاوية على الديفينهيدرامين؛ وذلك بسبب آثاره المُركِّنة القوية التي تزيد خطر السقوط وكسور العظام زيادة واضحة.

2.  مضادات الاكتئاب:

تستخدم مضادات الاكتئاب في علاج الاكتئاب عادة؛ ولكن قد توصف في كثير من الأحيان أيضًا لتدبير اضطرابات القلق والشهية والوسواس القهري والألم المزمن وبعض الاضطرابات المتواسطة بالهرمونات؛ مثل تقلصات الدورة الشهرية الشديدة. ويمكن الاستعانة بها للمساعدة على الإقلاع عن التدخين.

وهناك العديد من مضادات الاكتئاب مثل مضادات الاكتئاب الثلاثية الحلقات، ومثبطات الأوكسيداز الأحادي الأمين MAOIs، ومثبطات إعادة قبط السيروتونين الانتقائية SSRIs، ومضادات الدوبامين والليثيوم وغيرها.

ويعدّ التعب عرضًا جانبيًّا شائعًا لمضادات الاكتئاب؛ ولكن تميل بعض الزُّمر إلى إحداث هذا العرض أكثر من غيرها مثل مضادات الاكتئاب الثلاثية الحلقات. ويُخصُّ بالذكر كلُّ من الأميتريبتيلين والدوكسيبين والإيميبرامين والتريميبرامين؛ ويعود السبب في ذلك إلى تأثيرها في النواقل العصبية في الدماغ خاصة السيروتونين والنورأدرينالين، إضافة إلى تأثيرها في إفراز بعض الهرمونات وخصوصًا هرمون الإجهاد (الكورتيزول) الذي يرتبط ارتباطًا وثيقًا بأعراض التعب.

3. البنزوديازيبينات:

تُعرف باسم المهدئات Tranquilizers؛ إذ تملك أدويةُ هذه الزمرة تأثيرًا مهدئًا منومًا؛ ولذلك تستخدم في علاج اضطراباتٍ عدَّة مثل القلق والهياج والتشنجات العضلية، وتستخدم أحيانًا لعلاج الأرق والقلق المرافقََين للاكتئاب أيضًا.

ويمكن لهذه الأدوية أن تُشعر المريض بالنعاس أو الخمول فترة تتراوح ما بين عدة ساعات إلى عدة أيام تبعًا لنوع العقار. وتجدر الإشارة إلى أن تناول البنزوديازيبينات أكثر من أسبوعين أو ثلاثة أسابيع يُولِّد لدى المرضى تحمُّلًا لهذا الدواء؛ ما يعني أن الجسم يغدو بحاجةٍ إلى جرعةٍ أكبر منه لإحداث التأثير نفسه؛ مما يؤدي إلى تفاقم التعب وضعف العضلات على المدى الطويل، إضافة إلى  أنَّ كبار السن يحتاجون فترة زمنية أطول ثلاث مرات من الأشخاص الأصغر سنًّا لطرح الكمية المتراكمة من الدواء في الجسم؛ لذلك هم عرضة للإصابة بالتعب وتطوير الاعتماد البدني أو النفسي بنسبة أكبر.

نذكر من أدوية هذه الزمرة الألبرازولام والكلونازيبام والديازيبام واللورازيبام.

4. مضادات الذُّهان:

تستخدم في علاج حالات الفُصام والاضطراب الثنائي القطب والحالات النفسية الخطيرة الأخرى، وغالبًا ما توصف لتدبير حالاتٍ غير مشار إليها في ملصق الدواء؛ كاستعمالها في علاج الهياج والاكتئاب.

ومن أهم مضادات الذهان الموصوفة: الأريبيبرازول والهالوبيريدول والأولانزابين والريسبيريدون والزيبرازيدون. تؤدي هذه الأدوية عملها عن طريق تثبيط نشاط الجهاز العصبي المركزي، وتشمل آثارها الجانبية التعب والخمول، فالعديد من هذه الأدوية يخفض مستويات الدوبامين؛ مما قد يؤدي إلى النعاس.

5. أدوية ضغط الدم:

تبطئ خافضاتُ الضغط من غير المدرات -التي تشمل مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين كالليسينوبريل، وحاصرات قنوات الكالسيوم كالأملوديبين، وحاصرات قنوات بيتا كالميتوبرولول، ومثبطات الرينين- عمليةََ ضخِّ الدم من القلب ونشاط الجهاز العصبي المركزي كله. أما مُدرَّات البول التيازيدية كالهيدروكلوروالثيازيد، ومُدرَّات العروة كالفورسيميد فتقود إلى استنزاف الشوارد التي يحتاجها الجسم، وفي الحالتين سيكون الشعور بالتعب والخمول هو النتيجة.

6.  علاجات داء السرطان:

يمكن لأنواع مختلفة من علاجات السرطان أن تجعل المريض متعبًا للغاية؛ وذلك بتغييرها سويات البروتينات والهرمونات في الجسم؛ فهي تُهاجم بعض الخلايا الطبيعية في أثناء مهاجمتها الخلايا السرطانية؛ الأمر الذي يقود الجسم إلى صرف طاقةٍ إضافيةٍ لإصلاح الخلايا وترميمها مما يسبب الشعور بالتعب.

7. بعض أدوية الجهاز الهضمي:

مثل مضادات الغثيان، والإقياء، ومضادات الإسهال.

8. المرخيات العضلية:

معظم هذه المرخيات لا يؤثر مباشرة في العضلات المراد إرخاؤها، بل يؤثر في الأعصاب المسؤولة عن إرخاء العضلات في الدماغ والعمود الفقري، ويسبب التأثير في الجهاز العصبي شعورًا بالتعب. نذكر من المرخيات العضلية الشائعة الكاريزوبرودول والسيكلوبنزابرين.

9.  مسكنات الألم الأفيونية:

تعمل هذه المواد عمل "الإندورفينات" تمامًا؛ وهي المواد الكيميائية التي يصنعها الجسم ذاتيًّا لتدبير الألم.

ومن هذه المسكنات نذكر المورفين والأكسيمورفون والأوكسيكودون والفنتانيل والروكسيكتين.

10. خافضات الشحوم الستاتينية والفيبرات:

تستخدم الأدوية من زمرتي الستاتينات مثل: الأتورفاستاتين والروزوفاستاتين والسيمفاستاتين، والفيبرات مثل الفينوفيبرات في علاج ارتفاع كوليسترول الدم. وأظهرت بعض الدراسات أن أدوية هذه الزمر توقف إنتاج الخلايا الساتلة التي تتمايز؛ لتعطي الأنسجة العضلية مما يؤدي إلى توقف نمو العضلات. واقترحت دراساتٌ أخرى أنه من الممكن أن تتدخل الستاتينات في إنتاج الطاقة داخل الخلايا بالآلية نفسها التي تتدخل فيها في إنتاج الكوليسترول، إضافةً إلى ذلك فقد تُسبب الستاتينات انحلالًا في الربيدات؛ وهو تحطم سريع في العضلات الهيكلية يؤدي إلى تحرر الألياف العضلية في مجرى الدم.

11. مثبطات مضخة البروتون:

توصف مثبطات مضخة البروتون في علاج الجَزر المعدي المريئي والحالات المماثلة. وأشهر أدوية هذه الزمرة: الأوميبرازول واللانسوبرازول والإيزوميبرازول والبانتوبرازول. وقد أُتيح بعضُها دون الحاجة إلى وصفة طبية. وهنا تجب ملاحظة أن المرضى الذين يتناولون مثبطات مضخة البروتون -مدة ثلاثة أشهر أو أكثر- معرضون لخطر انخفاض مستويات مغنيزيوم الدم الذي بدوره يمكن أن يتسبب بفقدان الشهية والتعب والوهن.

المصادر:

هنا

هنا