التوعية الجنسية > الحياة والحقوق الجنسية والجندرية

الوضع الاجتماعي والصحي لثنائيي الميول الجنسية (Bisexual)

على مدى العقود الثلاثة الماضية؛ زادت التحقيقات في العلاقة بين الميول الجنسية والصحة أضعافًا مضاعفة، وقد سلَّط المجالُ المزدهر لصحة -كلٍّ من المثليات والمثليين، وثنائيي الميل الجنسي، ومغايري الهوية الجنسية (LGBT)- الضوءَ على عدد من التفاوتات الصحية الحرجة بين هذه المجموعات عند مقارنتها بنظيراتها من جنسَين مختلفين.

ومع ذلك، غالبًا ما يُتغاضى عن الأشخاص المزدوجي الميول الجنسية في الأبحاث ويُصنَّفوا في فئات أخرى (مثلية/ مزدوجة)، (مثلي/ مزدوج) فعلى سبيل المثال، في دراسة أُجريت في أستراليا على بعض المجموعات؛ وجدوا أنَّ مجموعةَ مزدوجي الميول الجنسية حقَّقت أسوأ نتائج في مجال الصحة العقلية مقارنةً بالمجموعات ذات الميول الجنسية الغيرية والمثلية، وقد ارتبط كلٌّ من الجنس، والهوية الجنسية، والعمر، والعرق، والدخل، والتحصيل العلمي -على نحو كبير- مع مواقف المشاركين تجاه الأفراد الثنائيي الجنس.

وكانت النتائج توثِّق النقصَ النسبي في المواقف الإيجابية تجاه الأفراد الثنائيي الميول الجنسية، وكان لا بدَّ من تسليط الضوء على الحاجة إلى تطوير نهج معيَّن لتعزيز المواقف الإيجابية نحو الأفراد الثنائيي الميول الجنسية، تستهدف الأفراد والمجتمعات، ومثليي/ مثليات الجنس.

ونظرًا لأنَّ الأفراد المزدوجي الجنس يواجهون تباينات صحية كبيرة؛ فقد افترض الباحثون أنَّ هذه الاختلافات تغذِّيها -جزئيًّا على الأقل- المواقفُ السلبية المستمدَّة من القوالب النمطية؛ لأنَّها تتطوَّر وتتَّخذ -في أشكال لاحقة- التحاملَ، ووصمة العار، والتمييز ضد الأفراد الثنائيي الجنس من الأفراد المثليي أو المغايري الجنس وغيرهم من أطياف المجتمع.

وقد وُثِّقَت الآثار الضارة للوصمة والتحيُّز الاجتماعي على صحة أفراد الأقليات الجنسية توثيقًا جيِّدًا في كلِّ المجالات الفيزيولوجية والنفسية؛ إذ تحدث الأذيَّات على ثلاثة مستويات مترابطة: 1- بيولوجية (كارتفاع ضغط الدم)، 2- نفسية (كالإجهاد النفسي)، 3- اجتماعية (كتجارب التحيُّز والتمييز).

إضافة إلى أنَّه يمكن أن تزيد الهوية الثنائية الجنس من المواقف الساخرة والمشوِّهة تجاه الأشخاص الثنائيي الجنس؛ وذلك من قبل مغايري أو مثليي الجنس.

ووثَّقت الأبحاث الحديثة وجودَ مجموعة واسعة من التباينات الصحية المتميِّزة بين الأفراد المزدوجي الجنس أيضًا؛ إذ لُوحظ لديهم معدلات أعلى من اضطرابات المزاج، والقلق، والإيذاء الجسدي والعاطفي، وإساءة استخدام المواد المخدِّرة والتي تُنبِئ -وبقوة- بالوفيات المبكرة والزائدة عن الحد، وعادةً ما يُوصفون على أنَّهم مختلطون جنسيًّا، وأنَّهم مثل "جسر جسدي" لفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب (HIV)، وغيره من الأمراض المنقولة بالجنس (STI) من شركاء من جنس آخر.

ولكن، كشفت البيانات المستقاة من وكالات الاستطلاع الكبيرة أنَّ المواقف تجاه "المثليين والمثليات" أصبحت أكثرَ إيجابية على نحو ملحوظ في خلال العقد الماضي، وقد بذل الباحثون في العلوم الاجتماعية والسلوكية جهودًا لتقييم المواقف تجاه ثنائية الجنس، تختلف عن المثلية الجنسية ومغاير الهوية الجنسية، وطوَّروا المواقف فيما يتعلَّق بمقياس ثنائيي الجنس (ARBS)؛ ومن ثمَّ وجدوا عاملَين مرتبطَين بالمواقف اتجاه ثنائية الميول: التسامح والاستقرار.

حدَّد التسامح ما إذا كان يُنظر إلى ثنائي الميول الجنسية على أنَّه مقبولٌ من الناحية الأخلاقية، في حين حدَّد الاستقرار ما إذا كان يُنظر إلى ثنائي الميول الجنسية بوصفه ميلًا جنسيًّا شرعيًّا.

وأخيرًا، يجب على الباحثين مواصلة استكشاف هذه الفوارق الصحية في سياق المواقف الاجتماعية تجاه الرجال والنساء الثنائيي الميول الجنسية، فبعد توثيق غياب المواقف الإيجابية تجاه الرجال والنساء الثنائيي الميول الجنسية؛ يشجِّع البحث في المستقبل على استكشاف فرص التدخُّل للتقييم والفهم، والقضاء على الخوف والرهاب من مثل قضايا اجتماعية كهذه.

المصادر:

1- هنا

2- هنا

3- هنا

4- هنا