الرياضيات > الرياضيات

المفاهيم الخاطئة عن الرياضيات

يمكن للرياضيات أن تكون موضوعًا صعبًا، إذ أتذكر أنني في أيام المدرسة كنت طالبًا جيدًا في الرياضيات، لكن وعلى ما يبدو فإن ذلك لم يكن ينطبق على الكثير من زملائي الطلاب، فقد كانت هناك أوقات ساعدت فيها على تدريس الطلاب الآخرين في الفصل، ووجدت أن مساعدة شخص ما على فهم المفاهيم الرياضية مفيدة  للغاية؛ فبمجرد أن يفهم الطالب المفاهيم الأساسية يبدو له أن كل شيء آخر يقع في مكانه. بعد هذا، كنت أتساءل في كثير من الأحيان عن سبب قضاء بعض الوقت في الرياضيات بسهولة مع الآخرين، واتضح أن الرياضيات موضوع محاط بالأساطير والأفكار والمفاهيم الخاطئة والحواجز الأخرى التي تعيق فهم الرياضيات، والتي يمكن أن تمنع الطلاب من الأداء الجيد.

في وقت سابق من هذا العام، أجرت جمعية الرياضيات الصناعية والتطبيقية (SIAM) دراسة إحصائية لأكثر من 1500 من طلاب المدارس الثانوية الذين شاركوا في تحدي MathWorks Math Modeling السنوي. وفي هذا الاستطلاع، تضمنت بعض الأسئلة ما يساعد على تبديد بعض تلك الأساطير وتحديد بعض الحواجز. ونأمل أن تُستخدم هذه المعلومات لإنشاء مسار لمساعدة الجميع على النجاح في الرياضيات.

الأساطير والمفاهيم الخاطئة

سُئل الطلاب في الاستطلاع عما يعتقدون أنه أكبر المفاهيم الخاطئة لدى الناس عن الرياضيات؛ فكان أن نحو 25 في المئة منهم يتفقون على أن أكبر فكرة خاطئة هي أن هذا الموضوع لا ينطبق على واقع الحياة، وأن 20 في المئة قالوا إن الأشخاص الذين يجيدون الرياضيات يولدون بقدرة طبيعية. وهناك نتائج  وآراء أخرى.

يمكن أن يؤدي توضيح هذه الخرافات إلى دور كبير في تعزيز تعليم الرياضيات، إذ يمكن لأي من هذه المفاهيم الخاطئة منع الطالب من تبني الموضوع وربما إنهاء محاولته لمتابعة فهم الرياضيات، كما أن معالجتها تعني وجود المزيد من الطلاب الذين يمنحون الرياضيات فرصة لإثراء حياتهم.

الأخطاء والحواجز

عند دراسة الرياضيات، قد يسهل الشعور بالإحباط، إذ يصعب استيعاب مفاهيم الرياضيات في البداية، وغالبًا ما يستغرق الأمر القليل من الوقت والجهد لإيصال الطالب إلى نقطة الفَهم. في حين كنت طالب رياضيات جيدًا فإني لم أستوعب قط أي مفهوم في صف حساب التفاضل والتكامل الخاص بي عند المحاولة الأولى. ولحسن الحظ، كان لديَّ مدرسون ممتازون وأولياء أمور داعمون وشقيق أكبر يعطيني القليل من المساعدة الإضافية عندما أحتاج إليها.

كجزء من الاستطلاع، سُئل الطلاب عن رأيهم في أكثر الأخطاء شيوعًا عند حل المسائل الرياضية. وكانت النتائج كالآتي: قال نحو 44 في المائة منهم إن معظم الأخطاء كانت أخطاء في الفهم، لأنهم لم يستوعبوا المفهوم أو المنطق اللازم لحل المشكلة، وقال 37 في المئة منهم إن معظمها هي أخطاء ناتجة عن الإهمال، مثل عدم اتباع التوجيهات أو كتابة الرقم الخطأ. والمثير للدهشة أن 17 في المائة فقط من الطلاب يعتقدون أن معظم الأخطاء ناجم عن أخطاء حسابية كالجمع أو الطرح على نحو غير صحيح.

وبخلاف الأخطاء التي يرتكبها الطلاب، قد توجد حواجز أخرى تمنعهم من التميّز في الرياضيات؛ ففي استطلاع SIAM، سُئل الطلاب عن اعتقادهم بشأن هذه الحواجز، وأشار 25 في المئة منهم إلى أن الافتقار البسيط إلى الحافز ربما يكون أكبر حاجز، في حين يعتقد 20 في المائة منهم أن وضع أولوية على درجات الاختبار بدلًا من فهم المادة هو أكبر حاجز. هذا الرقم الأخير جعلني حزينًا بعض الشيء. فقد ترعرعنا وكان أساتذتي يأكدون دائمًا فهم المادة بدلًا من تصحيح كل مشكلة. فقد كان معظمهم يعطي علامة جزئية عن الأسئلة التي ظهر فيها فهم الطالب، لكن إجابته كانت خاطئة بسبب خطأ مهمل أو حساب غير صحيح.

يمكن للرياضيات أن تكون موضوعًا معقدًا، ولكنه ليس صعبًا بالضرورة. يمكن تطبيق مفاهيم المنطق والتفكير النقدي في الرياضيات على العديد من جوانب الحياة اليومية، ويحتاج شبابنا إلى هذه المفاهيم التي يفتقدونها، ونأمل أن يتسبب هذا الاستطلاع في اتخاذ إجراء ما.

المصدر:

هنا