الكيمياء والصيدلة > كيمياء

كيمياء العدسات اللاصقة

يستخدم كثيرٌ من الناس العدسات اللاصقة يوميًّا، وغالبًا ما يكون الاستخدام لأسباب تجميلية.

وربَّما تبدو العدسات اللاصقة منتجًا بسيطًا وسهلَ الصناعة، إلّا أنَّ هناك وراء هذه العدسات كيمياء معقدة؛ تجعل البساطة بعيدة جدًّا عنها.

في هذا المقال سنلقي نظرة على بعض المواد الكيميائية المُستخدَمة في صناعة العدسات اللاصقة على مرِّ السنين، وكيف تطورت تدريجيًّا.

نبدأ مع العدسات اللاصقة الصلبة:

بدأت صناعة العدسات الصلبة من "بوليمير البولي ميثيل ميتاكريلات (PMMA)"، وكانت العدسات الزجاجية قيد الاستخدام قبل ذلك، لكنَّها لم تكنْ مريحة، وتغطي جزءًا كبيرًا من العين. ومن مشكلات عدسات الـ PMMA أنها لا تُدخل الأوكسجين إلى العين؛ ممَّا جعل الشركات البحثية تستمر في التطوير حتى توصّل الباحثون إلى صناعة عدسات تحتوي على السيليكون، وعلى المركبات التي تحتوي على الفلور، وتسمح بمرور الأوكسجين للعين.

أما العدسات اللينة:

فهي أكثر الأنواع شيوعًا واستخدامًا، إذ تعتمد صناعتها أساسًا على مواد "الهيدروجل Hydrogels"، وهذه المواد هي شبكاتٌ من سلاسل" بوليميرية" متقاطعة تمتص الماء بدرجة عالية، وفي الآونة الأخيرة طُوِّرت موادُ "الهيدروجل" التي تحتوي على "السيلوكسان siloxane"؛ وهي أكثر نفوذية للأوكسجين.

وفيما يخصُّ المحلول الذي توضع فيه العدسات اللاصقة؛ فهو يكون عادةً إما محلولًا "بيروكسيديًّا" وإمّا محلولًا متعددَ الاستخدامات؛ إذ إنَّ المحلول "البيروكسيدي" يُستخدَم للتطهير، في حين أنَّ المحلول المتعدد الاستخدامات يحتوي على عوامل تنظيف "بوليميرية" مثل: مركبات "البايجوانيد biguanides، والبولي كواتيرنيومز polyquaternium"، وكلاهما له أثرٌ تنظيفي وترطيبي.

ومع تزايد وتيرة استعمال العدسات اللاصقة -لأسباب مختلفة منها طبية وأخرى تجميلية- ومع إضافة العدسات اللاصقة كثيرًا من الحلول والتسهيلات؛ فإنَّ العلماء قد حذروا من استخدامها، فقد حذَّر علماء بريطانيون من مغبة سوء استعمالها، الذي يمكن أن يسبب بدوره مضاعفات قد تؤدي إلى العمى، ويتمثل سبب هذه المضاعفات الرئيسُ في الجانب المتعلق بالنظافة، فقلَّة أخذ الحيطة في هذا الجانب يمكن أن يكون له أضراره، وتجمع أكثر عدوى خطورةً بين "أميبا أحادية الخلية تدعى Acanthamoeba والتهاب القرنية الجرثوميّ Bacterial keratitis إذ تصاب القرنية في العين بالتهابات، ويؤدي الالتهاب بدوره إلى حدوث ألم، فواحد من كل أربعة أشخاص يصابون بهذه العدوى يفقدون معظم بصرهم، وقد تصل الحالة إلى العمى الكامل.

وعادةً ما يكون علاج مثل هذا النوع من الأميبا معقّدًا، ويستغرق مدةً علاجية طويلة، إضافة إلى أنَّ العلاجات المُستخدَمة شديدة السمية، ولها أضرار جانبية. وعلى إثر هذا قد يضطر الكادر الطبي إلى عملية نقل القرنية.

وعلى صعيد آخر؛ تشير الإحصاءات في واحدة من مشافي لندن (Moorfields Eye Hospital) إلى ارتفاع وتيرة الإصابات بين الناس من 8-10 حالات بين عامي 2000-2003 إلى 36-65 حالة سنويًّا في أيامنا هذه، وتشير الأرقام إلى أنَّ 25% من المرضى تستدعي حالتهم الطبية عملية نقل القرنية حتى يتماثل المريض إلى الشفاء.

وأكثر الناس عرضة هم الأشخاص الذين يذهبون للسباحة وهم يرتدون العدسات اللاصقة، وأكثرهم عرضةً للإصابة هم الأشخاص مرتادي الساونا.

لكن كيف يمكن أن نتجنب هذه العدوى؟

ينصح الباحث الانجليزي دارت Dart باستعمال العدسات اللاصقة ذات الاستعمال اليومي؛ ممَّا يجنب أي احتمالية تلوث للمحلول، الذي يُستعمَل لحفظ العدسات الشهرية، أضف إلى ذلك؛ الاهتمام بجانب النظافة والتخزين للعدسات، وغسل اليدين جيدًا قبل التعامل مع العدسات وارتدائها.

المصادر:

هنا

هنا

هنا