الكيمياء والصيدلة > إنـــســــتغرام

كيمياء تجعد الملابس وكيها الجزء الثاني

تحدثنا في المقال السابق عن تجعد الملابس، لكن ماذا عن عملية الكي؟

تجمع هذه العملية الحديد الساخن مع البخار في مزيج من الحرارة والرطوبة اللتان تكسران الروابط الهيدروجينية بسرعة، وعندما يطبق هذا المزيج مع القليل من الضغط، تضطر جميع جزيئات السيللوز إلى التوضع على نحو متواز من جديد، فيبدو القماش مسطحًا وأملس.

وانطلاقًا من الانزعاج المرافق لعملية الكي، حاول الناس منذ سنوات عديدة التخلص من هذه العلمية، لكن المؤكد أن ارتداء الملابس المجعدة ليس الحل! بل استُخدم العلم لإنتاج الملابس المقاومة للتجاعيد، فأصبحت تضاف بعض المواد إلى النسيج أو في أثناء عملية الغسيل للحصول على ملابس لا تتجعد.

سابقًا، استخدم النشاء لمنع تجعد الملابس، فهو بوليمير من الغلوكوز أيضًا؛ أي إنه قادرٌ على تشكيل الروابط الهيدروجينية الديناميكية التي تحدثنا عنها مسبقًا. لكن، على عكس السيللوز فإن النشاء بوليمر متفرّع وليس خطيًا، لذا فهو يلتصق مشكلًا هيكلًا يثبت جميع جزيئات السيللوز في مكانها، لكن المظهر النهائي للملابس أصبح يبدو وكأنها متيبسة، وهو أمر غير مرغوب، فضلًا عن إمكانية ذوبان النشاء في الماء وفقده في عملية الغسيل.

يتطلب الأمر في الواقع مادة أكثر ديمومة من النشاء، وقد استخدم الفورمالدهيد لربط جزيئات السيللوز على نحو دائم ومنعها من الانزلاق والحد من كمية التجاعيد المتشكلة. لكنَّ الفورمالدهيد يسبب العديد من الآثار السلبية في الصحة، إذ يتراوح أثره ما بين التهيجات الجلدية وردات الفعل التحسسية وصولًا إلى الالتهابات الجلدية.

مؤخرًا، حلت مادةٌ أخرى مكان الفورمالدهيد؛ وهي دي ميثيلول دي هيدروكسي إيتيلين يوريا dimethylol dihydroxyethyleneurea التي تعدُّ أكثر صداقة للبيئة من سابقتها وتعتمد على الآلية نفسها في إنتاج الملابس المقاومة للتجاعيد.

المصادر

هنا

هنا

هنا