البحث العلمي والمنهجية العلمية > أسس البحث العلمي في علم النفس

التعيين العشوائي في الأبحاث العلمية

هل تساءلت يومًا ما هي الإستراتيجية التي يُختار عن طريقها الأشخاص المشاركون في الأبحاث العلمية التي يجريها العلماء والباحثون؟

حسنًا؛ ماذا إذا أخبرناك أنه لا يوجد أية إستراتيجية، إذ يُختاروا عشوائيًّا بالمعنى الحرفي وذلك بما يُسمى التعيين العشوائي .

وينُصُّ التعيين العشوائي على استخدام الصدفة لضمان أن يكون لكل فرد احتمالية مشاركته نفسها في أية مجموعة .

إذًا ما نوع الإجراءات التي يستخدمها العلماء لاختيار المشاركين عشوائيًّا؟

يستخدم العلماء -أحيانًا- قلب العملة النقدية، أو سحب الأسماء من القبعة، أو رمي حجر النرد أو إعطاء أرقام عشوائية للمشاركين.

من المهم أن نعرف أن التعيين العشوائي يختلف عن الاختيار العشوائي؛ إذ يُشير الاختيار العشوائي  إلى كيفية انتقاء المشاركين عشوائيًّا لتكوين عينة تمثل أكبر عدد من السكان، أما التعيين العشوائي  فيشير إلى كيفية تعيين هؤلاء المشاركين المختارين للمشاركة في المجموعات التجريبية المختلفة ضمن البحث نفسه.

كيف يعمل التعيين العشوائي في تجارب علم النفس؟

يُشكِّل العلماء فَرْضِيَّة مبنيّة على اعتقادهم بأن متغيِّرًا ما له تأثير في متغير آخر( مثلاً، تؤثّر تربية الحيوانات الأليفة في المنزل في ذكاء الطفل الاجتماعي في المستقبل تأثيرًا إيجابيًّا)، المتغيِّر الذي سيتلاعب معه العلماء هو "المتغيِّر المستقل" (وهو الذكاء الاجتماعي للطفل في مثالنا)، أما المتغيِّر الذي سيقيسون على أساسه إن حصل تأثير أم لا يسمى بـ"المتغيِّر التابع" (وهو تربية الحيوانات الأليفة).

وعلى الرغم من وجود طرائق مختلفة للنظر إلى العلاقات بين المتغيرات، لكن إجراء التجارب هي أفضل طريقة للحصول على فكرة واضحة عما إذا كانت هناك علاقة حقيقية بين هذه المتغيرات.

فيصوغ الباحثون فرضيتهم -أولًا- ويعملون على دراستها نظريًّا، ومن ثَمَّ ينتقلون إلى تطبيق هذه الأبحاث عمليًّا؛ أي البحث عن مشاركين لتجربتهم.

من المهم عند اختيار العينة أن تُعكَس صفات المجتمع الذي تمثله. على سبيل المثال، إذا كانت نسبة الإناث في مجتمع معين 75%، ونسبة الذكور 25%، فمن المهم أن تتضمّن العيِّنة  هذه النسبة المئوية نفسها، وذلك لنتمكّن من تعميم نتائج التجربة بموثوقيّة أكبر.

ثم ننتقل إلى مرحلة التعيين العشوائي وتقسيم العينة إلى مجموعات، فتكون كل مجموعة مماثلة لمقابلتها قبل تطبيق المتغيِّر المستقل.

يُعيَّن المشاركون في مجموعتين: مجموعة الشاهد ومجموعة التجربة؛ إذ إنَّ مجموعة الشاهد لا تُطبَّق عليها التجربة أما المجموعة الثانية فتخضع لها، وعن طريق هذا التقسيم يكون أيّ تغيير يحدث في المتغير المستقل هو نتيجة التجربة.

ومثال آخر على التعيين العشوائي، فلنفرض أنَّ هناك باحثًا مهتمًّا بمعرفة إنْ كان شرب الكافيين قبل فترة الامتحان يزيد من الأداء في أثناء الامتحان، بعد أنْ تُختار مجموعة من المشاركين وبعد أن يُقسَّموا على مجموعتي الشاهد والتجربة، يتناول المشاركون في مجموعة الشاهد مشروبًا لا يحتوي على كافيين قبل امتحانهم، ويتناول المشاركون في مجموعة التجربة الكمية نفسها من المشروب الذي تناولته مجموعة الشاهد ولكن مع كافيين.

يَطَّلع الباحثون على نتائج الامتحان لكلا المجموعتين ويقارنون النتائج، ليصلوا إلى معرفة إذا كان احتساء الكافيين قبل الامتحان له علاقة بالأداء في أثناء الامتحان.

وفي النهاية، إنَّ للتعيين العشوائي دورًا مهمًّا في الأبحاث العلمية في علم النفس، لأنه لا يساعد في القضاء على التحيُّز في الاختيار فحسب، بل يُساهم أيضًا في تعميم نتائج الأبحاث العلمية على أكبر عدد من السكان .

المصادر:

هنا

هنا

هنا