الطب > طب الأنف والأذن والحنجرة

ما سرُّ وجود فتحة صغيرة أمام الأذن؟

يعرَّف الجيب أمام صيوان الأذن على أنه تشوه خلقي حميد للأنسجة الطريَة أمام الصيوان، وتقدر نسبة الإصابة به قرابة 0.1-0.9 % وعادةََ ما يكون التشوه أحادي الجانب لكنْ قد يظهر في الجهتين في حالات نادرة، وإضافة إلى أنه أشيع ظهور في الجانب الأيمن، وتكون الإصابة عند الإناث أعلى منها عند الذكور. اكتشفه العالِم (Heusinger) أول مرة عام 1864، ومع أنه في غالبية الحالات يتوضع أمام  قناة السمع الخارجية، لكن سُجِّلَت حالات صغيرة نسبيًا كان فيها الجيب يتوضع في مناطق أخرى كالحافة العلوية الخلفية للأذن، والزنمة (وتدة الأذن)، وفصيص الأذن، والساق النازلة لحتار الأذن، والمنطقة العليا من الصيوان، ومنطقة بعد الصيوان.

وبحسب أكثر النظريات قبولًا علميًا حول منشأ هذا التشوه، فإنّ الجيب أمام الصيوان يكون ناتج عن خلل في تطور القوس الغلصمية في الأسبوع السادس من الحمل بسبب الاندماج غير الكامل للبروزات السمعية الستة لهيس، أو نمو الجيب خلال تطور الصيوان الجنيني من طية معزولة للأديم الظاهر عند الجنين وهي فرضية أقل قبولًا من الأولى.

ومن الجدير بالذكر أن هذا التشوه لا يترافق عادةً مع نقصان في السمع، لكنّ المشكلة الرئيسية في الجيب أمام صيوان الأذن أنه ممكن أن يقود إلى تشكيل كيسات حميدة أو خراجات تأخذ شكل كتل مملوءة بالقيح تؤدي إلى حدوث أخماج، وقد يشير عدم التناسق في شحمات الأذن وتضخم اللسان في حالة وجود جيب أمام صيوان الأذن إلى وجود متلازمة (Beckwith Wiedemann)؛ إذ تترافق هذه المتلازمة مع شذوذات بطنية وسرطانات كلية وكبد، وقد يكون وجود هذا الجيب دليلًا على الإصابة بمتلازمة الخيشوم -الأذن- الكلية التي تشمل حفرًا أو جيوبًا على جانب العنق إضافة إلى وجود جيب أمام صيوان الأذن، وخسارة السمع، وشذوذات كلوية.

أما الأعراض والعلامات المرافقة للجيب أمام الصيوان فتتراوح بين فتحة دقيقة جدًا تظهر أمام أحد الأذنين أو كليهما، وإضافةً إلى تورم أو ألم أو حمى أو احمرار أو قيح داخل الجيب وحوله، وقد يترافق مع التهاب النسيج تحت الجلد وظهور خراج، وقد تنمو كتلة في بعض الحالات غير مؤلمة ببطء إلى جانب الجيب وتشكل كيسًا مما يزيد خطر الإصابة بأخماج.

وتتفاوت طبيعة العلاج المطلوب بحسب ما يراه أخصائي الأذن والأنف والحنجرة مناسبًا، إذ تختلف تبعًا لعوامل مختلفة، فنذكر من أساليب العلاج المتبعة:

1- ترك الجيب على حاله إذا لم يتعرض لأي إنتان.

2- يصف الطبيب المختص المضادات الحيوية عند وجود احمرار أو تورم أو أي علامات أخرى تشير إلى بدء حدوث انتان.

3- إجراء رشف بالإبرة للإنتانات المعندة التي تُعرَف بالخراج، وعند فشل الاستجابة للمضادات الحيوية يمكن أن يدرس الطبيب القيح على مزرعة حيوية لتحديد طبيعة الإصابة.

4- فتق ونزح الخراج إذا كان لا يستجيب للرشف بالإبرة .

5- الاستئصال الجراحي عندما يكون الجيب مائلًا للإنتانات الناكسة .

لكنْ عادة ما تكون هذه الجيوب لا عرضية ومعزولة ولا تتطلب العلاج، لكنْ في حال ترافقت الحالة مع متلازمات أخرى، فهنا من الضروري إجراء فحوصات سمعية وفحص بالأمواج فوق الصوتية للكلى.

أما العلاج الجراحي للجيب أمام الصيوان فيكون باستئصال الجيب، ومن الجدير بالذكر أنّ الاستئصال حتى وإن فعله جراحون متخصصون يمكن أن يحدث انتكاسًا بعد الاستئصال، إذ يحدث النكس بعد العمل الجراحي نتيجة للاستئصال غير الكامل للسبيل المرافق للجيب، ووجود ظهارة حرشفية عيوشة متبقية.

وممكن أن تزداد حالات الانتكاس في حال كان مجرى الجيب متعرجًا (كما في حال الانتانات المترافقة مع خراجات إذ يتحرّض تشكّل ندبات تغير من مجرى الجيب ومساراته)، أو كانت تفرعاته كثيرة أو قابلة للتغير خصوصًا في التفرعات الانتهائية صعبة التتبع بالنسبة إلى الجراح، وإضافة إلى أن الاحتياطات ما قبل العملية وداخلها غير كافية لضمان عدم حدوث النكس.

وعلى الرغم من وجود أدوات وطرائق عديدة لتحديد المسار الصحيح للجيب، كاستخدام أزرق الميثيلين وسبر الجيوب ( تحري الجيوب بواسطة المسبر)، والمجهر والعدسات المكبرة ما يزال احتمال النكس كبيرًا.

المصادر:

1-هنا

2-هنا

3- هنا