التاريخ وعلم الآثار > شخصيات من سورية

فواز الأزكي.. غاب صيَّاد الأزمنة الذي يعشق الأرض

تجمّعت العصور بكفّيه الأمينتَين.. فأعطاها مفاتيح بيته وظل أشجار حديقته وسراديب فكره وعمره.. ورسم معها متحفًا متفرّدًا من روح إبداعه ووجدانه الفردي العظيم.. المتحفَ الجيولوجي الوحيد في سورية.. متحف الدكتور فواز الأزكي.. الذي بناه طوعًا وفتحه للزوّار دون مقابل.. فاختصر أزمنة الأرض السورية وأزمنة الحب في بقعةٍ واحدة.. هناك في الأعالي.. في جبال الساحل السوري التي اعتادت أن تشدَّ خصر السماء بزنّار أخضر.. وها هي اليوم في السادس والعشرين من أيار تعيد إلى رحِم تربتها باحثًا نبيلًا وعالمًا أصيلًا صان كنوز التربة العتيقة الغابرة وقلَّب لؤلؤها من الجبل الأقرع إلى سلسلة لبنان الشرقية مشيًا على الأقدام..

أمام غيابك.. لا نستطيع ألَّا نتحيَّز لإنسانيَّتك وعملك الطوعي الجليل وحبّك الكبير للعلم والاكتشاف.. وإيمانك في ظل كلّ الصعوبات أنَّ القادم أجمل.. ببساطتك وتواضعك خاطبتنا منذ أعوام: "أيها الباحثون السوريون علينا أن نبحث طوعًا كي نصنع القادم الأجمل … سأفخر بكم فأنتم آمالي الواعدة، ولولا وجود أمثالكم لكنتُ تلكَّأت في السير وسقطت"..

ولكنَّك لن تسقط.. إنّنا نسير بقدميك وننظر بعينيك.. ونسمو ونحلّق بك عاليًا.. وكلماتك محفورة في وجدان كل إنسان يبذل حياته للعلم ولخدمةِ المجتمع ونهضته دون أن يطلب شيئًا.. ولن ندّخر جهدًا في تحقيق حلمك الإنساني أن يكون للباحث السوري شأنه الذي يستحق.. بل إنَّ طموحنا أن يحمل هذا المشرق كلّه أضواء العلم في راحتيه..

كانت أمنيتك في حضورك وبعد غيابك عنّا.. أن يأتيك من يقص على مسامعك ويبشّرك وأنت تغفو في الأرض التي عشقت: "انهض يا فوَّاز.. لقد حققنا طموحك"..

ونحن قد زرعنا بذور طموحك في قلوبنا لتنمو وتعمّر.. وكما قلت لنا.. ونحن نصدّق قولك: "لا بدَّ أن تثمر".. نعم "لا بدَّ أن تثمر"..

لمعلومات أكثر عن الباحث الراحل:

هنا

هنا