التوعية الجنسية > أيام عالمية

اليوم العالمي للفصام 2019م؛ جنسانية مريض الفصام

بين الخوف والاضطراب؛ تبدو الحياة الجنسية -للمصابين بالاضطرابات النفسية- غامضةً بعض الشيء؛ إذ تتدخَّل فيها الاضطرابات النفسية إلى جانب العلاجات النفسية السلوكية والدوائية.

فمِن المرضى من يريد التحدُّثَ عن رغباته، في حين يبدو البعض الآخر لنا أنَّه نسيها! ويبقى السؤال؛ ما هي المصاعب التي يعيشها مريض الفصام على المستوى الجنسي والعاطفي؟ وما هو دورنا بوصفنا طرفًا داعمًا في هذه المعادلة؟!

بدايةً، يُعَدُّ انفصام الشخصية -أو ما يُعرف علميًّا بالفصام "Schizophrenia"- واحدًا من الاضطرابات العقلية المزمنة، والذي يُصيب ما يفوق 23 مليون شخص في أنحاء العالم، مؤثِّرًا في  الرجال أكثر من النساء.

تبدأ أعراض المرض -عادةً- في أواخر سن المراهقة، وتتميَّز بضعف حاد في كلٍّ من التركيز والإدراك المعرفي والتواصل اللغوي، وحالات من الهذيان والتشويش والأوهام، مترافقةً مع مجموعة من التقلُّبات العاطفية الحادة والسلوكيات غير الطبيعية أو الموجَّهة بوصفها ردَّةَ فعل تجاه مؤثِّر ما؛ الأمر الذي يجعل مريض الفصام موضعًا للتمييز والوصم المُمنهج من قبل المجتمع أحيانًا.

يرتدي العالم اللون البنفسجي -تضامنًا مع المرضى- سنويًّا في الرابع والعشرين من أيار/ مايو في اليوم العالمي للفصام؛ الذي يسعى إلى جذب الانتباه من أجل ضمان العيش الكريم، والوصول الكافي إلى الدعم النفسي للمرضى، ومساعدتهم على التأقلم والاندماج مجتمعيًّا، والخضوع للعلاج النفسي والدوائي فيما بعد، وتقديم التسهيلات اللازمة لذلك.

ويُبدي أغلبُ مرضى الفصام اهتمامًا بالجنس على نحو مختلف عن المجموع السكاني العام، ويؤدِّي كلٌّ من -قبولهم في المنشآت الصحية، وعلاجاتهم ذات التأثير النفسي، والأعراض النفسية في حدِّ ذاتها- دورًا في إعاقة الوظيفة الجنسية.

وعلى الرغم من أنَّ المرضى يُعِدِّون المشكلات الجنسية ذات تأثيرٍ مهمٍّ في حياتهم؛ لكنَّه قليلًا ما يحدث نقاشٌ عفوي بين مقدِّم الرعاية الصحية والمرضى حيال ذلك؛ ممَّا يؤدِّي نتيجةً إلى التقليل من أهمية المشكلة وانتشارها، وعدم التزام المريض بالعلاج.

من ناحية أخرى، قد يُسهم سؤال المريض عن مشكلاته الجنسية ونقاشه فيها إسهامًا مهمًّا في علاج المريض وتحسُّن حالته؛ إذ صرَّح ما يقارب 75% من المرضى المصابين بحالة عقلية شديدة عن اعتقادَهم بأنَّ نقاش مشكلاتهم الجنسية قد يكون مفيدًا لنتائج علاجهم.

وإنَّما يعبِّر ذلك عن رغبة مرضى الفصام في التعامل مع أنفسهم، وتصوُّر ذواتهم بوصفهم أفرادًا جنسيين يعيشون حياةً جنسيةً ذات رغبات وتخيُّلات لا تعبِّر عن أعراض أو تأثيرات جانبية للأدوية؛ بل عن أنفسهم.

وبيَّنت دراسات سريرية أنَّ قلة النشاط الجنسي إنِّما هو نتيجة -مباشرة أو غير مباشرة- ناجمة عن الثقة بالنفس المنخفضة، أو العلاقات الشخصية القليلة، أو فقدان الدافع، أو انعدام المتعة.

من جهة أخرى، أظهرت بعض الدراسات أنَّ مريض الفصام كثيرًا ما يُبدي اهتمامًا أقل بإنشاء علاقات حميمية حتى قبل ظهور الأعراض.

وأشارت إحدى الدراسات إلى أنَّ أهم الآليات التي تُحدِث فيها الأدوية الكلاسيكية -المضادة للهذيان المُستخدمة في علاج الفصام- اضطرابًا في الوظيفة الجنسية إنَّما تتمثَّل في معاكسة الدوبامين بعد المشبكي، ورفع مستويات البرولاكتين، إضافةً إلى حصار مستقبلات ألفا-1 الأدرينرجية.

وتتضمَّن أهم الوسائل النفسية الاجتماعية لعلاج اضطراب الوظيفة الجنسية المحرَّضِ دوائيًّا؛ التثقيف النفسي، إضافة إلى الوسائل الدوائية المتمثِّلة بخفض الجرعة أو انتقاء مضادات الهذيان غير المؤثِّرة في البرولاكتين.

وعلى الرغم من دراسة الارتباطات بين المطمئنات النفسية المُستخدَمة في علاج الفصام واختلال الهرمونات الناجم عنها؛ فإنَّ المرض في حدِّ ذاته قد يصاحبه اضطرابات هرمونية يجب استقصاؤها على نحو شامل أوسع، لمعرفة سبب الاضطرابات الجنسية لدى مريض الفصام.

المصادر:

1- هنا

2- هنا

3- هنا

4- هنا