الكيمياء والصيدلة > علاجات صيدلانية جديدة

هل توصل العلم أخيرًا إلى تدبير حالة الوذمة الليمفاوية؟

توصَّل باحثون من جامعة ستانفورد ومؤسسات شريكة أخرى -عقب إجراء دراستين تجريبيتين جديدتين- إلى أنَّ مضادَ الالتهاب المعروف "كيتوبروفين" يُمكِنه أن يخفف التورم والأضرار الجلدية الأُخرى المرافقة للوذمة اللمفاوية التي لا تزال حتى الوقت الراهن حالةً مرضية غامضة وغريبة يصعب التعامل معها.

يشير مصطلح الوذمة اللمفاوية إلى تراكم سوائل مؤلم في الطرفَين العلويَّين أو السفليَّين، يكون غالبًا تاليًا لاستئصال عقدة لمفية خلال علاج السرطان -الثدي على وجه الخصوص-، إذ ينجم عن ذلك تلفُ الجهاز اللمفاوي، مما يمنع تصريف السوائل الليمفاوية بصورة صحيحة.

ويُعدُّ المرض واسع الانتشار إذ إنَّ قرابة ثلاثة ملايين من الأمريكيين مصابون به، ولا يعدُّ مجرد مشكلة جمالية، فالمريض يشعر بعدم الارتياح إذ قد تُعاق حركته وأداؤه البدني والاجتماعي، وإضافة إلى ذلك؛ تزيد معدلات الإصابة بالإنتانات.

يُعدُّ الكيتوبروفين أحد مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية التي تُصرَف بموجب وصفة طبية، وهي تضم إضافة إليه أدويةً أخرى كالإيبوبروفين والنابروكسين، وقد واقفت عليه إدارةُ الغذاء والدواء الأمريكية لتدبير الأشكال المزمنة للالتهاب، التي تحتاج إلى نهج علاجي هجومي مثل التهاب المفاصل، لكن وفقًا لعدد من الدراسات الحديثة الصغيرةِ العيّنة نسبيًّا؛ أظهر الكيتوبروفين فعالية في تخفيف الأعراض المرهِقة المرافقة للوذمة اللمفية.

ولا يوجد علاج نوعي للوذمة اللمفاوية، إذ تشمل التدابيرُ الحالية ارتداءَ الملابس والأحذية الضاغطة، أو إجراءَ التدليك بهدف تحريك السائل اللمفاوي ميكانيكيًّا خلال الأنسجة، وتقول النتائج هنا أنَّ الكيتوبروفين يمكن أن يشكل إضافة مهمة إلى تلك العلاجات.

وأشار الباحثون إلى أنَّ الفكرة التقليدية السائدة لدى مرضى الوذمة اللمفاوية مدةَ عقودٍ من الزمن هي تطوُّرُها من تراكم للسوائل إلى أضرارٍ تدريجية هيكلية في الطرفَين غير قابلة للتراجع، لكن مع نتيجة الدراسة الحالية أصبحت هذه الأضرار قابلةًَ للتراجع.

وقد تحرَّت الدراسة السريرية تطوُّرَ الحالة المرضية بإجراء الفحوصات على عينات جلدية مأخوذة من المرضى قبل وبعد إضافة الكيتوبروفين إلى الخطة العلاجية بجرعة 75 ملغ ثلاث مراتٍ يوميًَّا. وبسبب النتائج المبدئية المشجعة؛ تابعَ التجارب السريرية 34 مريضًا تلقى 16 منهم عقارَ الكيتوبروفين في حين تناول الـ 18 الآخرين عقارًا غُفلًا (Placebo). وأظهر متلقو كيتوبروفين انخفاضًا في سماكة الجلد إضافة إلى تحسنٍ ملحوظ في العوامل الأخرى المتعلقة بصحة الجلد ومرونته، وأضاف عددٌ من المرضى أن الكيتوبروفن حتى ولو لم يكن علاجًا انتقائيًّا لهذه الحالة، فإنَّه أدى إلى تحسن حقيقي فيما يخصُّ طبيعةَ الجلد في المنطقة المصابة، إذ خفَّ كل من الشد والسماكة، وقلَّ التورم مع تقدم العلاج أيضًا. وإنَّ التفسير العلمي الممكن طرحُه في هذه الحالة هو أنَّ الكيتوبروفين يقلل الالتهاب بتعطيل مجرى طريق التهابي معين في الجسم.

وأظهرت دراسة أخرى أنَّ العلاج بالكيتوبروفين يقلل من الوذمة اللمفاوية التالية للجراحة، مع المحافظة على فعالية TNFα، ممَّا يؤدي إلى تحسين الاستجابة الترميمية للمنطقة المصابة.

مصادر المقال:

هنا

هنا

هنا