الطبيعة والعلوم البيئية > عجائب الأحياء

ضفدع القرع البرازيلي ذو العظام المُتوهِّجة

ضفدع القرع البرازيلي Brachycephalus ephippium ذو العظام المُتوهِّجة

يقع نطاق هذا الضفدع داخل المناطق المحمية في الغابة الساحلية الأطلسية البرازيلية على ارتفاع يصل من 750 إلى 1200م جنوب شرق البرازيل. يسكن هذا الضفدع بين بقايا الأوراق على أرض الغابة، وينشط نهاراً في موسم الأمطار ويظل تحت جذوع الأشجار أو بقايا الأوراق في موسم الجفاف. يُعرَف بصِغَر حجمه وقوةِ جسمِه وقصر أطرافه، وأكثر ما يُميِّزه هو جلده البرتقالي المُصفرّ وقزحيّة عينيه السوداء.

اشتُهرت ذكور ضفادع القرع بصعوبة عثورها على أقرانها في موسم الأمطار وصعوبة سماعها نداءَ التزاوج المُرسَل من أفرادِ نوعها وسط ضجيج حفيف أوراقِ الأشجار في الغابة المطيرة، فعندما يقترب ضفدعٌ ما من ذكور الضفادع، تبعثُ إليه الذكور إشاراتٍ صوتيّة وتُحرِّك طرفها العلوي للأعلى وللأسفل أمام عينه. فإذا كان الضفدع المقترِب ذكراً تحتضنُه ذكور الضفادع، وتتصارع معه ثم تدفعه بعيداً دون إصدار أصوات، وعند التكاثر مع الإناث؛ ترفع ذكور الضفادع أجسادَها عالياً وتُصدِر سلسلةً متواصلةً من الطنين تستمرُّ مدّة دقيقتين إلى ستِّ دقائق، مُبتدئةً بنغمةٍ تحوي خمس ذبذبات أو ست مُنتهيةً بنغمةٍ حاوية على ما يُقاربُ خمس عشرة ذبذبة؛ الأمر الذي دفعَ العلماء للاعتقاد أنّ الإشارات المرئية قد تكونُ أكثر أهمية من الإشارات الصوتية في هذا النوع لأنَّ إشارات الصوت تبدو هادئةً جداً مقارنةً بضوضاء البيئة المُحيطة.

ولكن اكتشف العلماء الذين يبحثون عن إجابات لهذا اللغز شيئاً غير مُتوقَّع مؤخّراً؛ وهو أن ظهر الضفدع ورأسه يتوهَّجان باللون الأزرق تحت تأثير طيف الأشعة فوق البنفسجية؛ ممّا قد يساعدُها على لقائها القرين، ولكن لا تزال هذه المُشاهدات المُسجَّلة تحتاجُ إلى تأكيد ما إذا كان يستطيع القرينُ تمييزها أم لا، وقد لاحظوا أن التوهُّج يأتي من مصدر مُفاجئ آخر هو الهيكل العظمي المفلوَر الذي يتألّق على هيئةِ بقع نصف شفّافة تحت جلد الضفدع. وفي حال عدم إمكانيّة رؤية هذا التوهج من قِبَل ضفادع الفصيلة ذاتها؛ فإنه من المُمكن أن يكون طريقةً لتحذير الحيوانات المفترسة من خطر سمِّية هذه النوع نظراً إلى أنه يُفرِز مركَّب الإيفيبوتوكسين السَّام، وهو مركَّب يشبه التترودوكسين السَّام.

والجديرُ ذكرُه أن ذكور ضفادع القرع تتبعُ الإناثَ إلى الموقع الذي تختاره لوضع البيض بين بقايا الأوراق أو تحت الحطب. وتضع الإناث ما يصل إلى خمس بيوض كبيرة بيضاء مصفرّة اللون على مدى نصف ساعة تقريباً. وعندما تُغادر الذكور موقع التزاوج؛ تُدحرج الأنثى البيض مستخدِمةً أطرافها الخلفية فتلتصق الأوساخ بسطح البيوض؛ ممَّا يُساعد على تمويهها. تترك الأنثى البيض دون مراقبة وتتطوّر البيوض مباشرةً (دون المرور بمرحلة الشرغوف)، وتفقس في قُرابة شهرين مع وجود ذيلٍ أثريّ. يتكون النظام الغذائي لضفادع القرع البالغة من مفصليات أرجلٍ صغيرة، ويشمل أيضاً السوس ويرقات الحشرات في غياب تامّ  للأسنان على الفكين العلوي والسفلي.

المصادر:

هنا

هنا

هنا