الفنون البصرية > فنانون عالميّون

خوان ميرو الأكثر سريالية

ولد خوان ميرو في 20 أبريل عام 1893، وهو فنان كاتالاني إسباني شهير. عمل في النحت والرسم، وكان يجمع الفن التجريدي مع الخيال السريالي. تطور أسلوبه الناضج من التوتر بين الدافع الخيالي والشاعري ورؤيته قسوة الحياة العصرية. كان يعمل على نطاق واسع في الطباعة الحجرية وأنتج العديد من الجداريات والمنسوجات والمنحوتات في الأماكن العامة. ولد في مدينة برشلونة الساحلية، وقد تأثرت الكثير من أعماله بالمدينة الساحلية ذات المناظر الخلابة، والأسلوب المميز الذي وجده في المنطقة.

كان والده صانع ساعات ووالدته تعمل صائغة؛ مما يعني أنه نشأ في بيئة فنية، وعمل مع مختلف أشكال الفن منذ صغره في المنزل، وتعود بعض الأعمال إلى عام 1901 عندما كان جوان ميرو يبلغ من العمر 8 سنوات فقط.

ذهب ميرو في البداية إلى كلية إدارة الأعمال عندما كان في الرابعة عشرة من عمره ودرس الفن أيضاً في  مدرسة الفنون. بدأ حياته المهنية كاتباً عندما كان مراهقاً. في عام 1911 تغلب ميرو على معركة خطيرة مع التيفوئيد، وفي الوقت نفسه تقريباً تخلى عن عالم الأعمال كاملاً لتكريس حياته كلها للرسم،

وأدى رسم ميرو القائم على الإيقاع اللوني ومساحات الألوان الجريئة إلى وصف هذه الفترة بفترة ال (Fauvist style المدرسة الوحشية). تلقَّى ميرو تشجيعاً مبكراً من التاجر خوسيه دالماو الذي قدَّم له عرضه الفردي الأول في معرضه في برشلونة عام 1918.

Harlequin's Carnival-كرنفال المهرج

 

في عام 1919 أدَّى Miro رحلته الأولى إلى باريس بفرنسا، حيث التقى بابلو بيكاسو، وتعكس لوحاته في هذه الفترة التأثيرات التكعيبية. لوحته مونترويغ (Montroig) على سبيل المثال لها نمط هندسي أمامي يتأثر إلى حد كبير بالتكعيبية، وبعد ذلك أمضى الشتاء في باريس والصيف في (Montroig). وقَّع ميرو على بيان حركة السرياليين عام 1924، وحصل على احترام أعضاء المجموعة له على الطريقة التي صور بها عالم التجربة اللاواعية وصرَّح الشاعر أندريه بريتون(André Breton) -كبير المتحدثين باسم السريالية- أن ميرو كان "الأكثر سريالية منا جميعًا".

من 1925 إلى 1928، كان ميرو تحت تأثير (الدادائية) Dadaists، والسريالية، وبول كلي(Paul Klee،)، ورسم ميرو "صور الأحلام" و"المناظر الطبيعية الوهمية" التي تبدو فيها التكوينات الخطية وبقع الألوان كأنها وُضِعَت على نحوٍ عشوائي، كما في لوحة  الشرطي (The Policeman) (1925). وفي لوحة (نباح الكلب في القمر Dog Barking at the Moon) (1926)، قدم أشكالًا من الحيوانات والبشر غير محددة. زار هولندا عام 1928 وبدأ برسم سلسلة من اللوحات التي سُميت (الداخلية الهولندية)، وخلال أوائل ثلاثينيات القرن العشرين بدأ اهتمامه بصنع تماثيل سريالية وبالنقش، والرسم بالألوان المائية والباستيل، والطباعة الحجرية.

في وقت الحرب الأهلية الإسبانية في أواخر ثلاثينيات القرن الماضي، كان ميرو يعيش في باريس. على الرغم من أنه لم يكن سياسياً في عمله، لكن الاضطرابات في بلده الأصلي ألهمته التعبير عن النقد الاجتماعي. على سبيل المثال رسم لوحةَ تمرد فلاح في الحاصد ( The Reaper )، وهي لوحة رسمها لجناح الجمهورية الإسبانية في معرض باريس العالمي عام 1937. إضافة إلى لوحة رأس امرأة الكوابيس (the nightmarish Head) (1938)، بتعبير شيطاني يعكس مخاوف تلك السنوات وأهوالها.

 عاد ميرو إلى إسبانيا، حيث رسم كونستيلز (Constellations) (1941)، وهي سلسلة من الأعمال التي تضم العناصر الصغيرة المبعثرة. في العام الأخير من الحرب (1944)، أنتج ميرو -مع صديقه الفخاري خوسيه لورينس أرتيجاس(José Lloréns Artigas)- أعمالاً خزفية مشوَّهة عمداً للتعبير عن الحرب. 

خوسيه لورينس أرتيجاس(José Lloréns Artigas)- أعمالاً خزفية مشوَّهة عمداً للتعبير عن الحرب. -Blue I، II، III ازرق I، II، III

ابتداءً بعام 1948، قسَّم ميرو مرة أخرى وقتَه بين إسبانيا وباريس. في تلك السنة، بدأ سلسلة من الأعمال الشعرية استنادًا إلى الموضوعات المشتركة للمرأة والطيور والنجمة. في عامَي 1949 و 1950، ابتكر بعض اللوحات التي كانت ذات طابع عفوي، في حين أنه كان ينفِّذ لوحات أخرى بحرفية دقيقة.

في السنوات التي تلت الحرب العالمية الثانية، أصبح Miró مشهورًا دوليًا؛ إذ عُرِضَت تماثيله ورسوماته ولوحاته في العديد من البلدان. كُلِّفَ برسم عدد من اللوحات الجدارية، خاصةً في فندق هيلتون تيراس في سينسيناتي، أوهايو (1947)، وجامعة هارفارد    (1950). بلغت تجاربه الخزفية ذروتَها في الحوائط الخزفية العظيمة في مبنى اليونسكو في باريس (1958)، وحصل على الجائزة الدولية الكبرى لمؤسسة سليمان غوغنهايم (the Solomon R. Guggenheim Foundation). في عام 1962 كرَّمت باريس ميرو في معرض كبير من أعماله التي جُمِعَت في المتحف الوطني للفن الحديث. من بين أعماله اللاحقة العديد من المنحوتات الضخمة، مثل كشف النقاب (unveiled) عام 1981 لمدينة شيكاغو.

The Farm-المزرعة

 

جاءت الفترة الأخيرة من حياته الفنية في نهاية الستينيات، واستمرت حتى وفاته. خلال هذه السنوات الأخيرة، ركَّز على إجراء الأعمال الفنية العامة، وجاء ذلك على نحو قطعٍ أثرية وعروض عامة أُنشِئت للتمتع بها من قبل الجمهور خاصة.

كانت لغة الجسد والانتعاش الذي صُوِّرَ في عمله من أكثر الخصائص المعروفة، وكان الاهتمام الخاص -الذي أولاه للمواد التي كان يعمل عليها، والأشكال الفريدة- سمةً مميزةً للأعمال التي أنشأها في خلال السنوات الأخيرة من حياته الفنية، هذا وقد اهتم بالرمز والرسالة أكثر من اهتمامه بأشكال العناصر؛ لذلك يعد أسلوبه الغريبُ الأطوار تجسيداً لنهج فريد اتبعه، وأدخله الى عالم الفن على نحو عام.

Catalan Lndscape-منظر طبيعي كاتالوني

 

في عام 1976، افتُتِحَ مركز مؤسسة خوان ميرو للفنون المعاصرة في مدينة برشلونة، التي كانت مدينته الأصلية، حيث كان يعود إليها غالباً لإلهامه.

 في عام 1980، بالتزامن مع حصوله على الميدالية الذهبية للفنون الجميلة في إسبانيا، سُمِّيَت ساحة في مدريد على شرف ميرو.

توفي ميرو في 25 ديسمبر 1983 في مدينة بالمادي مايور الإسبانية.

The Singing Fish-السمكةالغناء

المصادر :

1- هنا

2- هنا

3- هنا

4- هنا

5- هنا