الطب > السرطان

طفل الأنبوب وسرطان الأطفال

هل لجأ أحدٌ من أقاربك أو أصدقائك إلى التلقيح الصناعي، أو ما يُعرَف بطريقة طفل الأنبوب لإنجاب طفل؟ شعور جميل؛ ولكن ما احتمال أن يُصاب هذا الطفل بالسرطان خلال سنين حياته الأولى؟ وهل يُعقَل أن تؤدي هذه العملية إلى مرض الطفل؟!

تتناهى كلَّ يوم إلى مسامعنا أخبارٌ عن أسباب ممكنة لسرطانات منتشرة في المجتمع، منها ما هو صحيح ومنها ما هو خاطئ. ومع تطور الحياة والوسائل التقنية التي نستعملها؛ تزداد الدراسات التي تبحث في علاقة هذه التقنيات بالإصابة بالسرطان، ومن هذه الدراسات دراسةٌ حديثةٌ أُجريَت في الولايات المتحدة الأمريكية تبحث في العلاقة بين التلقيح الصناعي (طفل الأنبوب) والإصابة بالسرطان عند الأطفال.

ولكن بداية؛ ما الإلقاح الصناعي؟

الإخصاب الصناعي أو الإلقاح في المختبر (In vetro fertilization) هو مجموعة من الإجراءات  المستخدمة لمعالجة العقم ومشكلات الإخصاب، كتضرُّر قناة فالوب أو انسدادها، واضطرابات المبيض، والتهاب بطانة الرحم، وأورام الرحم الليفية أو المشكلات الوراثية عند أحد الزوجين أو كليهما، وذلك لمساعدتهما على الإنجاب.

إذ تُجمَع خلال هذه العملية البويضاتُ الناضجة من المبايض وتُلقَّحُ بالنطاف صناعيًّا، وبعد ذلك تُعادُ زراعة البيضة الملقحة في الرحم، وتستغرق هذه العملية قرابة الأسبوعين.

ويعتمدُ نجاح عملية التلقيح الصناعي على عوامل كثيرة منها: عمر المريضة، وسبب العقم، وله بعض المخاطر كالولادة المبكرة، ونقص وزن الجنين، والحمل الهاجر وغيرها.

ولكن؛ هل تختلف نسبة الإصابة بالسرطان عند الأطفال المولودين بالتلقيح الصناعي عن أولئك المولودين طبيعيًّا؟

للإجابة عن هذا السؤال؛ أُجريَت دراسةُ حشود تقهقرية تخصُّ الموضوع في الولايات المتحدة الأمريكية، ارتكزت إلى متابعة أكثر من 275000 طفل وُلِدُوا بالتلقيح الصناعي بين عامي 2004 و 2013، ومقارنة إصابتهم بالسرطان خلال العقد الأول من الحياة مع أطفال وُلِدُوا بالإلقاح الطبيعي. وأوضحت النتائج أن معدلات الإصابة بالسرطان في مراحل الطفولة المبكرة لم تختلف بين الأطفال الناتجين عن الإلقاح الصناعي والأطفال الناتجين عن الإلقاح الطبيعي. ولكن لُوحظ ازديادٌ في معدل إصابة أطفال الأنابيب بالسرطانات الجنينية وخاصة أورام الكبد. ثمَّ إنّها نصحت بالمتابعة الدورية لهؤلاء الأطفال، واستقصاء إصابتهم بالسرطان.

ومن الجدير بالذكر هنا أنَّ السرطانات الجنينية -وخصوصًا تلك التي تصيب الدماغ والجهازالعصبي- هي نوع من أنواع السرطانات التي تبدأ في الخلايا خلال مرحلة الحمل  وقد تصيب جميع الأعمار، ولكنها غالبًا تصيب الرُّضَّع والأطفال الصغارَ العمر.

أمَّا عن أورام الكبد فهي تشكل قرابة 5-6% من أورام البطن عند الأطفال، التي غالبًا ما تكون أورامًا سرطانية. وهي تُعدُّ ثالث أكثر أنواع سرطانات البطن شيوعًا بعد ورم ويلمز والنوروبلاستوما.

ومع أن عددَ الأطفال المشاركين في الدراسة كبيرٌ؛ فإنَّها ما تزال غير كافية، إذ لا يمكن إثبات وجود علاقة بين التلقيح الصناعي والإصابة بالسرطان أو نفيها، وما يزال العلم بحاجة إلى المزيد من الدراسات والأبحاث لبيان وجود هذه العلاقة من عدم وجودها.

المصادر:

1-      هنا

2-      هنا

3-      هنا

4-      هنا