الغذاء والتغذية > التغذية والأمراض

تعاني الإمساك؟ جرب هذه العصائر

يحدث الإمساك عندما يقل عدد مرات الخروج عن 3 أسبوعيًا، إذ تبقى الفضلات في السبيل الهضمي فتراتٍ طويلة، فتزداد قساوتها مما يجعل مرورها أصعب وأكثر ألمًا. وعادةً ما يكون تغيير نمط الحياة والحمية الغذائية كافيًا لعلاج معظم حالات الإمساك، كذلك يستفيد معظم الناس من الأدوية المليّنة التي يمكن أن تؤخذ دون وصفة طبية، لكنها قد تسبب بعض التأثيرات الجانبية؛ كالتجفاف وتطور حالةٍ من الاعتماد.

لكن لنذهب بعيدًا عن الأدوية قليلًا، إلى حيث يفكر المرء بالحلول البسيطة التي يمكن أن يجدها دون عناء شديد. نعم، إن بحثنا في مطابخنا سنجد أن شرب بعض عصائر الخضار والفواكه يسهم في تخفيف الإمساك بفعالية، فهي تحتوي على الماء والمغذيات والألياف التي تنظم حركة الأمعاء.

ويعد المحتوى العالي من الماء من أهم العوامل التي تجعل العصائر مفيدة في الوقاية من الإمساك، لكن هنالك أسبابًا أخرى تؤدي دورًا فعالًا في ذلك أيضًا، نذكر منها:

1) احتواؤها على الألياف الغذائية: على الرغم من كون هذه العصائر سائلة، لكنها تحتوي على كميةٍ كبيرةٍ من الألياف الغذائية، وبالطبع تكون كميتها أقل مما تحتويه الثمار الكاملة قبل العصر لكنَّها يمكن أن تفي بالغرض إلى جانب ما تمنحه لأجسامنا من ترطيب، إذ تؤدي هذه الألياف وظيفتها في محاربة الإمساك نتيجة عدم قدرة الجسم على هضمها، فتعبر السبيل الهضمي مسهلةً حركة الفضلات في الأمعاء. وتوصي وزارة الزراعة الأمريكية بتناول 28 و34 غرامًا من الألياف الغذائية يوميًا على الأقل للنساء والرجال على التوالي. ومن الجدير بالذكر أنَّ تناول كمياتٍ كبيرة من الألياف دون أن يترافق مع شرب ما يكفي من السوائل قد يزيد الإمساك سوءًا، لذا يجب الحرص على تناول قدرٍ كافٍ من الألياف والماء معًا.

وتحتوي الخضار والفواكه على نوعين من الألياف، كلاهما يسهمان في زيادة الحركات المعوية وهما:

الألياف المنحلة: التي تمتص الماء جاعلةً البراز أكثر ليونة، مما يسهل عبوره للأمعاء. وتوجد الألياف المنحلة في الشوفان والفول والفواكه والخضار والبسيليوم (القطونة) والبذور والجوز.

الألياف غير المنحلة: لا تمتص الماء، لكنها تساعد على حركة الفضلات في الأمعاء وتسهم في إزالة الجراثيم الضارة من الأمعاء. وتوجد الألياف غير المنحلة في النخالة والقمح الكامل والجوز والبذور وقشور الخضار والفواكه.

ويمكن رفع كمية الألياف الموجودة في العصائر المنزلية التحضير بعصر التفاح مع قشوره مثلًا أو مزج أنواع من الفواكه العالية المحتوى من الألياف مثل التوت. وللمزيد عن الألياف الغذائية يمكنكم الاطلاع على مقالنا السابق هنا

2) احتواؤها على السوربيتول Sorbitol: هو كحول سكري Sugar alcohol موجودٌ في بعض الفواكه ويعمل على سحب الماء إلى داخل الأمعاء الغليظة مؤديًا إلى تطرية البراز القاسي وتسهيل عبوره في الجهاز الهضمي. ويوجد السوربيتول في التفاح والأجاص والعنب والخوخ والدراق والمشمش والفواكه المجففة كالخوخ المجفف والتمر. ويعد الخوخ المجفف من أغنى الفواكه بالسوربيتول، الأمر الذي يبرِّر استخدامه على نطاقٍ واسع في العلاجات المنزلية للإمساك.

3) احتواؤها على الماء: يعد التجفاف سببًا شائعًا لحدوث الإمساك، فهو يعيق الأمعاء عن إضافة كميّة كافية من الماء إلى البراز، مما يجعله أكثر صلابةً وجفافًأ وتكتُّلًا ويؤدي إلى الإمساك.

وفيما يأتي أفضل العصائر التي يمكن أن تفيد في علاج حالات الإمساك:

1) عصير الخوخ المجفف: يُعرف بخصائصه الملينة التي أثبتتها الأبحاث العلمية، إذ وُجد أن تناول 100 غرام من الخوخ المجفف؛ أي قرابة 10 خوخات، يسرع حركة الأمعاء لدى المصابين بالإمساك مقارنةً مع البسيليوم الغني بالألياف المنحلة، علمًا أنَّ الأخير يمتلك تأثيرًا ملينًا أيضًا. وعلى الرَّغم من ضياع الكثير من أليافه الغذائية في أثناء العصر، لكنَّ عصير الخوخ المجفف يتمتع بخصائص مليّنة قوية جدًا تجعله يحافظ على تأثيراته المفيدة ويُعزى ذلك طبعًا إلى محتواه المرتفع من السوربيتول -كما ذكرنا سابقًا- إضافةً إلى غناه بالمغنزيوم والبوتاسيوم والحديد، وتسهم جميع تلك العناصر في تحسين حركة الأمعاء. ويحضر العصير بمزج 300 غ من الخوخ المجفف لكل لترين ماء، ويمكن تحضيره أيضًا بالخلط مع السبانخ والخيار والماء.

2) عصير الليمون: غني بالفيتامين C الذي يعدُّ من أهم مضادات الأكسدة، ويسهم مقدار الرطوبة الموجودة في عصير الليمون في سحب الماء إلى داخل لمعة الأمعاء مطريًّا البراز ومحفزًا لحركة الأمعاء. كذلك تفيد إضافة الليمون إلى الماء في الحصول على كميةٍ أكبر من الإماهة التي تخفف بدورها الإمساك الناجم عن التجفاف، ويفضل استخدام الليمون الطازج إن كان ذلك ممكنًا.

3) عصير التفاح: بحسب وزارة الزراعة الأمريكية، تحتوي التفاحة المتوسطة الحجم على 4.4 غ من الألياف و18.91 غ من السكر، إضافة إلى احتوائها على الفيتامين C والفيتامين A والكالسيوم وغيرها من المغذيات، كذلك يحتوي التفاح على البكتين؛ وهي ألياف منحلة في الماء تُسهِّل حركة الأمعاء. ومن الجدير بالذكر أنَّ عصير التفاح يحوي كميّةً كبيرةً نسبيًا من الفركتوز مقارنةً مع غيره من عصائر الفواكه الأمر، ويحتمل أن يسبب ذلك ازعاجًا هضميًا لمن يعانون حساسية الفركتوز.

ما كمية العصير التي يجب شربها للتخلص من الإمساك؟

يُنصح بالبدء بتناول كمياتٍ صغيرةٍ من العصائر؛ أي قرابة ربع أو نصف حبة فواكه معصورة في الأيام الأولى، ، ومن ثم زيادة الكمية تدريجيًا حتى تصبح 1-2 حبة يوميًا؛ أي ما يعادل نصف كوب إلى كوب كامل، ويعود ذلك إلى تأثير الزيادة المفاجئة في الوارد اليومي من الألياف في الجهاز الهضمي، إذ يمكن أن تسبب تلك الزيادة السريعة انزعاجًا هضميًا وإٍسهالًا وقد تزيد الإمساك سوءًا.

عند شراء عصائر الفواكه الجاهزة، يُنصح بالتأكد من أنها طبيعي 100%، فبعضها يحتوي على الكثير من السكريات المضافة التي لن تساعد في علاج الإمساك بل على العكس تمامًا، قد تزيده سوءًا. ويُنصح طبعَا بتجنب المشروبات الغازية

طرائق طبيعية أخرى لتخفيف الإمساك:

- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.

- زيادة الوارد من البوتاسيوم.

- تقليل كمية الملح المتناولة.

- تقليل تناول الأطعمة المعالجة والمصنَّعة.

- الحفاظ على مستويات جيدة من ترطيب الجسم.

- تناول الكثير من الخضار والفواكه الطازجة.

المصادر:

هنا

هنا

هنا