الطب > مقالات طبية

أدمغة النساء أصغر سنًّا بثلاث سنوات من أدمغة الرجال

نكبر في السن مرورًا بمراحل مختلفة من مرحلة الطفولة إلى البلوغ... حتى نصل مرحلة الشيخوخة، لتشهد أجسادنا كثيرًا من التغيرات؛ خاصةً عند الانتقال من مرحلة الطفولة إلى البلوغ أو من البلوغ نحو الشيخوخة، ويهرم جلدُنا فتظهر التجاعيد وتهرم أعضاء جسدنا شيئًا فشيئًا متضمّنًا ذلك الدماغ.

أما أحدث الدراسات المثيرة للاهتمام فتُظهِر اختلافًا مهمًّا بين الجنسين فيما يتعلق بكبر الدماغ في السن؛ فكيف يشيخ الدماغ؟ وكيف يختلف الجنسين من حيث شيخوخة الدماغ؟

لنتعرف بدايةً إلى شيخوخة الدماغ عمومًا؛إذ يَستخدِم الدماغُ سكرَ الغلوكوز بوصفه مصدرًا للطاقة، ولكنَّ طريقة استخدام الدماغ للسكر تتغير مع نمو الأشخاص.

فعندما يشيخ الدماغ قد يعاني ضَعفَ استقلاب الغلوكوز أو انخفاض مستوى الغلوكوز أو الأكسجين بسبب انخفاض الكفاءة الدماغية الوعائية، وإضافة إلى أنَّ انخفاض الغلوكوز قد يُعزى جزئيًّا إلى ضمور في الدماغ دون أي تغيير في استقلاب الغلوكوز.

وهناك عامل آخر يجب أخذه بعين النظر فيما يتعلق بشيخوخة الدماغ والأداء الإدراكي له؛ وهو:التأثير الهرموني، فمن المعروف أنَّ الهرمونات الجنسية يمكن أن تؤثر في العمليات المعرفية في مرحلة البلوغ، وتحدث التغيرات في الهرمونات الجنسية في الشيخوخة؛ خاصة عند النساء في سن اليأس.

والآن وبعد أن تعرفَّنا شيخوخةَ الدماغ، لنبدأ بجزء أكثر تشويقًا من المقال.

إذ توصلت إحدى الدراسات الجديدة في كلية الطب بجامعة واشنطن -باستخدام تصوير الدماغ المقطعي PET لكِلا الجنسين- إلى أنَّ أدمغة الإناث تبدو أصغر بثلاث سنوات من الذكور أصحاب الفئة العمرية نفسها اعتمادًا على مستوى استقلاب الغلوكوز في أدمغتهنَّ.

ولكنَّ صغر عمر الدماغ عند الإناث لا يعني أنَّ أنثى بعمر العشرين عامًا يكون لدماغها العمر نفسه لذكر بعمر السابعة عشرة، بل تقول هذه الدراسة أنَّ للإناث أدمغة أكثر شبابًا استقلابيًا، وكلّما زاد شباب الدماغ قلَّ التدهور المعرفي، ومن ثمَّ زادت الحدة العقلية.

ويمكننا القول اعتمادًا على هذه النتيجة: إنَّ الزمن مختلفٌ في أدمغة الإناث مقارنةً بأدمغة الذكور من العمر نفسه.

ومع أنَّ أسباب هذه الفروقات بين الجنسين في عملية استقلاب الغلوكوز في الدماغ ما زالت غير واضحة تمامًا؛ فقد تكون الهرمونات أحد العوامل التي تتواسط هذه الفروقات.

ويعزز الأستروجين -وهو هرمون أنثوي- لدونةَ المشابك العصبية، وبذلك قد يساعد على الحفاظ على استقلابٍ أكثر شبابًا في الدماغ .

ووجدت دراسة سابقة أيضًا كمياتٍ أقل بكثير من الاستقلاب الدماغي للغلوكوز في مناطق الدماغ عند النساء بعد سن اليأس مقارنة مع النساء قبل انقطاع الطمث، ممَّا يشير إلى أن آثار الهرمونات على استقلاب الدماغ قد تحدث في سن أصغر عند الإناث؛ إذ كان الشباب النسبي لأدمغة الإناث قابلًا للكشف حتى بين أصغر المشاركات، اللواتي كنَّ في العشرين من عمرهنَّ.

وتُعَدُّ آثار هذه الهرمونات عند الإناث حجرَ الأساس لاستقلاب دماغي أكثر شبابًا في أثناء فترة البلوغ أو بعدها مباشرة في بداية سن الرشد، ممَّا قد يسمح للإناث بالبدء في مرحلة البلوغ بنمط "أكثر شبابًا" فيما يتعلق بعملية الاستقلاب في الدماغ.

وممَّا سبق نستنتج أنَّ أدمغة الذكور لا تشيخ على نحو أسرع من أدمغة النساء، بل تبدأ الإناث مرحلة البلوغ بنمط أكثر شبابًا استقلابيًا للدماغ بثلاث سنوات نسبةً للذكور لتستمرَّ هذه النسبة طوال فترة الحياة.

ويوازي إطالة شباب الأيض (الاستقلاب) في الدماغ الأنثوي زيادةَ عمر الإناث عند البشر مقارنةً بالذكور، مع أنَّ الآليات الكامنة وراء هذه الأخيرة ليست مفهومة جيّدًا.

المصادر:

هنا

هنا

هنا