الاقتصاد والعلوم الإدارية > تسويق

كيف يمكن للتسويق الإلكتروني أن يرفع العائد على الاستثمار!

كيف نزيد العائد على الاستثمار عن طريق التسويق الإلكتروني؟

وكيف يبدو مستقبل التسويق الإلكتروني؟

في الماضي، كان المزيج الأمثل للتسويق يتحقَّق بالاعتماد على الإعلانات الطرقية والورقية، إضافة إلى إعلانات التلفاز، لكن -مع نمو التسويق الإلكتروني بسرعة فائقة وازدياد أثره في السوق- أصبح من الضروري استبدال هذه الطرائق بالتسويق الإلكتروني الذي أحدث تطوُّرًا هائلًا من حيث النتائج.

وفي حين أنَّ الهدف الرئيسي من التسويق هو زيادة العائد على الاستثمار؛ فإنَّ اتباعك هذه الإستراتيجيات في التسويق الإلكتروني سوف يضمن لك النجاح والتوسُّع.

البيانات كنز إن أحسنت استثمارها:

يُعَدُّ فهم أهمية البيانات الانطلاقةَ الأولى للنجاح في الأعمال التجارية؛ إذ على المرء أن يتعلمَّ كيف يمكن له أن يستفيد من البيانات للمعالجة والتحليل، فمثلًا يمكن -باستخدام البيانات الصحيح- الكشف عن معلومات هامة مثل الأماكن التي يوجد فيها العملاء المحتملون الذين يعتمدون الضغط على إعلانك؛ ممَّا يعزِّز إستراتيجيتك.

تزداد هذه البيانات تزايدًا سريعًا، ومع ذلك؛ لا تزال غير مستغلَّة من قبل الكثير من المسوِّقين تبعًا لبحث أجرته (Teradata)، فعليك استخدام أدوات تحليل البيانات لتتمكَّن من جمع المعلومات اللازمة، فعلى سبيل المثال؛ يمكنك استخدام أداة (Google Analytics) التي ستساعدك على تعرُّف مصدر الزيارات؛ بما في ذلك الموقع وعنوان الـ (IP).

يُعَدُّ استخدام إحدى أدوات التحليل أو بعض الأكواد البرمجية من (HTML) أو (Javascript) عمليةً إستراتيجية، فهذه الطريقة ستساعد على الحكم على نشاط الزائر على نحو أفضل، ومعرفة ما إذا كانت البيانات عضوية (بيانات الزيارات التي تأتي من محرِّكات البحث) أو بيانات مباشرة، وتساعد على معرفة المناطق التي تأتي منها معظم الزيارات أيضًا؛ ما يسمح لك باستهداف تلك المناطق في أثناء إعلانك عبر الإنترنت.

وهذه الطريقة مجدية ليس من أجل كسب عملاء جدد فقط، بل لزيادة العائد على الاستثمار أيضًا.

الهواتف هي الهدف الجديد:

وفقًا لبيانات من مركز (Pew) للأبحاث؛ أوضحت أنَّ كثيرًا من الأفراد -ولا سيَّما الجيل اليافع- باتوا يعتمدون على الهواتف الذكية؛ ما يدلُّ على الحاجة إلى زيادة استخدام الهواتف المحمولة عندما يتعلَّق الأمر بالتسويق، ومن المتوقَّع في المستقبل القريب أن يشكِّل -التسويق عبر الهاتف- غالبية الزيارات عبر الإنترنت!

وللتمكُّن من جذب عدد أكبر من الأفراد المستخدمين للهواتف الذكية؛ يجب تخصيص طريقة عرض سريعة الاستجابة  للموقع الإلكتروني متوافقة مع الهواتف الذكية، فمتطلَّبات العصر الحالي للشركات هي تحقيق الاستفادة القصوى من تكنولوجيا الهواتف المحمولة، واستيعاب حركة المرور المتزايدة عبر الإنترنت من أجل تحسين عائد الاستثمار.

وسائل التواصل الاجتماعي:

تشكِّل وسائل التواصل الاجتماعي منصَّاتٍ واسعة النطاق للشركات، ولكي يتمكَّن المسوِّق من تحقيق الاستفادة الكاملة منها لا بُدَّ من إجراء دراسة عميقة عن المصادر والمنصَّات الإلكترونية؛ إذ ستساعدك هذه الطريقة على معرفة المواقع أو المنصَّات التي ينشَط فيها جمهورك المستهدَف.

إنَّ ارتباط النجاح عبر الإنترنت بعدد المشاركات أو الإعجابات التي يحقِّقها النشاط التجاري هي محض خرافات لا أساس لها، إذ يجب أن توجِّه أولوياتك إلى مؤشرات الأداء الرئيسية؛ مثل مقدار حركة المرور على إعلاناتك، وما إذا كانت قادرة على زيادة عدد عملائك المحتملين، فمن شأن هذه الإستراتيجية أن تساعدك على زيادة العائد على الاستثمار، على سبيل المثال، يمكن أن نستخدم منصَّات مثل (Facebook)، و(Instagram)، و(LinkedIn)، و(Twitter) لزيادة الوعي بالعلامة التجارية عن طريق نشر المقالات ودراسات حالة العميل، ومشاركة المدوَّنات.

تحسين القدرة على التحويل:

غالبًا ما تؤثِّر الزيادة في عائدات المبيعات تأثيرًا مباشرًا في اكتساب العملاء، والوسيلة الأفضل لفعل ذلك تكمن في تحسين معدَّل تحويل العملاء؛ ومعناها الحصول على أكبر عدد من الزيارات على موقعك الإلكتروني، وتحويل هؤلاء الزوار إلى عملاء؛ ومن ثمَّ فإنَّ العمل على تحسين القدرة على التحويل يجب أن يشكِّل أولوية للأنشطة التجارية.

مثلًا، ألقِ نظرة على استخدامات موقعك وفوائده من وجهة نظر العميل، هل لديك صفحات جذابة؟

من الجوانب المهمة التي يجب أخذها بعين النظر أيضًا؛ أنَّ عباراتك وأفعالك يجب أن تجذب انتباه الزوَّار عبر الإنترنت، فهذه الطريقة تُعَدُّ غير مكلفة، وتحقِّق نتائجَ مبهرة.

المحتوى هو المفتاح:

لا يقتصر المحتوى على كتابة مدوَّنات طويلة أو مقالات، فيمكن للصور ومقاطع الفيديو اللافتة للنظر أن تكون فعالة أيضًا، وفي جميع الأحوال؛ لا ينبغي أن يكون المحتوى مبهرجًا، ولكن من المهمِّ أن يكون موجَّهًا للمستخدم، ومن الضروري تطوير المحتوى على نحو ملائم سهل الاستخدام؛ وذلك للتمكُّن من إيصال المعلومات المناسبة للعملاء.

عمومًا، يجب التركيز على كتابة الموضوعات الأكثر فائدة وفعالية من حيث المعلومات، إضافة إلى استخدام الصور المرئية لجعل المحتوى أكثر جاذبية، وعليك مراعاة أن يكون المحتوى ذا صلة بعملك؛ حتى تتمكَّن من جذب أشخاص أكثر، والذين من الممكن أن يتحوَّلوا إلى عملاء محتمَلين.

باعتمادك على هذه الإستراتيجيات؛ يمكنك أن تحقِّق لمنظمتك النتائج المرغوبة، وترفع من العائد على الاستثمار.

كيف يبدو مستقبل التسويق الإلكتروني؟

الأجهزة:

كان التحوُّل الرئيسي في الخمس سنوات الماضية أو أكثر هو طريقة التفكير المتنقِّلة الأولى، وساهم في دعمه الاتجاه  نحو الراحة عمومًا؛ مثل شراء المنتجات عبر الإنترنت، والتقاطها من المتجر، والشحن مجانًا، إضافة إلى القيمة الموفِّرة للوقت.

ولكن، من الممكن لهذا الاتجاه أن يتباطأ في وقت قريب، واللاعب الجديد في اللعبة هنا قد يكون "الجهاز المتحدِّث الذكي"؛ الذي لديه القدرة على تغيير الأمور إلى حدٍّ كبير.

وسيكون على المسوِّقين أن يفكِّروا -بصوتٍ عالٍ- لمعرفة كيف يسيرون، وأن يوجِّهوا اهتمامهم نحو (Google home) أو (Alexa)، وليس كيفية ظهورهم في (SERPs؛ صفحات نتائج محرك البحث) فقط.

ومن المرجَّح أن يستخدم المستهلكون الجهاز المتحدِّث الذكي جنبًا إلى جنب مع هواتفهم الذكية للحصول على مزيد من التفاصيل حسب الحاجة؛ لذلك سيكون التفاعل بين الاثنين من الاعتبارات الهامة.

 

التشغيل الآلي (الأتمتة):

عندما تصبح الأنظمة الأساسية أكثر ذكاءً، وتُواصِل البيانات تراكمَها؛ سيؤدِّي التشغيل التلقائي دورًا أكثر أهمية في الحملات التسويقية، وهذا لا يعني أنَّ زمن المسوَّقين قد انتهى؛ لكن ربَّما عليهم تغيير إستراتيجيتهم لمواكبة هذا التطوُّر؛ إذ ستكون -المدخلات إلى النظام الأساسي والإستراتيجية- ضمن إطار الأتمتة هي مفتاح القيادة، أي ستُؤدَّى المهمات الصعبة تلقائيًّا، لكن عندما تستطيع الأتمتة اختيار الفائز بين A وB؛ سيكون هناك حاجة للمسوِّق إلى وضع الحل C للتحسين المستمر.

ومثل أيَّة تقنية أخرى؛ التشغيل التلقائي أو الأتمتة يجب أن تجعلنا أكثر كفاءة، وتحرِّر لنا الوقت لفعل أشياء تسويقية أخرى ممتعة..

البيانات بوصفها سلعة شخصية:

ناقش هذه الفكرة ناثان لاتكا (هنا) في مؤتمر الإيرادات المتكرِّرة في نيسان/أبريل 2018م.

على نحو أساسي، مع اتجاه التسويق نحو الاعتماد على البيانات والاستهداف المبرمج؛ فإنَّ المعلومات على المستوى الفردي لها قيمة جوهرية، لذلك يمكن أن تصبح هذه البيانات سلعة لكلِّ واحد منا بسهولة.

ويكون ذلك عن طريق الاستغناء عن الوسيط عند شراء قوائم الجماهير؛ أي يمكن للأفراد تحديد قيمة قاعدة البيانات المركزية خاصتهم، ويستطيع الفرد تحديد من يشاركه بياناته الخاصة مقابل رسوم رمزية في كلِّ مرة، بدلًا من شراء قوائم بريد إلكتروني كبيرة من أطراف ثالثة، اشتريها من الشخص مباشرةً مع معلومات أخرى ذات صلة اختار هو مشاركتَها.

من الواضح أنَّ هذا بعيد جدًّا في الوقت الحالي، ولم تضَّح القضايا العديدة التي يمكن أن يُثيرها؛ ولكن يمكن للسعي -إلى تحقيق التوازن بين الخصوصية والرسائل المخصَّصة- أن يكون حلًّا محتملًا في المستقبل.

المصادر : 

1- هنا

2- هنا