الطب > موسوعة الأمراض الشائعة

فيروس كورونا، متلازمة الشرق الأوسط التنفّسية

فيروس متلازمة الشرق الأوسط التنفّسية "MERS-CoV"، أو مايسمّى اختصاراً فيروس كورونا، الذي تمّ نشر أول حالة للإصابة به في مدينة جدّة السعودية في أيلول/سبتمبر من العام 2012، هو فيروس من عائلة تدعى الفيروسات المُكَلَّلة "Coronaviruses".

وينتمي لهذه العائلة من الفيروسات أيضاً فيروس السارس " SARS-CoV" الذي يسبّب المتلازمة التنفسية الحادّة "Severe acute respiratory syndrome"، والذي تفشّى عام 2003 في شرق آسيا، ممّا أسفر عن وفاة مئات الأشخاص نتيجة العدوى.

تستهدف هذه العائلة من الفيروسات الجهاز التنفسي والجهاز الهضمي لدى الإنسان أو الثدييات أو الطيور، كما تنتمي إليها فيروسات الزكام العادي أيضاً. قد طرأ تطور ما على بنية أحد هذه الفيروسات لينتج عنها "MERS-CoV".

في الحقيقة، إن الآلية التي تظهر بها بعض الأمراض الجديدة التي يكون سببها فيروسات معينة (كانفلونزا الخنازير ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية)، تكمن في قدرة فيروسات معينة اعتادت مناعة الجسم على مواجهتها (كونت ذاكرة مناعية، بحيث يتم التعرف على الفيروس والقضاء عليه مجرد دخوله للجسم مرة أخرى) على التحول والتطور في بنيتها، بحيث أن مناعة الجسم لم تعد تتعرف عليها من جديد، فيكون الارتكاس المناعي تجاهها شديد وقد يخفق الجسم في القضاء عليها.

على الرغم من اكتشاف أضداد الفيروس (الأضداد هي بروتينات يفرزها الجهاز المناعي في الجسم بهدف التعرف على الفيروسات والأجسام الغريبة والقضاء عليها) عند بعض الحيوانات في منطقة الشرق الأوسط (الجمال والخفافيش) إلا أن المصدر الأساسي الذي تطور فيه الفيروس وأصبح قادراً على الانتقال إلى البشر (Zoonotic) لم يعرف حتى الآن.

إنّ فيروس "MERS-CoV" الذي يتفشّى حاليّاً في منطقة الشرق الأوسط ومناطق أخرى، يختلف عن غيره من فيروسات الكورونا في بنيته الجزيئيّة، ويتشابه معها في الأعراض، فهي غالباً ماتصيب الجهاز التنفسي. وتشمل أعراض المرض الحمّى والسعال والزلّة التنفّسية (ضيق النَّفَس) dyspnea، بما يتشابه مع أعراض ذات الرئة والتي قد تكون حادة وشديدة، وقد تؤدّي إلى الوفاة، أو قد تكون خفيفة الشدة بحيث يصعب ملاحظتها (لذلك ينبغي على موظفي مؤسسات الرعياة الصحية من أطباء وممرضين اتباع أقصى درجات الحذر عند وصول حالات خفيفة الشدة من الإصابة بالفيروس).

ينتقل المرض بالتعامل المباشر مع المريض (من إنسان إلى آخر). فهو ينتقل بالطريق التنفسي. وفي دراسات جديدة تم اكتشاف بعض حالات العدوى من الحيوانات إلى الإنسان بشكل مباشر (الجمال بشكل رئيسي). ورغم ذلك فلم يتسبّب الفيروس حتى الآن بأوبئة منتشرة على مساحات جغرافيّة واسعة (التي يدعوها البعض بالجائحات). ولكنّ ذلك لم يُثنِ العلماء والأطبّاء عن رفع مستوى الحذر والتنبيه والاهتمام الشديد بهذا المرض، إذ ما زالت تظهر حالات جديدة منه يومياً وفي بلدان مختلفة.

وصل عدد المصابين بالفيروس إلى (238) حتى صباح يوم 16 نيسان/أبريل 2014، وقد توفي منهم (92). يتواجد معظم المصابين في السعودية، حيث سجّلت بداية تفشّي المرض. وقد شُخِّصت حالات في مناطق متفرّقة أخرى في الأردن والإمارات والكويت وقطر وتونس وماليزيا وفرنسا وإيطاليا وبريطانيا.

من النصائح المهمّة للوقاية منه: أن تتمّ مراجعة المؤسّسات الصحّية في حال تطوّر الحمّى وأعراض إنتان (عدوى) السبيل التنفّسي السفلي (كالسعال والزلّة التنفّسية)، وعدم تراجعها (أي الأعراض) خلال 14 يوماً من زمن بدئها، وذلك في المناطق التي شهدت حالات الإصابة بالفيروس.

ومن النصائح الأخرى الموجّهة للعامّة هي: المثابرة على غسل الأيدي بالماء والصابون لمدّة كافية، وعدم لمس العيون والأنف والفم بالأيدي الملوّثة، وأيضاً تجنّب التماسّ مع الأشخاص الذين يُبدون تلك الأعراض التنفسية.

أيضاً، الأشخاص مرتفعي الخطورة لإصابة شديدة بالفيروس، يجب عليهم تفادي التماس المباشر مع الحيوانات في الأماكن مرتفعة الخطورة للإصابة بالفيروس.

لايوجد لقاح للمرض حتى الآن، رغم نجاح بعض التجارب على الحيوانات، ومازالت الأبحاث جارية في هذا السياق. ولاعلاج محدد أيضاً، حيث يتم متابعة المصابين بعلاج أعراضهم فقط.

المصادر

هنا

هنا

هنا

هنا