العمارة والتشييد > التشييد

معرض نور بوذا في المدينة المحرَّمة

في أقصى الربع الشمالي الغربي من القصر الإمبراطوري وسط مدينة بكين بُنِيت حديقة تشيان لونغ the Qianlong Garden من قِبل الإمبراطور الرابع لأسرة تشينغ منذ عام 1771 في رغبةٍ منه لإعداد مكانٍ مناسب وخاص به بعد انتهاء فترة حكمه، يُعرف هذا المكان اليوم باسم متحف Palace Museum.

وبالتعاون مع مهندسين معماريين من شركة سيلدورف Selldorf سيُصَمَّم مركز تشان لونغ Qianlong Garden Interpretation داخل قصر المدينة المحرَّمة في بكين، والذي لم يُفتَح للجمهور من قبل، وقالت أنابيل سيلدورف: "لقد كان من دواعي سروري أن أعمل مع صندوق الآثار العالمي لخلق فرصةٍ للزوار لمعرفة المزيد عن هذه الحدائق وعيش جمالها وروعتها عن قرب".

تمتدُّ هذه الحديقة على مساحةٍ واسعةٍ تتضمَّن 27 جناحًا بالإضافة إلى 4 ساحات، وتُعَدُّ أحد أهم المواقع التاريخية في التاريخ. ويضمُّ القسم المُعاد ترميمه ثلاث قاعات تحيط بفناء مفتوح، وتتكون القاعة الرئيسية فيه من مساحةٍ مفتوحةٍ مُطِلَّةٍ على الفناء الثالث، بالإضافة إلى قاعةٍ شرقية وأخرى غربية والتي ستُستخدم معرضًا.

تأتي أهمية هذا المشروع من كونه سيمنح الزوار فرصةً غير مسبوقة للوصول إلى أحد أهم المواقع التاريخية في الصين، وفق ليزا أكرمان الرئيسة التنفيذية المؤقتة لصندوق الآثار العالمي.

وسيُفتَتح معرض "نور بوذا" في متحف Palace Museum، ويُعَدُّ هذا المعرض الأول من نوعه في المدينة المحرَّمة، وقد صُمِّمَ لعرض مجموعةٍ تتألَّف من 112 تمثالًا بوذيًّا قديمًا سُمِحَ بعرضها أول مرة، وتعود هذه التماثيل إلى الفترة الممتدة بين القرن الرابع والقرن السادس عشر، و قد أُخِذَت من مناطق جبال الهيمالايا (باكستان وشمال الهند ونيبال والتبت) وستُعرض بين جناحين رئيسيين هما تشاي غونغ (قاعة العفة) إلى الجنوب وتشنغ سو ديان (قاعة الإخلاص) إلى الشمال.

استُخدمت المساحات الخارجية أيضًا في التصميم لإنشاء مسارٍ للزوار للتحرُّك فيه باتجاه عقارب الساعة من المساحة الخارجية إلى الداخل، ويصادف الزوَّار عند الدخول إلى ساحة المعرض 8 أعمدة بارتفاع مترين ونصف للعمود الواحد، بإكساءٍ أبيض اللون لمحاكاة قمم جبال الهيمالايا (المناطق الأصلية للتماثيل المعروضة).

وتستمر الرحلة عبر الباحة الثانية ثمَّ جناح تشاي غونغ حيث يوجد الجزء الأول من المعرض، إذ يُعرَض قسمٌ كبير من التماثيل البوذية في هذا الجناح، وكذلك في جناح تشينغ سو ديان عن طريق خلق خلفيةٍ محايدةٍ وغير مرئيةٍ تقريبًا، إذ يمكن للزائر رؤية  الأعمال الفنية عن طريق سلسلةٍ من الفتحات الصغيرة، فقد صُمِّمَ المعرض لحماية المنحوتات عن طريق سلسلةٍ من الإطارات التي يُنظر إليها بوصفها لوحات ثلاثية الأبعاد تنقل فيها المنحوتات العتيقة روايات غير محدودة عن التاريخ والثقافة.

و قد التزم مكتب studio O الذي كُلِّفَ من قبل معرض تشيجوان في بكين بوضع التصميم المعماري للمعرض وخلق بيئةٍ معماريةٍ مناسبة لعرض أفضل التصاميم الراقية لأصحاب الهيمالايا القدماء، وقد رُكِّز الاهتمام على الإضاءة أيضًا.

ويسمح الانتقال من الجزء الأول لقاعة العرض إلى الجزء الثاني للمشاهدين بترتيب أفكارهم، ويؤدي الجناح المركزي دور حلقة وصل ونقطة تأمل مريحة بين الجناحين.

وبعد وصول الزائر إلى قاعة العرض الأخيرة تكون رحلته قد انتهت في معرض نور بوذا، ويعود بعد ذلك إلى المدخل في حركةٍ متدرِّجةٍ تقدمية تعكس أسلوب العمارة القديمة.

من المتوقَّع أن يكتمل هذا المشروع في العام 2020 في الذكرى الـ 600 للمدينة المحرَّمة. وسيُتَّفق بالتعاون بين شركة Selldorf Architects  ومنسقة المعرض نانسي بيرلينر لتنسيق محتوى كل صالة، ومن المقرَّر أن يبدأ العمل على التصميمات الداخلية في أواخر عام 2019.

المصدر: 

هنا

هنا