هل تعلم والإنفوغرافيك > كاريكاتير

تغيّر لون الحرباء

يتغيّر لون جلد الحرباء تحت تأثير الخوف أو الغضب، أو كمية الضوء، أو درجة الحرارة أو الرطوبة. وله دورٌ مهمٌّ في التواصل بين الأفراد، وتبدو ألوان الذكور أكثر إشراقاً للسيطرةِ وجذب المزيد من الإناث، فيتلوَّن الذكر بالبنيِّ أو الرماديّ، وتعتمدُ الإناث على لونه لقبوله أو رفضه.

تعودُ قدرة الحرباء على تغيير لونها بسرعةٍ إلى تحكُّمها بطبقة من الخلايا الخاصة موجودة داخل جلدها.

فهي لا تُماثل الحيوانات الأخرى التي تغيِّر لونها كالحبار والأخطبوط، ولا تعدِّل ألوانها بتراكم أو تفريغ أصبغةٍ داخل خلايا الجلد الخاصة بها؛ بل تعتمد على تغيُّراتٍ بُنيويَّة تُؤثِّر على كيفيَّة انعكاس الضوء على جلدها.

وجد الباحثون أن للحرباء طبقتين سميكتين متراكبتين من الخلايا اللَّونية المتموِّجة الحاوية على صباغ عاكسٍ للضوء، تحوي هذه الخلايا بلَّوراتٍ مُتناهيةِ الصغر بتنظيماتٍ وأحجام وأشكال مختلفة، تُشكِّلُ مفتاحاً لتغيُّرات اللون السريعة للحرباء؛ إذ يمكن أن تُغيِّر الترتيب الهيكلي لطبقة الخلايا العُلوية عن طريق الاسترخاء أو تهيُّج الجلد، ما يؤدّي إلى تغيير في اللون.

فمثلاً؛ قد تكون ذكورُ الحرباء في حالة استرخاء عندما تكون مُعلَّقةً على غُصن، بينما تتهيَّجُ عندَ رؤية ذكر منافس.

وعندما يكون الجلد في حالة استرخاء؛ تكُون البلَّورات النانوية الموجودة في الخلايا اللَّونية المتموِّجة قريبةً جداً بعضها من بعض فتعكس الخلايا الأطوالَ الموجية القصيرة على وجه التحديد، أمّا عندَ تهيُّج الجلد؛ تتباعدُ المسافة بين البلَّورات النانوية المتجاورة، وتعكس كلُّ خليةٍ لونيةٍ (حاويةٍ على هذه البلَّورات النانويّة) عكساً انتقائياً أطوالاً موجيّةً أطولَ، مثل الأصفر أو البرتقالي أو الأحمر.

يحوي جلد الحرباء الزرقاءِ اللَّون أيضاً أصبغةً صفراء، فيختلِطُ الأزرق باللون الأصفر ليُكسِبها لوناً أخضراً تستخدمُه للتّمويه والتخفّي بين الأشجار والنباتات، وكذلك تبيّنَ أيضاً أنّ تدرُّج اللون الأحمر لا يتغيَّر كثيراً في أثناء التهيّج إنَّما يزدادُ سطوعه.

ووُجدَت طبقةٌ خلويّة جلديّة أعمق وأكثر ثخانةً تعكس كميَّةً كبيرةً من الأشعة تحت الحمراء القريبة، وعلى الرغم من أنَّ هذه الخلايا لا يبدو أنّها تُغيِّر لونها، ولكنْ يُمكنها مساعدة الحرباء على عكس الحرارة وبقائها باردة.

الجديرُ بالذِّكر؛ أنّ ذكور الحرباءِ البالغة هي فقط مَن تُغيِّر لونها خاصةً عند رؤيتها لذكورٍ مُنافسةٍ تُطاردُها أو إناثٍ تجذُبها، أمّا الإناث والأفراد الصغيرة ذات لون باهت ولها طبقة خلويّة عُلوية منخفضةُ الخلايا اللَّونية.

قد تساعدُ هذه النتائج المهندسين والفيزيائيين على مُحاكاةِ قدرةِ الحرباء على تغيير لونها والاستفادةِ منها في التكنولوجيا الجديدة في صناعةِ الأجهزة غير العاكسة.

المصادر:

هنا

هنا

هنا