الطب > مقالات طبية

هل عرف المصريون القدامى الجراحة؟

تُعَدُّ مصر القديمة أمًّا وأصلًا لحضارة فاقت حدود المُخيلة بتقدمها، وإلى الآن يقصُّ لنا ورق البردي قصصَ الاختراعات وتقدُّم العلوم والمداواة، فهل عرف المصريون القدماء الجراحة؟ وهل كانت مختلفة كثيرًا عن العمليات الممارَسة الآن؟

بسبب تأدية أعداد كبيرة من سكان مصر القديمة أعمالًا جسدية مُستَنزِفة وشاقَّة؛ أُصيب الأغلبية باضطرابات العظام مثل التهاب المفاصل والحداب أو السل. تُفيد الأدلَّة المُكتشفة من المصادر المكتوبة ومن البقايا المادية أن تركيز الطبابة عامة والجراحة خاصة كان مُسلطًا على العلاج البدني للكسور أو الخُلوع.

في أثناء اختبار الباحثين الحمضَ النووي الروتيني عند الكشف عن مومياء مصرية يُقّدَّرُ وقت وفاتها ما بين القرن السادس عشر والقرن الحادي عشر قبل الميلاد؛ عُثِر على برغي عظمي حديدي بقطر 23 سم داخل عظام الركبة. وأيضًا بيَّنت الفحوصات الإضافية لهذا المسمار أنه ثُبِّت باستخدام الراتنج الداخل في تكوين مُركَّب يُستخدم الآن في صناعة ما يُسمَّى بـ "إسمنت العظام" المثبِّت للدواعم العظمية.

قال الدكتور ريتشارد جاكسون (جراح تقويم العظام من جامعة بريغهام يونغ): "الدبوس مصنوع بتصميم يشبه الذي نستخدمه اليوم للحصول على تثبيت جيد للعظام المكسورة".

مع أن مهنة الطب في مصر الفرعونية كانت متطورة وذات رُتَبْ (هَرَمية)؛ ولكن يبقى  وجود مهنة جراحية أو حتى ممارسة الجراحة من قبل أفراد مؤهلين طبيًا موضوعَ خلافٍ بين علماء الآثار. ولكن تعدُّ العينات والبرديات الطبية وأطروحات المؤرخين في العصور القديمة مصادر أكثر موثوقية تدل على ظهور أشكال متطورة ونادرة من العمليات الجراحية في عصورٍ غابرةٍ مليئة بالغموض.

ويبقى السؤال: كيف توصَّل هؤلاء القدماء إلى هذه الاكتشافات المُدهشة؟

المصادر:

1- هنا

2- هنا

3-  هنا

4-  هنا