الطب > مقالات طبية

هل ستصبح الوقاية من سرطان البنكرياس ممكنة؟؟

يُعدُّ سرطان البنكرياس من السرطانات الأسوأ إنذارًا؛ إذ تبلغ نسبة البقيا مدة خمس سنوات بعد تشخيص الإصابة به ما يعادل 5%. ومن المُتوقع أن يفوق عدد الوفيات الناجمة عنه عددَ الوفيات الناجمة عن جميع أنواع السرطانات الأخرى -عدا سرطان الرئة- بحلول عام 2022.

قد تؤهب العديد من العوامل للإصابة بسرطان البنكرياس؛ ومن أهمها:

·       التدخين.

·       الانتقال بالوراثة.

·      الإصابة بالتهاب البنكرياس المزمن.

·       الداء السكري.

·       السمنة.

·       زمرة الدم؛ فهنالك أهبة للإصابة لدى أصحاب كل من هذه الزمر: A، B ،AB.  

·       الأصول العرقية اليهودية أو الأمريكية الأفريقية.

يُسمَّى الأسبرين ذو الجرعات المنخفضة "بالأسبرين الطفل"؛ وهو الذي يستخدم عادةً للحدِّ من مخاطر أمراض القلب والأوعية الدموية وسرطان القولون. كذلك قد يوصي العديد من الأطباء بأخذ جرعات منخفضة من الأسبرين بعد عمر معين بوصفه إجراءً وقائيًّا قلبيًّا وعائيًّا.

لقد اكتشف العلماء مؤخرًا ما يمكن أن تُقدِّمه جرعات منخفضة من "الأسبرين" في الوقاية من سرطان البنكرياس؛ فقد أجرى هارفي ريش (أستاذ علم الأوبئة والأمراض المزمنة في كلية ييل للصحة العامة Yale School of Public Health) تجربتين واسعتَي النطاق لمعرفة العلاقة بين سرطان البنكرياس والأسبرين، وقد شملت الدراسة الأولى تحليلَ 362 حالة سريرية مصابة بسرطان البنكرياس مع 690 عينة عشوائية في ولاية كونيكتيكت، ووجد أن استخدام الجرعات المنخفضة من الأسبرين بانتظام يُقلِّل من خطر الإصابة بسرطان البنكرياس.

وأجرى ريش دراسة أخرى لدعم نظريته الأولى تضمَّنت 760 حالة سريرية و790 عينة عشوائية في شنغهاي والصين. وقد كانت هذه الدراسة أكثر تعقيدًا؛ إذ تضمَّنت سؤالَ المشاركين عن استخدامهم السابق والحالي للأسبرين. وأيضًا أُجريت دراسة عدة عوامل مرافقة كمشعر كتلة الجسم BMI، ونسبة التدخين، والإصابة بالملوية البوابية، والإصابة بمرض السكري؛ وقد كانت نتائج الدراسة بالكاد متباينة؛ إذ لوحظ أنَّ الاستخدام المنتظم للجرعة المنخفضة من الأسبرين قلَّل من مخاطر الإصابة بمقدار النصف تقريبًا مع كل عام.

لا يُقلل الأسبرين من خطر الإصابة بسرطان البنكرياس فحسب، بل يُساعد أيضًا المرضى الذين يعانونه. ففي دراسة أخرى أُجريت في معهد الطب الانتقالي في مشفى شنغهاي؛ وجد أنَّ للأسبرين القدرة على الحد من آلام السرطان، وتحسين الاستجابة للعلاج الكيماوي، وتقليل خطر الإصابة بالخثار الوعائي، كذلك قد يكون له الدور في إبطاء نمو الورم.

ثم إن تشخيص سرطان البنكرياس يُعدُّ صعبًا لأسباب عدة؛ أهمها أن البنكرياس يُكمِل عمله على نحو نصف طبيعي حتى عندما ينمو ورمٌ داخله، إضافة إلى أن اختبار التحري لا يكون موثوقًا على نحو كامل، ولا يكون مفيدًا دائمًا، ولهذا لا تظهر أعراضُ سرطان البنكرياس حتى مراحلَ متقدِّمة جدًّا، ومن هذه الأعراض:

• اليرقان؛ وهو اصفرار الجلد بسبب تراكم البيليروبين.

• ألمٌ في الظهر والبطن.

• الغثيان.

• فقدان الوزن.

عند ظهور هذه الأعراض يصبح حجم الورم مُلاحظًا، ومن الممكن أن يمتدَّ ليغزوَ الشرايين والأوردة، والأسوأ من هذا هو تمركز البنكرياس وتوضُّعه بين عدَّة أعضاء؛ مما يؤدي إلى انتشار الخلايا السرطانية بسرعة إلى الكبد أو المرارة أو الأمعاء. وللأسف يكون عندها أوان الحلِّ الجراحي (الاستئصال الجراحي) قد فات.

أما عند الاكتشاف المُبكر لسرطان البنكرياس (قبل انتشاره إلى الأنسجة الأخرى)؛ فمن الممكن استئصاله جراحيًّا مع استئصال القسم الأعظم من البنكرياس باستثناء الجزء المُفرز للأنسولين، ولكنَّ -ولسوء الحظ- احتماليةَ عودة هذا السرطان بعد الاستئصال الجراحي كبيرة، وقد تصلُ النسبة إلى 85%.

مَن الشريحة الأكثر عرضة للإصابة بسرطان البنكرياس؟

• مَن توجد لديهم قصة عائلية للإصابة بهذا السرطان، كأن يكون للشخص فردان من العائلة قد أصيبوا به.

• المدخنون.

• مجموعات عِرقية معينة.

• من تجاوزت أعمارهم الخمسين.

• من لديهم طفرات مورثية في الجينات BRCA2، p16، STK11.

• المصابون بالتهاب البنكرياس المزمن.

في الختام؛ لا بدَّ من التأكيد على أهمية استشارة الطبيب قبل البَدء باعتماد تناول الأسبرين، وذلك لما للأسبرين من تأثيرات جانبية كتآكل بطانة المعدة مسبِّبًا القرحات الهضمية، ثم إنه قد يُؤهب لحدوث النزف الوعائي؛ الأمر الذي قد يُقيِّمه الطبيب قبل التوصية ببَدء استخدامه.

المصادر:

1-هنا

2- هنا

3- هنا

4- هنا

5-هنا