علم النفس > المنوعات وعلم النفس الحديث

فوائد اللعب خارج المنزل للأطفال

اللعبُ حقٌّ من أهمّ حقوق الطفل، يسعى الأهل إلى ضمانه لأطفالهم؛ لمعرفتهم بفوائده في تنمية مهارات الطفل العقلية والجسدية والنفسية. وقد استُخدِم اللعب وسيلةً لتحقيق غاياتٍ كثيرةٍ لدى الأطفال، فقد استُفيد منه في التعليم وعلم النفس والتنمية والتشجيع وتمرير الأفكار والمبادئ.

يُعدُّ اللعب الخارجي في الطبيعة من أهمِّ أنواع اللعب؛ إذ إن تشجيع الطفل على اللعب خارج المنزل يطوّر مهاراته الحركية والحسية والإدراكية والاجتماعية، ويساعد على تخفيف التوتّر لدى الأطفال، ويسهم في تنميتهم صحّياً ونفسياً، ويخلق ذكرياتٍ ضروريةٍ لهم.

بعض فوائد اللعب خارج المنزل للأطفال:

1- تنمية القدرات الجسدية: ينمِّي الطفل- باللعب خارجاً- بعض المهارات الجسدية الضرورية كالركض والقفز، ويعزّز التناسق بين العين والجسد، ويبني العضلات.

2- توسيع الخيال: يستخدم الطفل خارج منزله مخيّلته لاختراع ألعابٍ جديدة، بناءً على ظروف البيئة المحيطة به، فكلُّ شيءٍ في الطبيعة يأخذ دوراً معيّناً في خياله. أما عند اللعب داخل المنزل فإنه يلعب مراراً وتكراراً بالألعاب نفسها الموجودة مسبقاً.

3- اكتشاف قدراته: يكتشف الطفل في أثناء اللعب في الخارج مهاراته وقدراته الجسدية؛ إلى أية مسافةٍ يستطيع الركض مثلاً؟ وإلى أيِّ علوٍّ يقفز؟ ويتعلّم كيفيّة التوازن والتسلّق.

4- التعرّض للشمس: إن للشمس فائدةً مهمةً جداً لصحّة الأطفال تتمثّل بالحصول على فيتامين د؛ وهو فيتامين ذو أهمّيةٍ خاصّةٍ لنموِّ العظام، وينفع جهاز المناعة، ويساعد على النوم الصحي، ويحسّن مزاج الأطفال. ولهذا السبب ينبغي للأطفال التعرّض للشمس بقدرٍ معيّنٍ كلَّ يوم.

5- التفكير وحلُّ المشكلات: التخطيط، وتعدّد المهام، وترتيب الأولويات، والإبداع؛ كلّها أمورٌ يحقّقها الطفل عند وجود مساحةٍ شاسعة لا تحدّها الجدران، فتُعَزَّز هذه الميّزات، سواءً عن طريق ألعابه أو علاقاته.

6- التعرّض للمخاطر: قد يُعدُّ هذا البندُ مُقلِقاً للوالدين، ولكن من الضروري أحياناً أن يتعرّض الطفل لبعض المخاطر لتقوية مهارات تعامله معها، وخاصةً في المستقبل؛ كالرفض من قبل الأصدقاء، أو السقوط من مكانٍ ما، أو جرح أحد أجزاء الجسد. سيمكّن التعرّضُ لهذه المخاطر الطفلَ من معرفة كيفيّة التعامل معها وبناء خبراتٍ تفيد في المستقبل. والتعرّض للمخاطر والعمل على تجاوزها يساعد الطفل على تنمية الإبداع والحصول على المرونة.

7- بناء العلاقات: يتعلّم الطفل في الخارج التواصل مع الأولاد الآخرين، وكيفية بناء علاقةٍ والتعاون مع أقرانه ومشاركتهم.

8- يؤدي اللعب في الطبيعة إلى زيادة النشاط البدني المعتدل فينقله إلى القوي، والخفيف ينقله إلى المعتدل. ويُعدُّ اللعب في الخارج أكثر حياديةً من ناحية النوع الاجتماعي، ويوفّر المزيد من المساواة بين الجنسين، ويساعد الأطفال على تجاوز المشكلات العاطفية والسلوكية. 

9- الأطفال الذين يقضون وقتهم في الخارج يأكلون وينامون بصورةٍ أفضل من أقرانهم الذين يبقون في الداخل. 

في عصرنا الحالي تقلّص الوقت الذي يقضيه الأطفال خارجاً للّعب، بسبب تمسّك الأطفال بألعاب الفيديو والكمبيوتر ومشاهدة التلفاز واستخدام الأجهزة النقالة، أو لخوف الأهل على أطفالهم ومنعهم من الخروج، علماً أن بقاء الأطفال في المنزل واعتماد الأنشطة الداخلية يزيد السمنة والاكتئاب، ويسبّب عوز فيتامين د، ونقص الانتباه وفرط الحركة، ويفضي إلى صعوباتٍ في الذاكرة، وضعفٍ في الجهاز المناعي. قد يكون الخوف على الأطفال من اللعب الخارجي السببَ الرئيسَ في منعهم من ذلك ووضع حدودٍ للأنشطة الخارجية. وينصح الباحثون بإيجاد التوازن بين المخاطر التي قد يتعرّض لها الطفل وشروط الأمان في البيئة الخارجية لما للّعب الخارجي من فوائد جمّة، ولا سيما عندما تمازجه بعضُ المخاطر.

يدور جدالٌ عما إذا كان من الأفضل أن نستبدل بالأنشطة الداخلية الأنشطةَ الخارجية، لما للأخيرة من مخاطر. ولكن على الرغم من ذلك فقد أُجمِعَ على أن التعرّض للمخاطر يطوّر الطفل ويساعده على النموّ بصورةٍ صحيحة، لا سيما مع الأضرار التي تتركها الأنشطة الداخلية على الصحة. ولئلا تكون المخاطر زائدة عن حدّها المطلوب؛ يدعو الباحثون إلى خلق بيئةٍ خارجيةٍ تؤمّن التوازن بين المخاطر والحماية كتعليم الطفل عبورَ الشارع، وعدم التحدث مع الغرباء، وكيفية حماية نفسه، الخ. 

يُعدُّ اللعب حقاً من حقوق الطفل كما تنصُّ اتفاقية الأمم المتحدة، ويجب النظر إلى تخصيص اللعب الخارجي على أنه حقٌّ ضروريٌّ للأطفال، لما له من فوائد صحيةٍ وجسديةٍ ونفسية.

المصادر:

1- هنا

2- هنا

3- هنا

4- هنا

5- هنا