الطب > طب الأطفال

تحليل مخبري يتنبأ بالبدانة

بيومنا هاد صار فينا بتحاليل وفحوص معينة نحدد جنس المولود وفينا نكشف عن أمراض وحالات مرضية قبل الولادة لكن هل من الممكن تحديد تفاصيل جسمانية للمولود مثل البدانة ؟؟

اُعتمد حديثاً تحليل مخبري يساعد على التنبؤ فيم إذا كان الطفل سيصبح بديناً في المستقبل أم لا .

اكتشف العلماء تحليلاً دموياً بسيطاً _ عن طريق قراءة الحمض النووي DNA _ يمكن استخدامه للتنبؤ بدرجات البدانة عند الأطفال ، يقوم التحليل على مبدأ معرفة درجة التغيرات الجينية التي تصيب المورثة PGC1a ، وهي المورثة المسؤولة عن تنظيم تخزين الشحوم في الجسم .

تحدث التغيرات الجينية (Epigenetic switches) من خلال عملية كيميائية تدعى (المتيلة) DNA Methylation ، والتي تتحكم بعمل المورثة في مراحل الحياة المبكرة للجنين.

عندما تم إجراء الاختبار على الأطفال بعمر الخمس سنوات ، وجد الباحثون أن النتائج اختلفت بين الأطفال الذين لديهم مستويات عالية من الشحوم وأولئك الذين لديهم مستويات منخفضة وكذلك عندما اصبحو كباراً بعمر ال14 سنة ، أظهرت النتائج أن زيادة عملية المتيلة DNA methylation بنسبة 10% عند الأطفال بعمر الخمس سنوات ترافق مع زيادة في شحوم الدم بنسبة 12% عند الأطفال بعمر 14 سنة .

النتائج لم تعتمد على جنس الطفل ،أو النشاطات الفيزيائية التي يقوم بها وسن البلوغ .

عندما يكون الأطفال صغاراً من الصعب التبنؤ أياً منهم سيصبح بديناً في المستقبل ، ومن المهم أن نعلم من هم الأطفال الذين لديهم عوامل خطورة للإصابة بالبدانة حتى نستطيع مساعدتهم بشكل مبكر وقبل أن يكسبوا وزناً أكثر.

إن نتائج الدراسة تبين أن كسب الوزن أو الإصابة بالبدانة في الطفولة لا يتعلق فقط بنمط الحياة ، وإنما أيضاً بعمليات حيوية مهمة تتحكم بعمل المورثات لديهم .

يأمل الباحثون أن تساعدهم الدراسة على اكتشاف طرق جديدة لوقاية الأطفال من الإصابة بالبدانة ، والتي يمكن تطبيقها قبل أن يبدأ الأطفال باكتساب الوزن الزائد ، بالإضافة بأن النتائج التي حصلنا عليها حالياً تحتاج لتطبيقها على مجموعات أكبر من الأطفال .

تم نشر الدراسة في مجلة Diabetes ، حيث استخدم الباحثون نماذج من الحمض النووي DNA من 40 طفلاً من الذين اشتركوا في مشروع EarlyBird الذي قام بدراسة 300 طفل من عمر 5 سنوات إلى أن أصبحوا بعمر 14 سنة .

تقوم الدراسة على تقييم الأطفال كل سنة لتحري عوامل الخطورة للإصابة بالداء السكري من النمط الثاني ، كمعرفة مقدار التمارين التي يقومون بها وكمية الشحوم في أجسامهم ، تم جمع عينات الدم وتخزينها ثم قام الباحثون باستخراج الحمض النووي DNA من عينات الدم ودراسة التغيرات الجينية .

الآن العينات المخزنة أعطتنا أدلة عن دور العمليات الأساسية التي تؤثر على عمل الجينات عند الأطفال ، وأن هذه الآليات يمكن أن تؤثر على الصحة في أثناء الطفولة وعند البلوغ .

المصدر: هنا

مصدر الصورة: هنا