مذنب هالي مجدداً

وخَـوَّفوا الــنَّاسَ من دَهْــــــياءَ مُظلِــمةٍ.. إذا بَـــدا الكوكبُ الغَـــربيُّ ذو الذَّنَبِ

لم يقصد الشاعر العربي أبو تمام ببيته هذا إلا مذنَّب هالي الذي ظهر سنة (222هـ/ 837م)، وقد ارتبط ظهور المذنب في مخيّلة الناس آنذاك بالكوارث والفتن بسبب ادعاءات المنجِّمين التي يسخر منها الشاعر في قصيدته التي ورد فيها البيت. وأمّا مصدر مذنّب هالي فهو (حزام كايبر) على الحدود الخارجية للمجموعة الشمسية، وهو يدور حولَ الشمس في مدارٍ إهليلجي، وتتأثَّر مدَّةُ دورانه بالتوزُّعِ غير الثابتِ لكواكب المجموعة الشمسية بين دوَرانٍ وآخر؛ لذلك فهي تتأرجحُ بين (74 و79) سنةً تقريبًا. ولذا فإذا كان مذنّب هالي أحدَ المذنباتِ القليلةِ التي يمكن أن نراها بالعين المجردة فإنّه من غير المُرجَّحِ أن يشهدَ الإنسانُ رؤيتَه أكثرَ من مرتين خلالَ حياتِه.

ويُنسَبُ هذا المذنب إلى إدموند هالي؛ الفلكيِّ الذي عاصر نيوتن وتنبَّأ بظهوره، لكنَّنا نجدُ ذكرًا متواترًا لظهوره في العديدِ من الثقافات عبر الزمن، من بينها أحدُ النقوش البابلية والكتاباتُ المصريةُ والصينية ومصادر التراث العربي المختلفة، إذ قدّمت لنا تواريخَ متطابقةً مع مواعيد قدومه.

للمزيد عن مذنب هالي:

هنا 

هنا