المعلوماتية > اتصالات وشبكات

Wi-Fi 6؛ معيار جديد للشبكات اللاسلكية

آخرُ خطوة أُحرِزَت -بعد شبكات الجيل الخامس لشبكات الهواتف النقالة- في رحلة غير منتهية من الابتكارات هي معيار Wi-Fi 6 المعروف بـ 802.11ax أيضًا؛ جيل الشبكات اللاسلكية التالي.

إن شبكات الجيل الخامس لشبكات الهاتف النقال (5G) آخذةٌ بالاتساع، حاملةً وعدًا للشركات ومُستخدمي الهواتف النقالة بأداء أفضل، ولكن؛ مع نهرٍ لا يتوقف من الابتكارات، لا بُدَّ من تقديم خدمات جديدة وتحقيق استخدامات لم تكن لتحلم بها من قبل.

نعم؛ أصبح الجيل التالي للشبكات اللاسلكية بين يديك، إنه معيارُ Wi-Fi 6 المعروف بـ 802.11ax، ارتقاءٌ حديثٌ تمامًا كارتقاء شبكات الهواتف النقالة من جيل إلى آخر*.

وإن إحدى الخدمات التي يقدّمها هي خدمة النطاق الترددي المدني (Citizens Broadband Radio Service: CBRS) المعروفة باسم OnGo أيضًا؛ التي تُعدّ امتدادًا لنظام LTE**، وستكون ذات قيمة استثنائية مع تطبيقات إنترنت الأشياء IOT.

ومع هذا التغيّر المَهيب في سُبُل تواصلنا فإننا نبحث عن فرصة لنجمع بين التغيُّر التقني والتخطيط الإستراتيجي، وتتمثل هذه الفرصة في الكشف عن نقاب أثر قدرات الشبكات اللاسلكية الجديدة في تغيير طرائق إدارتنا الأعمال.

ماذا يُقدّم معيار Wi-Fi 6؟

يُتيح لمزودي خدمات الإنترنت (Internet Service Provider (ISP استخدام بنية الشبكة اللاسلكية الحالية ذاتها وأن يُقدّموا إلى المستخدمين تطبيقات جديدة وخدمات أرفع مستوى من سابقاتها، فهو متوافق مع أجهزة الإصدارات السابقة.

كذلك يقدّم سرعة اتصال كبيرة جدًّا مقارنةً بالأجيال السابقة، وإذا كانت الشبكات ضعيفة فإنه سيرفع من أدائِها على نحو ملحوظ؛ مما سيحسّن تجربتَك في كل من الواقع الافتراضي (virtual reality) والواقع الموسَّع (augmented reality) والتواصل المرئي (video chating)، ثم إنه يسمح بتغطية مساحات أوسع كمساحة إستاد كرة القدم.

وأتى بميزة وقت الاستيقاظ الهادف (Target Wake Time: TWT) أو الوصول المُجدوَل (Scheduled access) التي تزيد عمر بطارية أجهزة الحواسيب المحمولة والهواتف الذكية والأجهزة المنزلية الذكية؛ إذ يظلّ الجهاز متصلًا بالشبكة طبيعيًّا، ولكن؛ لا يستقبل موجات من الموجِّه (router) أو يرسل إليه طوال الوقت وإنما عند الحاجة إلى الاتصال بالإنترنت فقط؛ مما سيزيد من عمر البطارية في طبيعة الحال.

ولا بدّ من الإشارة إلى أنّه يكمن ألمعُ أثر لهذه الميزة في تيسير استدامة اتصال الأجهزة المنزلية -التي تعمل ضمن تطبيقات إنترنت الأشياء- مع الشبكة دون هدر كثيرٍ من الطاقة.

الشبكات اللاسلكية ضمن الأماكن المُزدحمة:

عادةً عندما تتصل بشبكة عامة تضمّ عددًا كبيرًا من المستخدمين يصبح الاتصال بطيئًا، ولكن؛ لن تواجه هذه المشكلة بتاتًا مع معيار الشبكات اللاسلكية الجديد؛ إذ يُحسّن من توزيع السرعات على الأشخاص المُتّصلين بالشبكة كافتهم ويرفع من هذه السرعة. ولكن؛ كيف يحدث ذلك؟!

تُقسَّم قنوات الاتصال إلى عدد كبير من القنوات الفرعية، وتحمل كلٌّ منها البيانات الخاصة بالأجهزة عن طريق تقنية النفاذ المُتعدد باستخدام الحوامل الترددية المُتعامدة (Orthogonal Frequency Division Multiple Access: OFDMA).

تعتمد تقنية النفاذ المُتعدد باستخدام الحوامل الترددية المُتعامدة على تجزئة الإشارة المراد إرسالها ليُرسَل كل جزء على قناة ترددية ضيقة تُسمى الحامل (carrier) الذي يكون متعامدًا مع الحوامل المجاورة؛ بغية  تقليص النطاق الترددي الكلي وتقليل التداخل بين الإشارات وبين المستخدمين أيضًا، وبناءً عليه؛ ستقدر نقطة الوصول على التحدّث مع أكثر من جهاز في الوقت ذاته، وهذه الأجهزة قادرة على التواصل هي الأخرى مع الموجة في الوقت نفسه.

ومع ارتفاع عدد الأجهزة اللاسلكية الحساسة من حيث أداء الشبكة، ستحتاج الشركات شبكات ذكية لتحقيق أفضل مستويات للخدمة. وانطلاقًا من ذلك، ترى شركة سيسكو أنّه يجب على نقاط الوصول في المعيار الجديد والأجهزة الطرفية أن تصبح كأجهزة الاستشعار؛ فتجمع معلومات عن اختبار الشبكة والأداء في الزمن الحقيقي لتخضع لجيل جديد من محركات التحليل؛ مما يسمح بتنظيم استباقي لهذه البيئات الآخذة بالتعقيد.

كذلك توفّر الشبكات اللاسلكية للشركات باقةً فريدةً من المعلومات التحليلية التي من شأنها تعرُّف كيفية تنقل الأجهزة اللاسلكية بين خدماتها؛ مما يساعدها على تحسين هذه الخدمات جيدًا.

الشبكات اللاسلكية وإنترنت الأشياء:

توفّر كلٌّ من الشبكات اللاسلكية التي نتحدث عنها وشبكات الجيل الخامس فُرصًا لوصل عدة أجهزة معًا لاسلكيًّا، وذلك عن طريق تقنية الجدولة (scheduling) التي تمنع الاتصال اللاسلكي من التداخل؛ مما يسهّل تحقيق المَهمات المُعقّدة في تطبيقات إنترنت الأشياء (mission-critical IoT assets) والأتمتة الصناعية (manufacturing automation) والرعاية الصحية (healthcare) وغير ذلك من الصناعات.

وستشمل مُعدّات معيار wi-fi 6: أجهزة راديو (أجهزة اتصال لاسلكي) إضافية، وما يقابل البلوتوث Bluetooth، وبروتوكول زيغبي Zigbee***؛ مما يجعلها مفيدةً بمثابة حساساتٍ لاسلكية وأكثرَ كفاءةً لبوابات (gateway) إنترنت الأشياء.

وكما ذكرنا آنفًا؛ يُتيح المعيار الجديدة خدمةَ CBRSالتي تَعِد وعودًا كثيرة كأن تكون تقنيةً مجانيةً تُستخدَم ضمن الشبكات الداخلية للمباني؛ إذ تعتمد CBRS على طيف الإشارات ضمن المجال 3.5 غيغا هِرتز، وهذا غير مُستخدَم في الشبكات اللاسلكية الأخرى، لذا؛ من غير المُحتمَل أن تتداخل من الأجهزة الاستهلاكية ذات الوصول العام إلى الإنترنت.

أضف إلى ذلك، تمتلك تقنية CBRS استخدامًا مثيرًا للاهتمام سيُطرَح في الأجهزة المُنتَجة في المدى القريب؛ مثل الروبوتات التي تحتاج آلية اتصال مضمونة لمُكاملة مَهمة التنقل مثلًا، ولذا؛ من المتوقع أن تُستخدَم هذه التقنية في كل مكان يستخدم معيار wi-Fi 6.

وفي الحقيقة، سيرتبط المعيار wi-fi 6 مع الشبكات اللاسلكية 5G؛ مما سيخلق تحديًا لإدارة هذه التقنيات المنفصلة لتكون بمثابة نُظُم مُتكاملة (Integrated systems) بمعايير أمان وسياسات وتحليلات موحَّدة.

إذن؛ ستكون إدارة أنظمة هاتين التقنيتين هي الخطوة التالية!!

فلننتظر ولنرَ كيف ستُتخطى الحدود مرةً أُخرى.

حاشية:

* بدأت حكاية الاتصالات الخلوية مع دعم المكالمات الصوتية فقط ويدعى هذا (الجيل الأول –G1)، ومن ثم دعم تبادل الرسائل النصية والارتقاء إلى (الجيل الثاني – G2)، وبعد ذلك أُضيفت القدرة على تصفُّح الإنترنت لتُصبح الشبكة من (الجيل الثالث – G3)، لنصل إلى القدرة على تبادل ملفات الفيديو بسرعة جيدة وهُنا ارتقت إلى (الجيل الرابع – G4).

**نظام (Long Term Evolution: LTE)؛ أحد أنواع شبكات الهاتف النقال من الجيل الرابع ومعيارٌ للاتصالات اللاسلكية، من شأنه توفير الاتصال مع شبكة الإنترنت وزيادة سرعة نقل البيانات عبر الشبكة، ولكن؛ ليس بسرعة شبكات الجيل الخامس طبعًا.

***zigbee؛ بروتوكول شبكي (معيار اتصال لاسلكي) مبني على المعيار IEEE 802.15.4.

المصادر:

هنا

هنا

هنا

هنا

هنا