الطب > مقالات طبية

داء باركنسون وجهاز جديد يحسن من نوعية حياة مرضاه

يُعدُّ داء باركنسون من الأمراض الشائعة التي تسبب ترديًا بنوعية حياة المرضى؛ إذ يوجد من ٧ إلى ١٠ مليون شخص مصاب به في العالم.

وهو مرض عصبيّ مترقٍ، يؤثر في القدرة على الحركة وعلى  تنسيق الحركات لدى المريض بسبب عوز الخلايا المفرزة للدوبامين (وهي مادة تنقل الإشارات في الدماغ).

وتتظاهر أعراض هذا الداء ببطء الحركات، والصمل (عدم القدرة على الحركة)، والرجفان في وضعية الراحة، والمشية الباركنسونية، وصلابة العضلات، وقد يُسبِّب الاكتئاب، وفقدان الذاكرة، واضطرابات الكلام، والإمساك، والضعف الجنسي.

وقد وافقت الهيئة العامة لإدارة الدواء والغذاء FDA عام 2017م على جهاز (Vercise) ذي نظام إثارة الدماغ العميقة (Vercise deep brain stimulation system)، وهو جهاز يعمل منبهًا عصبيًّا، فيخفف من الأعراض الحركية لدى مرضى باركنسون.

ويتألف من مسلكين وجهاز تنبيه قابل لإعادة الشحن؛ إذ يُزرَع  تحت الجلد.

ويرسل الجهاز إشارات كهربائية منخفضة الكثافة إلى الدماغ على هيئة مركبات تختلف عن بعضها بالسعة وبارتفاع النبضة وتواترها، وتعمل على تنبيه النويات تحت المهادية، فتساعدُ على ضبط الوظائف الحركية لدى المريض التي تتأثر بأعراضِ الاضطرابات الحركيَّة لداء باركنسون (كالرجفان، والبطء، والصمل).

ويُركَّب هذا النظام عن طريق عمليَّة جراحيَّة، يوضع فيها مسرى أو مسريان معزولان في الدماغ، فيُوصَلا إلى جهاز التنبيه (يشبه ناظم الخطا) الذي يُزرع  تحت الجلد في الصدر.

يُستخدم هذا النظام -إلى جانب العلاج الدوائي لمرضى داء باركنسون- في الحالات التي تستجيب فيها الأعراض لدواء الليفودوبا، ولكنها لا تكون مضبوطة بطريقة كافية.

ثم إنه لا يمكن استخدامه في الحالات الآتية:

١) العلاج بالحرارة؛ إذ تنتقل الطاقة إلى الجهاز، مما يسبب أذية الأنسجة في منطقة التماس، وقد ينتج عنها أذية شديدة للمريض، أو قد تؤدي إلى وفاته.

٢)المعالجة بالصدمات الكهربائية، والمعالجة المغناطيسية بواسطة الجمجمة.

٣) لا يمكن إجراء صورة رنين مغناطيسي لدى المرضى المركب لديهم هذا النظام.

٤) المرضى العاجزون وغير القادرين على التعامل مع النظام.

٥) المرضى غير القادرين على الخضوع للجراحة.

٦) فشل فحص التنبيه؛ إذ لا يجب أن يُستعمل الجهاز لدى المرضى الذين يفشل فحص التنبيه لديهم.

ومما يجدر ذكره أن نظام الـ ABS هو التطور العلاجي الأهم في مجال داء باركنسون منذ اكتشاف دواء الـ levodopa.

وقد أظهرت الدراسات أن التحسن يصل إلى خمس سنوات على الأقل، ويكون فعَّالًا في الرجفان، وفي حالات الـ wearing-off (اهتراء المستقبلات)، واضطرابات الحركة المحدثة بالأدوية.

وعلى الرغم من أنه يحسن نوعية حياة المرضى ويساعدهم على تجاربهم اليوميَّة، لكنه ليس علاجًا شافيًا ولا يبطئ من تطور المرض، ولا يحسن الاضطرابات الكلامية، أو اضطرابات البلع، ولا مشكلات التفكير، أو مشكلات المشية. وأيضًا قد لا يناسب الحالات كافة، وسيُتابع أغلب المرضى أخذ أدوية المرض الاعتيادية.

المصادر:

هنا

هنا

هنا