الطبيعة والعلوم البيئية > عجائب الأحياء

قواقع حلزون مكسوَّة بالطحالب

تتميز الكائنات الشاطئية بقدرتها على تحمُّل العوامل البيئية المُتغيِّرة يومياً والتأقلم معها كالمدِّ والجزر وأمواجِ المحيطات. فقد وَجد أحدُ أنواع الحلزون البحري العملاق طريقةً ذكية للتأقلم مع التغيرات الدراماتيكية في  الظروف الطبيعية والمناخية، واستطاعَ أن يرتدي معطفاً مُقاوِماً للحرارة.

تنتشر أفراد النوع الرخوي العملاق (Turban snails) في نطاق السواحل الصخرية حول اليابان، ووُجدت قواقعُه العملاقة ذات الشكل الملتف مُغطَّاة بما يشبه بساطاً أو رداءً  مُكوّناً من طحالب خضراء تُغطِّي صدفتها. وفي حين أن غالبيةَ أنواع الحلزون العملاقة تتغذَّى على الطحالب الخضراء أساساً، تتراكم الطحالب على قواقع أفراد النوع Lunella coreensis في فترات نموِّه مكوِّنة ما يشبه غطاءً نباتياً يمكنُ أن يُغطِّيه كاملاً عندما يصل إلى مرحلة النضج التام.

ويظهر في الصورة شكل الحلزون ذو القوقعة الملتفّة

صورة توضيحة رقم - 1-

ومن المُلاحَظ حتى الآن أن الطحالب لا تنمو إلا على سطح قواقع هذا الحلزون دون معرفة السبب، إلى أن أشارت دراسة من جامعة توهوكو (Tohoku) اليابانية إلى دور الطحالب في عزل قواقع الحلزون وحمايتها منَ التغيرات المفاجئة في درجات الحرارة عند انحسار المدِّ.

صورة توضيحية رقم - 2-

ووضَّح أحد الباحثين أن الحلزون يخرُج من الماء بانتظامٍ عند المدِّ المنخفض ويتعرَّض لأشعة الشمس. ويصل الفرق في درجات الحرارة بين المدِّ المنخفض والمدِّ المرتفع إلى أكثر من 20 درجة مئوية أحياناً.

لاحظ فريقُ البحث فقرَ أفراد الحلزون الموجودة على الصخور قرب المناطق الرمليّة للشاطئ غالباً إلى غطاء الطحالب، وعلى العكس؛ فقد كانت الأفراد التي تقطُن المناطق الصخرية مُغطَّاةً بالطحالب.

وعند جمع أفراد مجموعتَي الحلزون لفحصها؛ وُجد أن المجموعة المكسوَّة بطبقةٍ طحلبية تتمتع بقوة وصلابة أكثر من نظيرتها التي لا تملك طبقةَ الطحالب.

وفي تجربة مخبرية تُركت مجموعاتُ الحلزون تحت مصابيح حرارية مدة 30 دقيقة في محاولة لمحاكاة حرارة الشمس على الشاطىء بعد انحسار المدِّ. ولُوحِظ موتُ الأفراد العديمة الطحالب بنسبة كبيرة مقارنة بأفراد الحلزون المُغطَّاة بالطحالب.

وعلى الرغم من نتائج هذه الدراسة؛ فقد أبدى بعض الباحثين اقتناعهم بالتفسير، إذ وضَّح باحثٌ في جامعة بروناي دار السلام أن الشاطئ الصخري ربما يدعم تكوُّن أحواض المدِّ والجزْر التي تساعدُ على نموِّ الطحالب، وقد تختبئ أفرادُ الحلزون التي تعيش على الشواطئ الرملية أسفل الصخور الكبيرة وبينها؛ بحثاً عن الظل؛ الأمر الذي يساعدها على البقاء أكثر برودةً، وبهذا فلا توجد أية ميزة أو أهمية لوجود الطحالب التي تنمو على قوقعة الحلزون.

المصادر:

هنا

هنا

هنا

Journal reference: Journal of Zoology، DOI: 10.1111/jzo.12641