التعليم واللغات > اللغويات

اللغويات العصبية

تختص اللغويات العصبية بدراسة وظائف اللغة في الدماغ؛ كيف تخزِّن أدمغتنا اللغة التي نتحدث بها ونفهمها ونقرأ ونكتب بها؟ وماذا يحدث في الدماغ عندما نكتسب تلك المعرفة؟ وماذا يحدث حين نستخدمها في حياتنا اليومية؟ يحاول مختصو اللغويات العصبية الإجابة عن العديد من الأسئلة مثل: كيف تجعل عقولنا اللغةَ البشرية ممكنة؟ لماذا نظام التواصل لدينا متطور جدًّا ومختلف جدًّا عمَّا هو لدى الكائنات الحية الأخرى؟ هل تَستخدم اللغةُ النوعَ نفسه من البرمجة العصبية في الأنظمة المعرفية الأخرى، مثل الموسيقا أو الرياضيات؟ أين تجد في دماغك كلمة تعلمتها؟ كيف تتبادر إلى الذهن كلمة ما عندما تحتاج إليها؟ ولماذا لا يحدث ذلك في بعض الأحيان؟

إذا كنت تتقن لغتين فكيف يمكنك التبديل بينهما وكيف تفصل بينهما؟ إذا اكتسبت لغتين منذ الولادة فكيف يختلف دماغك عن دماغ شخص يتحدث لغة واحدة فقط؟ ولماذا؟ وهل يُعدُّ الجانب الأيسر من الدماغ هو الجانب اللغوي؟ إذا فقدت القدرة على التحدث أو القراءة بسبب سكتة دماغية أو إصابة أخرى في الدماغ فكيف يمكنك أن تتعلم التحدث مرة أخرى؟ ما هي أنواع العلاج المعروفة للمساعدة على ذلك؟ وما هي الأنواع الجديدة من العلاج اللغوي التي تبدو ذات فائدة؟ هل توجد اللغة لدى من يقرؤون اللغات المكتوبة من اليسار إلى اليمين (مثل الإنكليزية أو الإسبانية) في مكان مختلف عن الناس الذين يقرؤون اللغات المكتوبة من اليمين إلى اليسار (مثل العبرية والعربية)؟ ماذا يحدث إذا كنت تقرأ لغة مكتوبة باستخدام نوع آخر من الرموز بدلًا من الأبجدية (مثل الصينية أو اليابانية)؟ إذا كنت من ذوي عسر القراءة فكيف يكون عقلك مختلفًا عن دماغ شخص ليس لديه مشكلة في القراءة؟ ماذا يحدث إن تلعثمت؟

كما ترون، تتشابك اللغويات العصبية بعمق مع اللغويات النفسية التي تختص بدراسة خطوات معالجة اللغة المطلوبة للتحدث وفهم الكلمات والجمل، وتعلُّم اللغات الأم والأجنبية، والمعالجة اللغوية في اضطرابات الكلام واللغة والقراءة.

كيف تعمل أدمغتنا؟

تخزن عقولنا المعلومات في شبكات خلايا الدماغ (الخلايا العصبية والدبقية)، وترتبط هذه الشبكات العصبية بأجزاء من الدماغ تتحكم في حركاتنا (متضمنة الخلايا المسؤولة عن الكلام) والحواس الداخلية والخارجية (الأصوات والرؤية واللمس وتلك التي تصدر من حركاتنا). قد تكون الاتصالات داخل هذه الشبكات قوية أو ضعيفة، وقد تزيد المعلومات التي ترسلها الخلية من نشاط بعض جيرانها من الخلايا أو تثبط نشاط خلايا أخرى، وتقوَّى الروابط فيما بينها مع كل اتصال، وتحمل الخلايا المجاورة حسابات مندمجة مع المعلومات القادمة من الخلايا المجاورة الأخرى، وتنفِّذ هذه الحسابات آنيًّا.

يحدث اكتساب المعلومات والمهارات بواسطة إنشاء اتصالات جديدة وتغيير في مستوى قوة الاتصالات الموجودة، أو بأحد الأمرين، وتظهر هذه الشبكات الداخلية والطويلة من خلايا الدماغ المتصلة اللدونة؛ إذ إنها تتغير باستمرار طوال حياتنا، مما يسمح لنا بالتعلم والتعافي من إصابات الدماغ إلى حد ما. بالنسبة للأشخاص المصابين بفقدان القدرة على النطق بسبب إصابة في الدماغ (aphasia) -اعتمادًا على مدى خطورة الضرر- قد يساهم العلاج المكثف والتدريب، وربما بمساعدة جهاز التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة (TMS)، في تحسين اللغة على نحو واضح وملحوظ بالإضافة إلى التحكِّم في الحركة. وأصبحت الأساليب القائمة على الحاسوب للمساعدة على ممارسة اللغة متوفرة، ولكن تحت إشراف مختصِّين في أمراض النطق واللغة.

أين توجد اللغة في الدماغ؟

تصعب الإجابة عن هذا السؤال، لأن نشاط الدماغ مثل نشاط مدينة ضخمة؛ تنظم المدينة حياة سكَّانها ليتمكنوا من الحصول على احتياجاتهم الأساسية، ولكن لا يمكننا القول إن نشاطًا معقدًا -مثل تصنيع منتج ما- يجري في مكان واحد؛ إذ يجب أن تصل المواد الخام في الوقت المناسب ونحتاج إلى المقاولين، بالإضافة إلى أنه يجب شحن المنتج إلى عدة مناطق، ويحدث الشيء نفسه في الدماغ. لا يمكننا القول إن اللغة موجودة فقط في جزء معين من الدماغ، وليس صحيحًا ما يقال إن كلمة معينة توجد في مكان واحد في دماغ الشخص، فالمعلومات التي تأتي معًا عندما نفهم كلمةً ما أو نقولها تصل من العديد من الأماكن بالاعتماد على ما تعنيه تلك الكلمة. فعلى سبيل المثال عندما نفهم كلمة مثل "تفاحة" أو نقولها، فإننا نستخدم المعلومات التي تخص شكل التفاح وشعوره ورائحته ومذاقه دون أن نشعر بذلك. لذلك ينطوي الاستماع والفهم والتحدث والقراءة على أنشطة تتصل بالعديد من أجزاء الدماغ، وبعض الأجزاء تشارك أكثر من الأخرى، وتكون معظم أجزاء الدماغ المسؤولة عن اللغة المنطوقة والمكتوبة في الجانب الأيسر من قشرة الدماغ (النصف الأيسر) بغض النظر عن اللغة التي تقرأ وتكتب بها. ونعلم ذلك لأن فقدان القدرة على النطق أو ما يسمى بالحبسة دائمًا ما تكون ناجمة عن إصابة في النصف الأيسر من الدماغ وليس الأيمن، بغض النظر عن اللغة التي تتحدث أو تقرأ بها أو ما إذا كان بإمكانك القراءة أصلًا (وهذا ينطبق على نحو 95% من الأشخاص الذين يستخدمون اليد اليمنى ونحو نصف الأشخاص العُسران). يتكون جزء كبير من الدماغ من المادة البيضاء التي تتكون من ألياف تربط مناطق مختلفة مع بعضها بعضًا، وذلك لأن استخدام اللغة والتفكير يتطلبان اندماجًا سريعًا للمعلومات التي تُخزَّن وتُعالج في العديد من مناطق الدماغ المختلفة.

تتحكم المناطق اليمنى في الدماغ في التواصل بفعالية وفهم المغزى مما يقوله الناس. إذا كنت من ثنائيي اللغة ولكن لم تكتسب اللغتين من الولادة، فستكون مشاركة النصف الأيمن في لغتك الثانية أكثر مما هي عليه في لغتك الأولى. يمكننا القول إن الدماغ مثل البلاستيك إلى حد ما، إذ يعتمد تنظيمهما على تجاربنا وكذلك على الهبات الوراثية. على سبيل المثال، تُستخدم العديد من المناطق السمعية في الدماغ -التي تشارك في فهم اللغة المنطوقة لدى الناس ذوي السمع الطبيعي- في فهم لغة الإشارة الي يستخدمها الصم الذين فقدوا حاسة السمع منذ الولادة أو في مراحل مبكرة من العمر ولم يجروا عملية زراعة قوقعة، في حين يستخدم المكفوفون المناطق البصرية في الدماغ في معالجة الكلمات المكتوبة بطريقة (برايل) على الرغم من أنها لغة تُقرأ باللمس. ويطور ثنائيو اللغة مهارات خاصة في التحكم باختيار أي من اللغتين يستخدمون وما إذا كان من المناسب التبديل بينهما بالاعتماد على الأشخاص الذين يتحدثون إليهم، وقد تكون هذه المهارات مفيدة لمهام أخرى أيضًا.

ما هو فقدان القدرة على النطق أو "الحبسة" (aphasia)؟

ما هي أعراض فقدان القدرة على النطق؟ وهل يعكس فقدان القدرة على الكلام بسبب إصابة دماغية عمليةَ تعلُّم الكلام؟ إن من لديهم صعوبات في التحدث أو فهم اللغة بسبب تلف الدماغ ليسوا مثل الأطفال؛ إذ ينطوي استخدام اللغة على عدة أنواع من المعارف والمهارات. لدى من يعانون فقدان القدرة على النطق تراكيبُ عديدة من الأشياء التي لا يزال بإمكانهم فعلها بطريقة البالغين والأشياء التي يفعلونها بإهمال أو لا يفعلونها أبدًا، ويمكننا في الواقع أن نرى أنماطًا مختلفة من من ضعف القدرات اللغوية أو تعطلها لدى الأشخاص المصابين بهذه الحالات.

يمكن أن يساعد العلاجُ الناسَ الذين يعانون فقدان القدرة على الكلام على تحسين المهارات المفقودة أو استعادتها والاستفادة المثلى من القدرات المتبقية. يتعافى البالغون الذين لديهم إصابة دماغية أبطأ من الأطفال الذين لديهم النوع نفسه من الضرر، لكنها تستمر بالتحسُّن ببطء على مدى عقود إذا كان لديهم التحفيز اللغوي الجيِّد ولم يعانوا سكتات دماغية إضافية أو إصابات أخرى في الدماغ.

عسر القراءة والتأتأة

ماذا عن عسر القراءة؟ وماذا عن الأطفال الذين لديهم صعوبة في النطق على الرغم من أنهم يتمتعون بسمع طبيعي؟ لماذا يواجه الناس صعوبات في القراءة؟ تشير الأبحاث إلى أن المصابين بعسر القراءة لديهم مشكلة في معالجة أصوات اللغة وصعوبة في الربط بين الكلمة المطبوعة وصوتها المنطوق، وقد عُثر على اختلافات جينية واختلافات دماغية قائمة على الجينات في الأسر التي لديها عسر القراءة واضطرابات تطور اللغة، وتساعدنا البحوث في هذا المجال على فهم كيفية عمل الجينات في إنشاء روابط أساسية لجميع أجزاء الدماغ، وهناك أدلة قوية على أن العلاج اللغوي الملائم فعال للأطفال الذين يعانون اضطرابات لغوية في القراءة واللغة بما في ذلك التأتأة.

كيف تغيرت أفكار اللغويات العصبية؟

ناقضت الأدلةُ ودحضت العديد من الأفكار القائمة عن فرع اللغويات العصبية -لا سيما فيما يتعلق بدور باحتي (بروكا) Broca’s area و(فيرنيكه) Wernicke’s area المتعلقتين باللغة والموجودتين في النصف الأيسر من الدماغ، وأهم ما توصلت إليه الدراسات الحديثة هو:

1- تؤدي عدة مناطق في الدماغ بعيدًا عن تلك المنطقتين التقليديتين دورًا مهمَّا وفعالًا في استخدام اللغة.

2- تشارك مناطق اللغات أيضًا في معالجة المعلومات غير اللغوية مثل جوانب محددة من الموسيقا.

3- أُثبت عدم صحة فكرة أن هناك مناطق معينة في الدماغ ترتبط باضطرابات لغوية معينة على عكس ما كان شائعًا، وقد أصبحت هذه المعلومات الجديدة متاحة بسبب التحسينات الكبيرة في قدرتنا على رؤية ما يحدث في الدماغ عندما يتحدث الناس أو يستمعون، ومن تراكم العديد من البيانات عن فقدان القدرة على النطق وتحليلها على مدار سنوات.

كيف تغيرت أبحاث اللغويات العصبية؟

كانت البحوث في مجال اللغويات العصبية على مدى أكثر من مئة سنة معتمدة كليًّا على دراسة الفهم اللغوي والإنتاج لدى من يعانون فقدان القدرة على النطق، وقد توسعت هذه الدراسات المتعلقة بالمعلومات عن مكان وقوع الإصابة في الدماغ، ووجب على أطباء الأعصاب استنتاج تلك المعلومة عبر دراسة القدرات الأخرى المفقودة المصاحبة لفقدان النطق، ومعلومات تشريح الجثث التي لم تكن متاحة في كثير من الأحيان، وتمكنوا بعد ذلك من دراسة عدد قليل من المرضى الذين كانوا على وشك الخضوع لعملية جراحية لتخفيف الصرع الشديد أو استئصال الأورام عن طريق التنبيه الدماغي المباشر، عندما كانت هناك حاجة طبية لتوجيه الجرَّاح ليبعد عن المناطق الأساسية المسؤولة عن استخدام المريض للغة.

بدأت دراسات التصوير بالأشعة السينية المحوسبة من الجيل الأول (فحص CAT والأشعة المقطعية CT) ودراسات تدفق الدم الدماغي الشعاعي (تصوير الأوعية الدموية) بالظهور في دراسات المراقبة والتجربة في أوائل السبعينيات، ولكنها أعطت معلومات أولية عن مكان الإصابة في الدماغ، وساعدت تقنيات تصوير الدماغ الأولى هذه على تحديد المناطق المتضررة في الدماغ أو المناطق التي حُبس فيها تدفق الدم، لكنها لم تتمكن من تزويدنا بمعلومات عن النشاط الفعلي الذي يحدث في الدماغ. ونتيجة لذلك لم يتمكن الباحثون من متابعة ما كان يحدث في أثناء معالجة اللغة لدى المتحدثين الطبيعيين أو المصابين بفقدان القدرة على النطق، وكان هدف الدراسات التي أُجريت في تلك الفترة على المتحدثين الطبيعيين هو معرفة أي جزء من الدماغ يؤدِّي الدور الأكبر فيما يتعلق بوظائف اللغة المنطوقة أو المكتوبة، وذلك بسبب صعوبة الحصول على تلك المعلومات التي تتوفر في المختبرات وفي تجارب صعبة الظروف مثل الاستماع لأنواع مختلفة من المعلومات في الأذن اليمنى واليسرى معًا في الوقت نفسه.

بدأت اللغويات العصبية تتحول جذريًّا منذ عام 1990، وتمكن الباحثون مع التقانات الحديثة من دراسة كيفية معالجة للغة في أدمغة المتحدثين الطبيعيين، وكيف يعالجها الدماغ المصاب ويعوض عنها، وتتيح لنا هذه التقانات الحديثة مراقبة نشاط الدماغ في أثناء القراءة والاستماع والتحدث وتساعدنا على تحديد مساحةِ المناطق المتضررة الفعليةِ في الدماغ، ويمكننا تحديد مكان الإصابة بدقة بواسطة التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)، الذي يعطي صورًا واضحة تبين مناطق الدماغ المتضررة. بالإضافة إلى التطور الملحوظ الذي طرأ على دقة الصور التي نحصل عليها بالأشعة المقطعية، يمكننا تتبع نشاطِ الدماغ المستمرِّ بعدة طرائق، أفضلها هو الكشف عن الإشارات الكهربائية والمغناطيسية التي ترسلها الخلايا العصبية إلى بعضها بعضًا باستخدام أجهزه الاستشعار خارج الجمجمة (التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي fMRI والرنين المغنطيسي وتخطيط كهرباء الدماغ EEG وتخطيط الدماغ المغناطيسي MEG والتيار المتعلق بالحدث ERP)، أمَّا الطريقة الثانية فهي مراقبة توزيع الأشعة تحت الحمراء في الغشاء العصبي التي يمكن أن تخترق الجمجمة بمسافة إنش واحد داخل الدماغ، وأمَّا الطريقة الثالثة فهي تتبُّع التغيرات في تدفق الدم إلى مناطق مختلفة في الدماغ بواسطة مراقبة مستويات تركيز الأكسجين أو مراقبة الطريقة التي يمتص بها الدم الأشعة تحت الحمراء القريبة (NIRS). يمكن أيضًا أن يتغير نشاط الدماغ مؤقتًا عن طريق التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة (TMS)، لذلك يمكن للباحثين رؤية آثار هذا التحفيز في طريقة حديث الناس واستماعهم وفهمهم للغة. بعض هذه الطرائق خالية من المخاطر مثل NIRS وEROS وERP وEEG وTMS، لذلك يمكن استخدامها أخلاقيًّا لإجراء البحوث على المتحدثين الطبيعيين والمصابين بفقدان القدرة على النطق الذين ربما لن يستفيدوا من مشاركتهم في هذه الاختبارات.

ومن المعقد جدًّا معرفة تفاصيل كيفية اندماج المعلومات من أجزاء مختلفة من الدماغ في الوقت نفسه، لذلك طرأ تقدُّم آخر في التطور في طرائق استخدام أجهزة الكمبيوتر لمحاكاة ما يحدث في أجزاء من الدماغ في أثناء القراءة والتحدث.

قد تساهم الدراسات التي تُجرى لمعرفة ما يقدر أو لا يقدر على فعله المصابون بفقدان القدرة على النطق واضطرابات اللغة الأخرى في فهم العلاقة بين الدماغ واللغة، فعلى سبيل المثال تشير الدراسات التي يقارَن فيها أداء المصابين بفقدان القدرة على النطق في اختبارات النحو بتصوير أدمغتهم المفصل إلى وجود اختلافات فردية مهمة في أجزاء الدماغ المعنية باستخدام قواعد اللغة. بالإضافة إلى ذلك تشير المقارنة بين المصابين بفقدان القدرة على النطق بين عدة لغات إلى أن أعراض فقدان النطق تتباين حسب اختلاف اللغة بالاعتماد على المجالات المتاحة للأخطاء اللغوية التي توفرها كل لغة، فمثلًا في اللغات التي تتعدد فيها الضمائر والصفات المذكرة والمؤنثة يمكن أن يخطئ من يعانون فقدان القدرة على النطق في جنس الكلمات في أثناء التحدث، في حين إنه في اللغات التي لا تتعدد فيها جنسانية الضمائر والكلمات لا تظهر لديهم هذه المشكلة بالتحديد.

المصدر: 

هنا