هل تعلم والإنفوغرافيك > إنفوغرافيك

مشكلة القاموس الإشاري العربي للصم

لكلّ لغة قاموس،وأخصائيون لغويون يعنون بها كي يبقى التواصل حيّاً بين الأفراد،و كي تكون اللغة أيضاً وسيلة للتعلم لا مجرد أداة تواصل عاديّة.

 

 

 

 

 

 

 

فمثلاً على مستوى الوطن العربي..تنوع اللهجات كان سيشكل عقبة كبيرة في التعليم و التواصل بين العرب لولا وجود لغة فصحى تجمعهم...لغة معتمدة لها مجمع لغوي خاصّ بها،و قاموس يجمع مفرداتها ويوثّقها،و أخصّائيون يجتهدون لتطويرها و إحيائها.

 

 

 

 

 

 

 

هذه الضوابط جميعها للأسف غير موجودة في لغة الإشارة(العربيّة خصوصاً)..فهي عبارة عن لغة بدائية بطبيعتها..لا قواعد ثابتة لها،فتشكيل جملة اشاريّة يتبع تسلسل الفكرة في الدّماغ البشريّ دون تعقيد. 

 

 

 

 

 

 

 

فمثلاً الجملة التالية في اللغة العربيّة"كلّ مرّة أرى فيها جدّي يحدّثني عن الطّلقة التي أصابته في حرب تشرين"جملة تخضع لضوابط معيّنة ، تصاريف ،إعراب..بينما هي بلغة الإشارة تترجم حسب التّسلسل الزمنيّ والمنطقي دون تعقيد"زمان_حرب تشرين_جدي مصاب بطلقة_الآن_كل مرة أراه_يُريني الطّلقة"

 

 

 

 

 

 

 

فلغة الإشارة لا تملك ضوابط إعرابية تبيّن المرفوع والمنصوب كي نميز الفعل و المفعول به وغيره..و ليس ثمّة تصاريف للأفعال فإشارة"كَتَبَ" هي ذاتها اشارة"يَكتُبُ" هي ذاتها اشارة"اِكتُبْ" هي ذاتها إشارة"كَاتب"،فالقاموس الإشاريّ العربيّ الموحّد لا يكترث لتصاريف الأفعال،مفرداته لا تتجاوز ال4000 مفردة..مفردات بسيطة كالخضروات والبلدان و بعض المفردات العلمية البسيطة..بينما لا يحوي مفردات تخصّصيّة ترتقي لمستوى مفردات أكاديمية تدعم تعليم الصّم في مراحل تعليميّة متقدّمة.

 

 

 

 

 

 

 

الموضوع كارثيّ وليس بسيطاً كما يتخيّله البعض..ففي المؤسّسات التّعليميّة العاديّة يخترع المدرّس مفردات تعليميّة مؤقّتة تلائم مزاجه..دون توثيق ودون الاستفادة من بعض القواميس العالميّة..وفي العام القادم حين يأتي أستاذ جديد يخترع مفردة اشاريّة أخرى لذات المفردة التعليميّة ويُلزِم طلابه الصّم بها،ولربما لن يدرك الطّالب أنّها ذاتها المفردة القديمة التي تعلّمها من قبل.

 

 

 

 

 

 

 

أمّا بالحديث عن المؤسّسات التعليميّة الّتي(تُعنَى بالفعل)بتعليم الصّم فالمصيبة ليست أصغر..فهم يتشاورون ويتباحثون لوضع مفردة علميّة مستعينين بجذر الكلمة في اللّغة العربيّة وبعض القواميس العلميّة..يوثّقون المفردات ولكن!!هي مفرداتهم فقط!!ليست موحّدة في لغة الاشارة..لا يلبث الطالب أن يغادر هذه المؤسسة لغيرها حتى يصطدم من جديد بمفردات جديدة! 

 

 

 

 

 

 

 

كل مؤسّسة تفخر بمفرداتها وتتشبّث بها..لو أنّ الجهود هذه تتكاتف وتغدو لغة الصم موحدة فعلاً.. من المؤلم أن الأصمّ يملك مع أهله لغة..مع أصدقائه لغة..مع مدرّسيه و وسطه التعليميّ لغة..وخارج نطاق حيّه لغة!

 

 

 

 

 

 

 

مؤلمة هي العزلة الاجتماعية التي يعاني منها الأصم،من المؤلم وجود قاموس اشاريّ عربيّ موحّد لا يكفي ليتم الأصم مرحلته الثانوية بسلام.. من المؤلم أنه ثمّة 10 مليون أصمّ في الوطن العربيّ تقريباً..10 مليون إنسان مظلوم تعليمياً،بينما من الممكن أن يصنع المعجزات. 

 

 

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

إعــداد: لينا بني المرجة-متطوعة في جمعية ايماء وفي مبادرة الباحثون السوريون