الغذاء والتغذية > التغذية والأمراض

كيف تؤثر التغذية في بداية سن اليأس؟

يؤثر الغذاء في العديد من نواحي الحياة، وكما هو الحال في مرحلة الطفولة والمراهقة والحمل والولادة، لا يختلف سن اليأس عن غيره من مراحل الحياة التي تمر بها النساء، بل يبدو أن تناول أطعمةٍ معينة يمكن أن يؤخّر بدء سن اليأس أو يسرعه.

وقد وجد الباحثون تلازمًا بين النظام الغذائي المتبع وبدء ظهور أعراض سن اليأس لدى النساء، لكنْ دون تحديد الآليات الكامنة وراء التأثير المرصود، وتوصلوا إلى أن تناول بعض الأغذية والوجبات الخفيفة يمكن أن يؤثر في بدء سن اليأس، علمًا أنهم وجدوا أن بدايته كانت وسطيًا في عمر الـ 51 عامًا.

ومن المعروف أن دخول سن اليأس في عمرٍ مبكر يرتبط بالعديد من الأمراض القلبية وهشاشة العظام والاكتئاب، لكنَّه يترافق بانخفاض معدَّل الإصابة ببعض أنواع السرطانات مثل سرطان الثدي والمبيض وبطانة الرحم، وهنا يكمن الجدل في مدى الفائدة المتحصل عليها من تأخير الدخول في سن اليأس.

ومن الأغذية التي ارتبط بتأخر الدخول في سن اليأس ذكر العلماء البقوليات كالبازلاء، والدهون الصحية الموجودة في الأسماك الزيتية مثل السلمون والسردين والماكاريل، إذ ترافقت كل حصةٍ إضافية من البقوليات بتأخرٍ قدره عام واحد، كذلك ترفقت كل حصةٍ إضافية يومية من الأسماك الزيتية مع تأخر سن اليأس بقرابة الثلاثة أعوام.

إضافة إلى ذلك، يبدو أن مدخول الجسم من العناصر المعدنية والفيتامينات الطبيعية؛ أي القادمة من الغذاء وليس من المكملات الصيدلانية، قد ارتبط بتأخر الدخول في سن اليأس، وكان ذلك أكثر تأثيرًا في حالتَي المدخول المرتفع من الزنك والفيتامين B6.

أما فيما يخص الأطعمة التي تسبب بدء سن اليأس في عمر أبكر من المتوسط، فنجد أن الكربوهيدرات المكررة قد احتلت مركزًا مهمًا، ومنها الأرز الأبيض والمعكرونة المصنوعة من طحين أبيض مكرر، وقد ترافقت كل حصة يومية إضافية من الكربوهيدرات المكررة مع تراجع الدخول في سن اليأس بفترةٍ قدرها عام ونصف.

يُذكر أن البحث شمل أكثر من 35 ألف سيدة تتراوح أعمارهن بين الـ 35 والـ 69 عامًا، واتُّبع أسلوب الاستبيانات الغذائية في جمع البيانات الخاصة بالمشاركات ونمط تغذيتهن وتاريخهن الإنجابي وسواء اتَّبعن أي علاجات هرمونية قبل المشاركة، واستمر الباحثون بمتابعة المشاركات ومراقبة أعراض الدخول في سن اليأس.

كذلك حرص الباحثون على أخذ جميع العوامل المؤثرة في سن اليأس بالحسبان، فضلًا عن تقسيم السيدات المشاركات إلى عدة مجموعات بناءً على مرورهن بتجربة الأمومة أو كونهن يتَّبعن نظامًا نباتيًا أو عاديًا، وتبين هنا أن الوجبات الخفيفة (السناكات) غير الصحية مثل الشيبس وشبيهاتها قد ترافقت مع بدء سن اليأس قبل عامين من المتوسط، وتأخر لدى النساء غير المنجبات اللواتي تناولن كميةً أكبر من العنب ومنتجات الدواجن.

ويمكننا تلخيص تلك النتائج بالإشارة إلى التأثير الإيجابي للبقوليات والعنب والأسماك الزيتية في تأخير سن اليأس، ومن المرجح أن يعود ذلك إلى محتواها من مضادات الأكسدة التي تؤدي دورًا مهمًا في نضج البيوض وتحررها من المبيضين. في حين نجد أن تناول الكربوهيدرات المكررة يزيد أيضًا خطر الإصابة بمقاومة الأنسولين، التي يمكن أن تتداخل مع فعالية الهرمونات الجنسية وتزيد مستويات الإستروجين رافعةً بذلك عدد الدورات الحيضية ومسببةً نضب البيوض سريعًا، ممَّا يقود بدوره إلى بدء سن اليأس في عمر أبكر من المتوسط.

المصادر:

هنا

هنا