هل تعلم والإنفوغرافيك > إنفوغرافيك

طرق أفضل لتعليم الصم

أخُ إحدى الفتيات الصمّاوات سألها يوماً"كيف تفكّرين"؟

 

 

 

تفاجأَتْ من السؤال،لا يخطر لأحدنا عن ماهية الأفكار التي في رأسه!وبات يشرح لها طويلاً ويخبرها بأنه كسامع فهو (عموماً) يسمع برأسه أصواتاً وهكذا تتبادر الأفكار إلى ذهنه.

 

 

 

فسألها"هل ترين مثلاً صوراً في رأسك تعبّر عن فكرتك؟" حين استطاعت أن تغوص ضمن هذا السياق و تستدعي وعيها ليعبّر عن كيفيّة تدفّق أفكارها دون وعيها..فأخبرته أنها ببساطة ترى صوراً وأيادٍ تتحرك بلغة الإشارة!

 

 

 

نعم،هم يفكرون بشكل بصريّ..لذا فالطريق الأمثل للتواصل معهم و تعليمهم هوة معرفة الدخول إلى عالمهم البصري ومعرفة كيفية رؤيتهم للأشياء،لذلك وجود أصم مثلهم ضمن الكادر التدريسيّ أمرٌ مريح ومساعد.

 

 

 

وبالحديث عن بصريّتهم،مما أثار دهشتي حين قمت بتدريسهم مادة الهندسة أنّ أحدهم كان يعترض ويمتعض حين يرى ميلاناً بسيطاً في أحد الأشكال الهندسية التي أرسمها،لم يكن يوجّه لي ملاحظةً عابرةً..بل كان لا يتوانى عن تصحيح رسمي مرةً تلو الأخرى دون كللٍ أو شعور بالإحراج.

 

 

 

 

 

والمدهش أكثر بكثير وجود ما يسمى في عالمهم"الهمس الإشاري"! 

 

 

 

نعم..فكيف لهم أن يعيشوا فسحة من الشغب المدرسيّ دون همس؟ 

 

 

 

يتمّ همسهم من خلال حركات خفيفة ويستحيل على أي سامع فهمها،حين تراه ستعتقد انه يفرقع أصابعه أو يحرّكها دون إرادته..بينما هو في الواقع لربما يخبر صديقه بنكتة..وصديقه يفهمها تماماً و يهمهم 

 

ضاحكاً لدقائق!

 

 

 

لابدّ من تسخير هذه القدرة البصرية لتعليمهم،سواءً كان المعلم أصمّاً أم لا..ولكن من الخطوات المتنوّرة التي نستطيع من خلالها أن نرقى بتعليم الصّمّ أن نستعين بأصم متميّز بإحدى المواد التعليميّة،فليس لأحد أن يفهم بصريتهم وعالمهم الصوري أكثر من معلم أصم مثلهم،طبعاً بوجود مدرّس مختص بالمادة في بعض المراحل. بذلك تصل المعلومة إلى فكرهم دون إجهاد كبير في الترجمة اللولبية التي تسير في دماغ المدرس السامع(فكرة مجردة-ترجمة الفكرة للعربية كمفردات-إعادة قولبتها لتلائم تركيب الجملة لدى الاصم-ترجمة المفردات اشارياً بعد قولبة الجملة-تأدية الاشارة).

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

إعـــداد: لينا بني المرجة-متطوعة في جمعية ايماء و في مبادرة الباحثون السوريون.