الاقتصاد والعلوم الإدارية > العلوم الإدارية

لماذا أصبحت ثقافة الشركات أكثر أهمية؟

يمكن القول أنَّ ثقافة الشركات دائمًا ما كانت مهمة للغاية، لكنَّها أصبحت نقطة شائعة في معظم الحوارات حديثًا؛ لا سيَّما في السنوات العشرين الماضية، إلَّا أنَّها أصبحت عند البعض مجرد كلمة طنانة فقدت بعض من معانيها الأساسية بسبب كثرتها وكثرة النقاشات الدائرة عنها، لذا لا يمكن عدُّ ثقافة الشركات مبالغًا فيها في الواقع الحالي، بل تُعدُّ في غاية الأهمية، وذلك لاستمرار تطوُّر أنظمة العمل.

لماذا نقول هذا؟

فوائد ثقافة الشركات القوية:

هناك الكثير من الفوائد الناتجة من ثقافة الشركات القوية والمفيدة للنشاط التجاري:

1- الهوية: وذلك يخصُّ المبتدئين في العمل التجاري؛ إذ تساهم ثقافة الشركات في تحديد قيمة الشركة، فعلى سبيل المثال إذا كانت أولوية أهدافك مستنبطةً من ثقافتك عن الشركات والمؤسسات؛ فسيكون من المحتمل لجوء عملائك إليك لتحقيق

أهدافهم. هذه هي الطريقة الجيدة لتحديد توجُّه موظفيك، والقدرة على الحفاظ على ذلك التوجُّه، وبدونها لا يمكن الحفاظ على ترابط قِيَم الشركة.

2- الاحتفاظ بالكادر الوظيفي: إنَّ ثقافة الشركات القوية لديها القدرة على جذب مواهب جديدة، والأهم من ذلك قدرتها على الاحتفاظ بتلك المواهب، فعندما يشعر الموظفون بالولاء الكبير للشركة فمن المحتمل أن يلتزموا معها على المدى الطويل، وهذا يعني انخفاض معدَّل دوران الموظفين وبعدد أقل من أفراد الكادر الجديد، وهذه أفضل تركيبة للتعامل مع فريقك.

3- الصورة: تعزِّز ثقافة الشركات هويةَ علامتك التجارية أيضًا، فإذا كنت تتعامل مع موظفيك بجوٍّ من المرح فسيرى العملاء ذلك علامةً يميِّزون بها عملك، وذلك بالاعتماد على التركيبة السكانية التي تستهدفها؛ ما قد يعود بالنفع الكبير على مبيعاتك، وستؤثِّر إيجابيًّا في ولاء عملائك أيضًا.

هذه هي المبادئ الأساسية لثقافة العلامة التجارية التي يجب أن تكون على دراية بها، تلك الثقافة التي ستصبح أكثر أهمية؛ ممَّا يعني أنَّ جميع الأبعاد سابقة الذكر سوف تزيد مع ذلك التوسُّع، فتصبح تلك الزيادة بالغة الأهمية.

الاتجاهات والمنافسة:

إنَّ أحد أكبر العوامل المحفزة هو أنَّ حقيقة ثقافة الشركات أصبحت أكثر شيوعًا وتطوُّرًا، فالكثير من الشركات حوَّلت معظم أهدافها الإستراتيجية لخلق ثقافات أكثر شمولًا للعلامات التجارية، والحفاظ عليها باستمرار تطويرها؛ ولكن لماذا؟

لأنَّ الثقافة تتطوَّر مع مرور الزمن، وقد أشارت الدراسات إلى التعثُّر الكبير للشركات ذات الثقافة المؤسساتية الضعيفة أو غير الموجودة أصلًا، وأنَّ مصطلح "ثقافة الشركات" يُذكَر في أوساط رواد الأعمال فقط.

قد تظنُّ أنَّ هذه السيناريوهات مرنة للغاية؛ ولكنَّنا نشجِّعك على التركيز على الثقافة على نحو أبسط؛ لأنَّ الشركات الأخرى المنافسة لك تفعل ذلك تمامًا، من ناحية توظيف أشخاص جدد أو من حيث جذب العملاء، فإذا لم تواكب التطوُّر وتجد طريقًا مميَّزًا لك؛ ستبقى في آخر الدرب وراء كلِّ المنافسين.

توقُّعات الألفية:

شئنا أم أبينا؛ فإنَّ جيل الألفية هم من سيقودون تغيُّرات الأعمال كافة في المستقبل القريب، فإذا فشلتَ في جذب مواهب تلك الفئة؛ قد يكون نموُّك بطيئًا، و ستمتلك -في النهاية- قليلًا من المواهب في شركتك.

ومع ذلك، فإنَّ جيل الألفية لن يقبل سوى بثقافة شركات قوية من إحدى الاتجاهات، وذلك لتحديد الجهة التي سيعملون من أجلها، فإذا لم تكن لديك ثقافة مؤسساتية قوية؛ ستخسر كثيرًا من الكوادر في المستقبل.

هل حان الوقت لاستبدال ثقافة الشركات بثقافة التدقيق؟

بمجرد الوثوق بأنَّ مستقبل نشاطك التجاري يكمن في ثقافتك المتعلِّقة بالشركات -وهو ما سيصبح أكثر أهمية لاحقًا- فقد ترغب في تطبيق ثقافة التدقيق تطبيقًا أساسيًّا لتستطيع تقييم ماهية المرحلة التي تقف فيها حاليًّا.

ابحث عن الفجوة وضعْ الإجراءات المناسبة لتصحيحها!

النظرية هي كيف تحدِّد مستوى ثقافة شركتك؟ وأين تُعرَّف؟ وكيف تحدِّدها تحديدًا دقيقًا؟ وهل الخطط الموضوعة من قبلك عَرِف بها كلُّ موظفوك الجدد؟

الاستيعاب: كيف يمكنك قياس مستوى استيعاب الموظفين الحاليين لديك لثقافة شركتك؟

أنشئ استبيانًا ووزِّعه عليهم، ومن ثمَّ ستتمكَّن من معرفة مدى معرفتهم بقيمة علامتك التجارية.

التناسق: حتى إذا كان العاملون يدركون ثقافة عملك؛ فقد لا يفرضونها أو يعيشونها على نحو متناسق، فكم مرة ترى القادة يفشلون في تنفيذ ثقافتهم المثالية؟ وماذا عن عملك؟!

ليس هناك أيَّ أنموذج موحَّد لثقافة الشركة الصحيحة؛ وذلك لاختلاف الأعمال بعضها عن بعض، ولكنَّك ستحتاج بالتأكيد إلى مجموعة من القيم الثابتة والقوية إذا أردت البقاء في بيئة قائمة على التنافس الدائم.

المصدر:

هنا