العمارة والتشييد > الترميم وإعادة التأهيل

من معمل ورقٍ إلى مصنعٍ للجن

المشروع عبارة عن مصنع لتقطير مشروب الجن (أي مقطرة gin)، يقع في مقاطعة هامبشر على الساحل الجنوبي من بريطانيا بمساحة 4500 م2، وقد تولَّى مكتب Heatherwick Studio & partners إعادة تأهيل المبنى عام 2014.

كان المبنى مصنعَ ورقٍ سابقًا يعمل بقوة المياه، وتضمَّن الموقع أكثر من 40 بناءٍ مهملٍ ذي قيمةٍ تاريخيةٍ مميزة، وكان استرداد هذه الأبنية وإعادة تهيئتها جزءًا من التصميم المعماري والذي اعتمد في خطة تطوير الموقع على نهر Test، إذ كان مخفيًّا بالكامل تقريبًا وتحتويه قناةٌ إسمنتيةٌ ضيقةٌ بجانبين مرتفعين، وغُطِّيَ من الأعلى بسبب توسُّع الموقع بكثافة عبر السنين.

أصبح النهر المحور الذي تنظَّمت حوله منشآت الموقع، وجُعِل أعرض وفتحت ضفَّتيه وزُرعت النباتات فيها بهدف خلق مسارٍ يجذب الزوار إلى ساحةٍ مركزيةٍ محاطةٍ بأبنيةٍ تاريخية جُدِّدت حديثًا، وأصبح النهر أعرض بأكثر من ضعف عرضه السابق لجعل المياه مرئيةً أكثر وإعطائها أهميةً أكبر.

تضمَّن ملخَّص المشروع الأصلي للمكتب المعماري إنشاءَ مركزِ استقبالٍ لزوار المصنع منفصلٍ عن المصنع ذاته، لكنَّ فريق التصميم وجد أنه ليس ضروريًّا وفضلوا السماح للعامة باختبار تجربةٍ حقيقيةٍ عبر الاقتراب من عملية التقطير ورؤية أدوات التقطير النحاسية المستخدمة لصنع مشروب الجن.

اقترح المخطط الأصلي إنشاء بيتين زجاجيين لتنمية عينات من 10 فصائل لنباتاتٍ غريبةٍ تُستخدم في عملية تقطير مشروب الجن Bombay Sapphire، ويتضمَّن أحدهما بيئةً استوائيةً رطبة، والآخر مناخًا متوسطيًّا جافًّا، ويبدأُ البيتان الزجاجيان من غرفة التقطير ويمتدان إلى الخارج نحو ماء النهر ليستقرا ضمنه.

تسمح هذه الوصلة من غرفة التقطير إعادةَ استخدام الحرارة الناتجة عن عملية التقطير للحفاظ على مناخٍ دافئ مناسبٍ لنمو النباتات في البيتين الزجاجيين.

تأثَّر التصميم المتدفِّق الشكل للمباني الزجاجية الجديدة بالتقدُّم في تقنيات الزجاج مؤخرًّا وبحدائق النباتات الزجاجية المزدهرة عبر تاريخ بريطانيا، وحقَّقت "المقطرة النباتية" الحديثة معدل "امتياز" في الاستدامة وفق مقياس BREEAM*، وهي المنشأة الأولى في مجال صناعة المشروبات التي تحقق هذا التقييم.

ما رأيك بهذا المشروع؟ وهل تؤيِّد هذه الطريقة في تجديد الأبنية القديمة؟

*BREEAM : نظام تقييم رائد عالميًّا يُعنى بتقييم استدامة المباني والمشاريع التخطيطية والبنية التحتية.

المصدر: 

هنا

هنا