منوعات علمية > العلم الزائف

"علم" المنعكسات >> "Reflexology"

-لمحة تاريخية:

أول من أدخل علم المنعكسات إلى أمريكا هو طبيب أنف-أذن-حنجرة يُدعى وليام فيتزجيرالد (William H. Fitzgerald، M.D. 1872-1942) عام 1913، وأطلق فيتزجيرالد اسم (علاج المنطقة) على هذا النوع من الممارسة.

قسم فيتزجيرالد الجسم إلى عشرة أقسام في خطوط أفقية، ومن ثمَّ طوّر يونيس دي إنغهام (Eunice D. Ingham) علم المنعكسات في ثلاثينيات القرن الماضي وأربعينياته مركِّزا على منطقة القدم، وأكملت مسيرته بعده تلميذته ميلدريد كارتر (Mildred Carter)، إذ أعلنت في عام 1993 أن علم المنعكسات هو علم المعجزات؛ فهو ليس علاجًا آمنًا وفعّالًا ضد الأمراض الفتاكة فحسب، لكنه يمنع تأثير الشيخوخة، ويعالج الشعر، ويعيد نضارة البشرة، ويمكن للمريض الحصول على فوائده دون آثار جانبية ودون تكاليف لأنه علاجٌ من المنزل.

-ما هو علم المنعكسات (reflexology)؟

هو أحد العلوم الزائفة الذي يقوم على ضغط مناطق معيّنة في القدمين أو اليدين أو الأذنين؛ إذ يرتبط  كل جزء منها بأحد أعضاء الجسم، فمثلًا إذا ضغطَ إبهام المُعالِج دائريًّا أصابعَ القدمين الكبيرة للمريض فإن المريض سيُشفى من أوجاع الرأس وآلام الحيض. إما في علاج آلام الظهر والعمود الفقري فيُضغَط على طول إصبع الإبهام من داخل القدم اليسرى إلى الكعب.

وهناك طرائق لعلاج السكري وضعف النظر وسقوط الشعر تحتاج إلى ضغط عدة مناطق، وإلى وقت محدد في خلال فترة معينة للحصول على نتائج (مضمونة).

يمارس كثير من المعالجين أو مختصي "المساج" هذه العلاجات اليوم على الرغم من عدم وجود جامعة متخصصة أو معاهد لتدريس هذا العلم، ولكن أُنشِئت مراكز للعلاج بهذه الأساليب وتتراوح قيمة الجلسة بين 30 إلى 100 دولار بحسب الحالة وطريقة العلاج.

وكذلك تُباع منتجات عديدة تُعامَل معاملة المنتجات الطبيّة؛ كالأحذية وأدوات مساج الأقدام وإكسسوارات توضع داخل الأحذية.

-رأي العلم:

في عام 2010 نشرت المجلة الطبية (Maturitas) خلاصة 23 دراسة موثّقة؛ وكانت نتيجتها أن علم المنعكسات لا يُعدُّ علاجًا فعّالًا لأيّة حالة مرضية، وأنَّه ليس هناك أيُّ دراسة أو بحث علمي يتبع المنهجية العلمية الصحيحة يمكنه أن يثبت فعالية هذا العلم.

med/21111551'>هنا" target="_blank" rel="noopener noreferrer">هنا

وعلى الرغم من ذلك فإنَّ إثبات زيف هذه الممارسات بمنهجية علمية قد يكون مستحيلًا أو صعبًا جدًّا؛ لأنّه يحتاج إلى إجراء دراسات تمتد طول حيوات المرضى، الذي قد يعرّضهم لأخطار حقيقية؛ كحرمانهم من طرائق العلاج المعتمدة طبيًا، إضافةً إلى أن إخضاع البشر للتجارب ينافي أخلاقيات البحث العلمي، وبذلك يُخدَع كثير من عامة الناس بهذه الطرائق المزيّفة للعلاج.

هل يُعدُّ العلاج بهذه الطريقة مُضرًّا؟

لا يوجد ضرر مباشر، ولكن تكمن المشكلة في أنَّ ممارسات العلاج بالمنعكسات تلقى قبولًا عند كثير من الأشخاص لكونها مريحة ولا تحتاج إلى أي أدوية ولا يسبب علاجها أي آثار جانبية، ولكن قد يؤدي تضليل المريض وَوهمه بأنه يحصل على علاج فعال إلى نتائج كارثية؛ فقد يتوهم المريض أنه يحصل على العلاج المناسب، وهذا ما سيحرمه من الحصول على الرعاية الطبية الحقيقية اللازمة، ممّا يؤدي إلى تدهور حالته الصحية.

من جهة أخرى؛ في حال استبدِل بالعلاج الطبي العلاجُ بالمنعكسات فقد يتوهّم المعالجون أن بإمكانهم معالجة جميع الأمراض بسبب إيمانهم وثقتهم المطلقة بما يفعلون، مما قد يغرقهم في بحر من المشكلات، كما حدث في إحدى الحالات التي توهّمت فيها المعالجة بأنه باستطاعتها مساعدة المريضة على الولادة، وحدثت الكارثة إذ توفي الطفل وحُكِم عليها بالشروع بالقتل.

توصي منظمة (NCAHF) غير الربحية -المحارِبة للعلوم الزائفة- المعالجين والمرضى بأن يُعدّوا ممارسات علم المنعكسات مجرد مساج مريح للأقدام، وتقتصر فوائده على إزالة التوتر والعناية بالأقدام ومساعدة المريض على الاسترخاء والهدوء. وتحثّ مختصّي الصحة على  التحذير منهم ومن ادعاءاتهم -عن ممارساتهم المفيدة للصحة والفعالة للشفاء من الأمراض- غير المثبتة.

ومع أنه من المعروف أن  كل ادعاء من غير دليل لا يحتاج دليلًا لرفضه؛ لكننا حاولنا في هذا المقال الرد على الأخطاء العلمية لعلم المنعكسات وتبيان زيف من يدَّعون العلاج به، لذلك ننصحك بالحصول على مساج للقدمين إن أحببت، ومن ثمّ التوجه إلى الطبيب لتشخيصك علميًّا والحصول على الدواء المناسب لحالتك.

هل تملكون أي قصص خاصة مع هذا العلم الزائف؟ أم هل سبق أن جرَّبتم "العلاج" عن طريقه؟ أخبرونا بالتعليقات إذًا.

المصادر:

هنا

هنا

هنا