الديسك (القرص المُنفتق) - الجزء الثالث

نتابع معكم في الجزء الثالث والأخير عن مرض الديسك، ونستكملُ في هذه المقالة أنواع العمليات الجراحية التي تُجرى لمرضى الديسك، وما الفوائد والآثار الجانبية المترتبة على هذه الجراحات.

إضافة إلى ما ذكرناه؛ فلا يحتاجُ معظم الأشخاص الذين لديهم قرص مُنفتق إلى جراحة؛ إذ يجب أن تبدأ الراحة والعلاجات الأخرى بتحسين الأعراض في أثناء أربعة إلى ستة أسابيع، ولكنْ إذا لم يشعر المريض بأيّ تحسّن، فيمكن اختيار الجراحة في الحالات الآتية:

-عدم الاستفادة من مسكنات الألم والحقن والعلاج الفيزيائي.

-استمرار الأعراض في التّدهور.

-وجود صعوبات في الوقوف أو المشي (هبوط القدم).

-عدم القدرة على استمساك البول، أو البراز؛ ما قد يستدعي تداخلًا جراحيًّا إسعافيًّا.

أنواع عمليات القرص المنفتق الجراحية:

1. جراحة الأقراص الاصطناعية -الاستبدال الجراحي- للقرص المُنفتق:

يُجرى شقٌّ عن طريق البطن في جراحة القرص الاصطناعي، وإزالة القرص المصاب واستبداله، ويُرشَّح نسبة صغيرة من المرضى فقط لهذه الجراحة، وهم المرضى الذين يعانون التنكُّس في قرص واحد فقط، بين الفقرة القطنية الرابعة والخامسة، أو بين الفقرة القطنية الخامسة والعجزية الأولى، وإضافة إلى ذلك يجب أن يكون المريض قد خضع فترة لا تقل عن ستة أشهر من العلاج المحافظ، مثل العلاج الفيزيائي أو معالجة الألم أو ارتداء دعامة الظهر دون أي تحسن، وإضافة إلى ذلك يجب أن يكون المريض في حالة صحية جيدة على نحو عام دون وجود علامات للعداوى، أو هشاشة العظام أو التهاب المفاصل، وإذا أُصيب المريض بتنكّس أكثر من قرص واحد، فإن المريض لا يعود مرشحًا لهذه الجراحة.

2.  استئصال القرص Diskectomy:

يزيل الجراح الجزء المنفتق من القرص فقط لتخفيف الضغط على الأعصاب عن طريق هذه الجراحة بينما يبقى الجزء السليم في مكانه، ويمكنه إجراء الجراحة بطريقتين: إما استئصال الجزء المنفتق عن طريق إجراء شق في الظهر أو الرقبة، وإما الاستئصال عن طريق شق أصغر بكثير، وإدخال أنبوب رفيع مزوَّد بكاميرا في إحدى نهايتيه لرؤية القرص المنفتق وإزالته بما يدعى بالجراحة المجهرية.

3. استئصال الصفيحة الفقرية Laminectomy أو قطع الصفيحة الفقرية Laminotomy:

يمكن إزالةُ قطعةٍ صغيرةٍ -في بعض الحالات- من منطقة من الفقرة المصابة تسمى الصفيحة (وهي الجزء الرقيق من الفقرة الذي يُشكّلُ قوسًا حول الحبل الشوكي لحمايته) ويطلق على هذا الإجراء اسم "قطع الصفيحة الفقريّة laminotomy" ويهدف لتخفيفِ الضغط على الجذور العصبية.

قد نلجأ إلى إزالة معظم الصفيحة أو كاملها عن طريق إجراءٍ يُسمّى "استئصال الصفيحة الفقريّة laminectomy" إضافة إلى إزالة الأنسجة المتسمكة التي تضيق القناة الشوكية.

4. دمج الفقرات Spinal Fusion:

قد يدمج الجراح الفقرتين بعد استئصال القرص أو قطع الصفيحة الفقرية على جانبي القرص المنفتق عن طريق تطعيم العظم لجعل العمود الفقري أكثر ثباتًا، وإضافة إلى ذلك يمكن استخدام أدوات مثل المسامير والصفائح لتوفير المزيد من الدعم للعمود الفقري، وسيحد هذا الدمج من حركة العظم، ويمنع من الشعور بأي ألم.

قد يُوصي الجرّاح بعد جمع هذه المعلومات المفيدة بإحدى العمليات الجراحيّة السابقة، وقد يحتاج الشخص في بعض الحالات إلى مجموعةٍ من العمليات الجراحيّة، أو قد يُكتفى بالعلاج المحافظ، أو يتبع أحدهما بالآخر.

في حال إجراء العملية الجراحيّة للقرص المُنفتق، تكون فوائد الجراحة كالآتي:

-         قد تخفّفُ الجراحة من الألم على نحو أسرع من العلاجات غير الجراحيّة.

-         يمكن لمعظم النّاس مع الجراحة العودة إلى أعمالهم، أو أنشطتهم الأخرى في وقتٍ أقرب.

أما المخاطر:

فقد تتضمن أية عملية جراحيّة بعضًا من المخاطر متضمنة النّزيف والإنتان والمخاطر الناجمة عن التخدير، والموت، إضافة إلى وجود خطر طفيف بأذية العمود الفقري أو الأعصاب.

ويتشكل لدى بعض الأشخاص كثيرٌ من الأنسجة الندبية في منطقة الجراحة؛ إذ يمكنُ لهذه الأنسجة أن تضغط على الأعصاب وتسبّب الألم.

وهناك احتمالٌ بأنّ الجراحة قد تفشل بتخفيف الأعراض، وحتى إذا تحسّن الشخص بعدَ الجراحة، فهناك احتمال ظهور أعراضٍ جديدة في المستقبل.

وقد لا يتمكّن الشخصُ من العودة إلى جميع أنشطته العادية عدة أشهر على الأقل.

ما الذي يمكن توقّعه في أثناء فترة الشفاء؟

تكون جراحة القرص المُنفتق فعالةً غالبًا، ويكون ذلك على نحو أسرع من العلاجات الأخرى؛ إذ يجبُ بدء تحسّن الأعراض مثل الألم والضعف والخدر في غضون أسابيع قليلة بعد الجراحة.

ويمكن أن يُساعدك العلاج الفيزيائي أو إعادة التأهيل على التعافي على نحو أسرع بعد الجراحة، ويمكنك الذهاب إلى مركز إعادة التأهيل، أو ممارسة التمارين في المنزل، وإضافة إلى ذلك يمكنُ أن يساعدك المشي أيضًا على استعادة الحركة في عمودك الفقريّ.

ويجب الحرص في الأسابيع القليلةِ الأولى بعد الجراحة على عدم:

-رفع الاشياء الثقيلة.

-الجلوس فترات طويلة من الزمن.

-الانحناء أو التمدد أكثرَ من اللازم.

وسيخبرك الطبيب عندما تستطيع قيادة السيارة مجددًا، والعودة إلى العمل وتأدية أشياء أخرى، عمومًا يجب أن تكون قادرًا على العودةِ إلى وظيفتك في المكتب في أثناء أسبوعين إلى أربعة أسابيع، أمّا إذا كان عليك رفع الأشياء الثقيلة فقد تضطر لانتظار ستة أسابيع إلى ثماني أسابيع.

ومع ذلك فإن الجراحة تقدم راحةً أسرع من العلاجات الأخرى، ولكنّها ليست دائمًا الخيار الأفضل، فتحدثْ إلى طبيبك بعنايةٍ عن مخاطر الجراحة وفوائدها قبل أن تقرر العلاج.

المصادر:

1-هنا

2-هنا

3- هنا

4-هنا

5-هنا