الطب > طب الأطفال

التخلص من عادة مص الاصبع عند الأطفال

هل تعاني من مشكلة مصّ الأصابع عند طفلك؟؟

هل تعلم ما هي أسباب هذه المشكلة؟ وما هي أضرارها؟

هل برأيك الضرب أو التوبيخ وسائل ناجحة لكبت هذه الظاهرة أم أن هناك حلولاً أنجح؟

وهل هذه المشكلة قابلة للحل أم لا؟


تعتبر عادة مصّ الإصبع أمراً طبيعياً ومعتاداً وغير مَرَضيّ عند الأطفال حديثي الولادة والأطفال الصغار، فقد يلجؤون إلى مصّ إصبع الإبهام أو الأصابع الأخرى أو حتى اليد كلها أو المصّاصة المعتادة (اللهّاية) التي نراها غالباً في أفواه الأطفال. شيئاً فشيئاً يتوقف معظم الأطفال عن تلك العادة في سن تتراوح ما بين الثالثة والسادسة.

و السؤال المطروح بقوة هو لماذا يقوم الأطفال بمص إبهامهم؟؟ و تأتي الإجابة على الشكل التالي: بأنّ لدى كل طفل حافزاً أو رغبةً ملحّةً لعملية المص، ولو فكرنا بهذه الرغبة قليلاً لرأيناها مهمة تلبيةً لموضوع الرضاعة والتعامل مع حلمة الثدي، لكنها تعكس سلبياتها على مص الإصبع. تتضاءل هذه الرغبة وتخفّ عادة بعد عمر ستة أشهر عند أغلب الأطفال، لكنّ البعض الأخر لا يتخلص منها بل يستمر بها كي يخفّف عن نفسه من ضغوط الحياة التي تواجهه في تلك الفترة. وهنا تتحول هذه الظاهرة الفيزيولوجية إلى مرض عندما يبدأ الطفل باستخدامها لإراحة نفسه من الإزعاجات التي يتعرّض لها مثل النعاس أو الملل أو الخوف أو الجوع أو عدم الراحة بشكل عام.

وفي بعض الحالات تصبح هذه الظاهرة استجابةً حقيقيةً أو ردّة فعل تجاه بعض المؤثّرات، مثل المشاكل العاطفية أو عدد من الاضطرابات الأخرى كما في القلق.

و يسأل كثيرٌ من الناس في العيادة وأمام الفريق الطبي السؤال التالي: هل ستسبّب هذه العادة أية مشاكل لطفلي؟

وتكون الإجابة بأنّ هذه الظاهرة غالباً لن تسبّب مشكلة للطفل الذي عمره أقل من أربع سنوات، أمّا عندما يتجاوز الطفل الخامسة أو السادسة من عمره فهنا ستسبّب مواصلته للعادة مخاطر تقود بالنهاية لمشكلة بالنطق أو مشكلة بالأسنان. كما أنّ الاستمرار المديد بها (إزمان العادة) يمكن أن يقود لمشاكل إطباقيّة ظاهرة جليّة عند الأطفال، كأنْ تتّجه الأسنان نحو الخارج، وغالباً ما تنحلّ المشكلة الإطباقية من تلقاء نفسها. سرعان ما يتوقف الطفل عن ممارسة هذه العادة، وفي حال استمراره بها سوف يحتاج معالجة تقويمية مكلفة على الأرجح، أما مشاكل النطق فستتجلّى باللفظ السيئ لبعض الحروف اللثوية وسيعاني اللسان من إعاقة بالحركة أثناء الكلام.

كيفية المعالجة:

ينصح معظم الخبراء بتجاهل الظاهرة ما دام الطفل صغيراً دون الرابعة من العمر أي قبل دخوله المدرسة.

1- يحتاج الأطفال للمعالجة عندما يتجاوزون سن الرابعة مستمرّين بممارستها ( وقد نلاحظ وجود طبقة قلحيّة على إبهامهم- أي جزء متصلّب من الجلد- كعلامة هامّة تشير إلى شدة الظاهرة لديهم).

2- عندما يطلبون المساعدة بأنفسهم من الأهل كي يوقفوا العادة.

3- عندما يشعرون بالحرج أو بالإهانة من قِبل أشخاص آخرين.

4- عندما تتطور لديهم مشاكل بالأسنان أو باللفظ كنتيجة لهذه الظاهرة.

كيف تعالج عادة مصّ الإصبع؟

قد يلجأ بعض أولياء الأمور الى استخدام الضرب والعنف كوسيلة لإيقاف هذه الظاهرة. هنا نقول لهم ليس لممارسة العنف أي نتيجة على الطفل سوى تقليل احترام الذات لديه؛ أي أنّنا ننتقل من مشكلة نفسية بسيطة إلى اضطراب نفسي غير مضبوط الحدود. كل ما هو مطلوب من كل أب أو أم هو تجربة الخطوات التالية مع أفضلية طلب الاستشارة من أخصائي طب أسنان الأطفال:

1- ادخل الى عالم طفلك البريء و شاركه الأفكار وكن صديقَه قبل أن تكون مرشدَه، عندها سيتقبّل منك المزيد من الأفكار التربوية والسلوكية. وحاول أن تشرح له بأنّ هذه العادة ليست جميلة وأنّ هذا الفم الصغير والأسنان الجميلة سوف تفقد جمالها بسببها. وقد تلقى تحسّناً بالاستجابة عند هذه المرحلة، وبحال الفشل ننتقل للمرحلة التالية.

2- نقوم باتّباع نهج المكافأة أو الهدية باستخدام جدول للأيام، فكلّ يوم يجتازه طفلك بدون ممارسة العادة نقدّم له جائزة قد تكون قطعة حلوى أو الذهاب بنزهة أو أي شيء تتفقون عليه، علماً بأنّ عالم الأطفال الخيالي يفرض عليكم طلبات منقطعة النظير. وفي حال فشل هذه الخطوة ننتقل للخطوة التالية.

3- نضع شريطاً لاصقاً مربوطاً بقطعة شاش صغيرة على إبهام الطفل بحيث يعيق عملية المص، فلن يشعر آنذاك بتلك اللذة السابقة بعملية المص. كما يمكن الاستعانة بالطبيب لصناعة جهاز تقويمي يحوي على أداة تعيق دخول الإبهام بالفم مما يشكّل مانعاً إجبارياً لهذه العادة.

وفي النهاية يجب القول بأنّ أغلب الأطفال يتخلّون عن هذه الظاهرة تلقائياً بعد دخولهم المدرسة.

المصدر: هنا