البحث العلمي والمنهجية العلمية > البحث العلمي

بنية الورقة البحثية

يسمح تنظيم الورقة البحثية الموضوعي للباحثين بقراءة عملك قراءةً انتقائية؛ فهناك من يهمُّه قراءة المنهجيات فقط -دون النتائج والتفاسير- أو العكس. أو قد تكمن حاجته في إلقاء نظرة على الخلاصة لمعرفة إن كانت الورقة البحثية تخدم دراسته أو لا.

ومن أجل ذلك، اعتُمدت طريقة معيارية -قد تختلف اختلافًا طفيفًا بين مجلة علمية وأخرى- لكتابة الورقة البحثية تلبِّي فيها  التطلُّعات كافة.

وتتألَّف من 10 أقسام؛ سنورد شرحًا لكلِّ قسم منها على حدة بشيءٍ من التفصيل:

1- (The Title) العنوان:

-اجعل عنوانك دقيقًا بما يكفي لوصف محتوى ورقتك البحثية، وليس تخصُّصيًّا بحتًاً فلا يفهمه سوى المختصِّين، وعلى العنوان أن يكون مناسبًا للجمهور المستهدَف أيضًا.

-عادةً ما يصف العنوان موضوعَ المقال؛ و لكن في بعض الحالات يكون العنوان أكثر فعاليةً عندما يلخِّص نتائج المقال.

2- (Authors) الكُتَّاب:

- يضمُّ هذا القسم أول كاتب للورقة البحثية؛ وهو الشخص الذي أتمَّ العمل عليها وكتبها، أمَّا فيما يتعلّق بالمقالات المنشورة؛ فيُدرج ضمن هذا القسم أسماءُ الأشخاص الذين قدَّموا إسهامات جوهرية بصفتهم كتَّابًا، ولكن لا تنسى أن تطلب إذنَ مشرفك قبل ذكر اسمه بوصفه كاتبًا مساعد.

3- (Abstract) الخلاصة:

- تُنشر مع المقالة البحثية لتعطي القارئ لمحةً عمَّا سيَرِد له فيما بعد.

وهناك بعض الخلاصات التي تُنشَر على نحو مستقل ضمن فهارس خاصة للمصادر المرجعية؛ كما في الخلاصات البيولوجية.

وتسمح هذه الخلاصات للعلماء الآخرين بإلقاء نظرة سريعة على المحتوى العلمي الكبير المتوفِّر، وتقرير أيٍّ من المقالات يودُّون قراءتها عن كثب.

ويجب التنبيه لضرورة أن تكون الخلاصة مصاغةً بطريقة أقل تخصُّصية من نص المقال ذاته، وأن تتألَّف من فقرة واحدة فقط (100-250 كلمة)، وأن تقدِّم موجزًا عن هدف الورقة البحثي، ومنهجيتها، ونتائجها، واستنتاجاتها.

*ملاحظة:

- ليس من السهل تلخيص كلِّ هذه المعلومات ببضع كلمات فقط، ولتسهيل المهمة؛ ننصحك بالبدء بكتابة موجز يحوي ما تراه مهمًّا في رأيك، ومن ثمَّ اختصاره تدريجيًّا عن طريق إلغاء الكلمات غير المهمة، والإبقاء على المحتوى المهم فقط.

- لا تستخدم أيَّ اختصارات أو اقتباسات عند كتابة الخلاصة؛ إذ يجب أن تكون خالية من الهوامش.

4- (Introduction) المقدِّمة:

هناك العديد من المقاربات لكتابة المقدِّمة، ويصبُّ كلٌّ منها في الهدف نفسه؛ وهو أن تكون المقدِّمة تجذب انتباه القرَّاء، وأن تستعرض كلًّا من المعلومات الأساسية وفرضية الكاتب، ويُفضِّل العديد من الكتَّاب البدءَ بإحدى هذه البدايات المُلفتة للنظر:

- حقيقة مدهشة.

- مسألة رأي مُثير للتساؤل أو الاستفزاز.

- اقتباس مُلفت للانتباه.

- طرفة أو حكاية قصيرة لتوضيح موضوع أكبر.

- علاقة تبيِّن صلة الوصل بين موضوعك وتجارب القرَّاء.

5- (Materials and Methods) المواد والمنهجيَّات:

يجب أن تكون المعلومات كافية بطريقة تسمح لعلماء آخرين بإعادة تجربتك.

ويمكنك الاستعانة بجدول أو مخطَّط أو رسوم بيانية لشرح المنهجيات التي استخدمتها في حال كان لديك بروتوكول معقَّد.

ولكن، لا تضف النتائج إلى هذا القسم؛ إنَّما يمكنك إضافة نتائج تمهيدية استُخدمت من أجل تصميم التجربة الرئيسية التي تُعِدُّ تقريرًا عنها.

ولا تنسى أن تذكر الاعتبارات الأخلاقية ذات الصلة؛ ففي حال تطبيق الدراسة على البشر؛ هل كانوا موافقين على المشاركة؟ وفي حال استخدمتَ الحيوانات؛ ما هي الإجراءات التي استخدمتها لتخفيف الألم؟

6- (Results) النتائج:

هنا تعتمد عرضَ النتائج التي توصَّلت إليها، واستخدم الرسوم البيانية والجداول إذا لزم الأمر، إضافةً إلى تلخيص اكتشافاتك الأساسية كتابةً دون مناقشتها؛ لأنَّ المناقشة تتبع لقسم آخر خاص بها. وليس من الضروري إضافة كلِّ المعطيات التي توصَّلت إليها ضمن هذا القسم.

*ملاحظة: احرص على ألَّا تتلاعب بالبيانات لتُظهر أنَّك قد عملت أكثر ممَّا فعلت في حقيقة الأمر!

7- (Tables and Graphs) الجداول والرسوم البيانية:

إذا عرضت بياناتك في رسم بياني أو جدول فعليكَ إضافة عنوان بسيط لشرح المحتوى. أمَّا فيما يخصُّ الرسوم البيانية؛ فعليك التمييز بين المحاور x وَ y.

*ملاحظة: لا تستخدم الجداول أو الرسوم البيانية  لتظهر بمظهر البارع فقط، فإذا استطعت تلخيص المعلومات في جملة واحدة؛ يمكنك الاستغناء عن الجدول والرسم البياني.

8- (Discussion) المناقشة:

أَشِر إلى أكثر النتائج أهمية، لكن لا تعيد ما كتبته في قسم النتائج.

وناقش في هذا القسم علاقة النتائج بالمسألة الأصلية، ومدى دعم البيانات لفرضيَّتك. وفي حال كانت نتائجك غير متوقَّعة؛ حاول أن تشرح السبب، ونبَّه لضرورة إجراء أبحاث مستقبلية أخرى للإجابة عن أسئلة قد استُنبطت من النتائج. وأخيرًا، أنْهِ -بجملة واحدة موجِزة- استنتاجاتك للتأكيد على أنَّها وثيقة الصلة بالموضوع.

9- (Acknowledges) التشكُّرات والتقديرات:

يُعدُّ هذا القسم اختياريًّا، وهنا يمكنك تشكُّر الأشخاص الذين ساعدوك على إجراء التجارب أو قدَّموا أيَّة مساهمات أخرى مهما بلغ صغرها.

10- (References) المراجع:

يُلجأ إلى العديد من الطرائق لتنظيم هذا القسم، ونذكر فيما يأتي الطريقة الأكثر استخدامًا:

-  في النص: اذكر المصدر في مكانه الموافِق.

- في قسم المراجع: رتِّب المراجع وفق تسلسل ورودها في النص، وقد يُستخدم الترتيب الأبجدي في بعض الحالات؛ إذ لا بدَّ من التقيُّد بمنهجية الناشر.

أمَّا الآن، فنضع بين أيديكم نقاطًا مفتاحية سريعة ومفيدة لتنسيق ورقتكم البحثية:

- الورقة البحثية الفعالة تركِّز على أفكار الكاتب.

- الأفكار والمعلومات المأخوذة من خارج المصادر يجب ذكرها ضمن هيكل الورقة البحثية، إضافة إلى ذكرها مع قسم المراجع.

- يكون الإيجاز عادةً هو الأسلوب الأكثر فعالية لإظهار أفكار الكاتب؛ شرط أن يُصاغ بأسلوب الكاتب وكلماته الخاصة.

- الاعتدال في استخدام علامات التنصيص، مع مراعاة استخدام الأقواس والنقط للإشارة إلى كلمات كانت مُهملة أو قد تغيَّرت في أثناء التلخيص أو التصحيح القواعدي.

- يترتَّب على السرقة الأدبية عواقبٌ أكاديمية ومهنية؛ لذلك تجنَّبها بتنظيم المواد البحثية والفهم الكافي لإرشادات حقوق الاستخدام، والاستشهاد المناسب بالمصادر.

وندع لكم بعض الملاحظات المفيدة من أجل الطباعة:

- استخدم خطًّا بحجم 12 من النمط:  (Times), (Geneva), (Bookman), (Helvetica).

- أبعِد الفراغات في نص المقال:  8 1/2" x 11"

- مع ترك هامش 1 إنش أُحادي الجانب.

- رقِّم الصفحات على التوالي.

- ابدأ كلَّ قسم جديد على ورقة جديدة.

- تقيَّد بحدود الصفحات.

- وأخيرًا، راجع ورقتك البحثية للتأكُّد من  هذه الإرشادات جميعها.

مع أطيب التمنِّيات في نشر ورقتكم البحثية..

المصادر:

1. هنا

2. هنا

3. هنا