الغذاء والتغذية > الفوائد الصحية للأغذية

هل يزيد عصير الليمون من فوائد الشاي الأخضر؟

يعد الشاي المشروب الأكثر استهلاكًا حول العالم بعد الماء، ويحظى الشاي الأسود بقرابة 78% من الاستهلاك الكلي في حين لا يتجاوز معدَّل تناول الشاي الأخضر 20% فقط. ويصنع الشاي الأخضر من أوراق الشاي غير المؤكسدة، وبذلك فهو يحتل الترتيب الثاني بعد الشاي الأبيض White tea من جهة قلة المعاملات التصنيعية التي يتعرض لها، ممَّا يؤدي إلى المحافظة على محتوى عالٍ من مضادات الأكسدة Antioxidants والبولي فينولات المفيدة Polyphenols.

ويشتهر الشاي الأخضر بفوائده الصحية العديدة التي استعرضناها في مقالٍ سابق هنا ويعدُّ محتواه من مضادات الأكسدة السبب الرئيسي وراء هذه الفوائد، وقد أثبتت الدراسات السابقة أن الكاتيشينات الموجودة في نبات الشاي الأخضر المعروف علميًا باسم Camellia sinensis، قادرةٌ على محاربة الجذور الحرة الضارة، ومنع نشاط الخلايا السرطانية، وتحفيز إنتاج الأنزيمات المقوية للمناعة.

لكن ما يجهله الكثير أننا نخسر قرابة 80 بالمئة من هذه المركبات في كل مرة نشرب فيها الشاي الأخضر العادي!! وأن بمقدرونا زيادة كمية مضادات الأكسدة عند تناول الشاي الأخضر عن طريق القيام بإجراءٍ بسيطٍ جدًا.. ما هو وكيف يحدث ذلك؟ هذا هو موضوع مقالنا اليوم..

وفقًا لدراسة أجريت في Purdue University في الولايات المتحدة الأمريكية، يستطيع عصير الحمضيات أن يعزز مدخولنا من مضادات الأكسدة الموجودة في الشاي الأخضر عن طريق المحافظة على كمياتها ومنع تخربها، وقد قارنت الدراسة تأثير إضافة عدة مواد إلى الشاي الأخضر في كمية الكاتشينات (الكاتكينات) catechins ومضادات الأكسدة الطبيعية الموجودة فيه، وأشارت النتائج إلى أن إضافة عصير الليمون أو الفيتامين C يمكن أن تعزز كمية الكاتشينات المتاحة للامتصاص من قِبل الجسم، وهو أمرٌ جوهري لتحسين الصحة عمومًا وتقليل خطر الإصابة بالعديد من الأمراض مثل السرطان والنوبات القلبية والسكتة الدماغية.

ويعتقد Mario Ferruzzi، الأستاذ المساعد في علوم الأغذية في Purdue University والمؤلف الرئيسي للدراسة أن جزءًا كبيرًا من تفسير هذه النتيجة يعود إلى الكيمياء البسيطة، إذ تكمن المشكلة الأساسية في عدم استقرار الكاتشينات في البيئات غير الحمضية، الأمر الذي يؤدي إلى انخفاض نسبتها بعد الهضم إلى أقل من 20%؛ وبمعنى آخر يقضي الجسم على معظم ما يدخله من كاتشينات الشاي الأخضر العادي.

وللبحث عن حلٍّ لهذه المشكلة اختبر الباحثون إضافة العصائر والقشدة وغيرها من المواد التي يمكن إضافتها إلى الشاي أو استخدامها في صنع منتجات الشاي الجاهزة، وراقبوا تأثُّر مكونات الشاي الفعالة عن طريق نموذجٍ مخبري لمحاكاة عملية الهضم المعدية والأمعاء الدقيقة. وكانت النتيجة أن عصير الليمون قد زاد مستويات الكاتشينات المستردَّة وحافظ على 80% من الكاتشينات الموجودة في الشاي، كذلك زاد حمض الأسكوربيك (أو الفيتامين C) مستويات الاسترداد لاثنين من أكثر الكاتشينات توفُّرًا بمقدار 5 إلى 12 ضعفًا.

من جهةٍ أخرى، وُجد أن تأثير إضافة حليب الصويا ومشتقات الألبان وحليب الأرز إلى الشاي في استقرار مضادات الأكسدة والنسبة المستردة منها كانت معتدلة، لكنَّ الباحثين عدَّوا تلك النتيجة مضللةً نوعًا ما وقد تختلف عن الحالة الحقيقية في الجسم، فقد وُجد مخبريًا أن التفاعل الكيميائي بين بروتينات الحليب ومضادات الاكسدة الموجودة في الشاي يساعد على حماية تلك المركبات من التدهور، لكنْ في الواقع يمكن لأنزيمات الجهاز الهضمي أن تتغلب على قوة هذا التفاعل.

وتبعًا لهذه الدراسة، يجب أن تحتوي منتجات الشاي الأخضر الجاهزة للشرب على ما لا يقلُّ عن 100-200 ملغ من الكاتشينات كي نحصل على الفائدة المرجوة منها، لكنَّ المنتجات الموجودة في الأسواء لا تحتوي هذه الكميات بالضرورة إذ يبدو أن بعض الناس لا يحبون نكهة الشاي الأخضر القوية، لذا يمكن تحسين الامتصاص عن طريق إضافة عصير الليمون أو الحمضيات كما تبين في الدراسة.

وعلى الرغم من تركيز الباحثين على الشاي الأخضر، لكنَّ النتائج نفسها قد تنطبق على الشاي الأسود أيضًا، خصوصًا في ظل تفضيله من قِبل الكثيرين، علمًا أن محتواه من مضادات الأكسدة أقل من الشاي الأخضر.

الخلاصة؛ إذا أردت أن تزيد ما يحصل عليه جسمك من مركبات مفيدة من الشاي الأخضر، عليك أن تضيف بعضًا من عصير الليمون إلى الكوب بعد التخمير، أو اختر منتجًا جاهزًا للشرب مدعمًا بحمض الأسكوربيك (الفيتامين C).

المصادر:

هنا

هنا