الكيمياء والصيدلة > الآثار الجانبية

أدوية قد تسبب الصداع

إذا كنت تبحث عن السبب الكامن وراء الألم في رأسك فقد ترغب في معرفة ما إذا كانت الأدوية التي تتناولها هي السبب في ذلك أم لا.

نعلم أنَّ الأدوية جميعها تتركُ آثارًا جانبية، وأحيانًا يكون الصداع أحد أهم هذه الآثار. ويمكن لمجموعة متنوعة من الأدوية -متضمّنةً حبوب منع الحمل وأدوية القلب وحتى المسكنات- أن تسبب صداعًا، ولكن إذا ما بدأ رأسك يؤلمك لا توقف أدويتك بنفسك، بل تحدث إلى طبيبك أولًا، حتى تتمكنَا من تحديد السبب معًا، ومعرفة ما يجب فعله عندها، ويتخذ الطبيب القرار إما بوصف جرعة مختلفة من الدواء نفسه وإمَّا باستخدام نوعٍ مختلفٍ من الأدوية.

أدوية الصداع والمسكنات:

قد لا يكون هذا ما تأمل سماعه، ولكن في الحقيقة إنَّ بعض الأدوية المستخدمة في علاج الصداع قد تسببه بالفعل! ويُسمَّى حينئذٍ بالصداع الارتدادي، ويحدث عند استخدام مسكنات الألم عدةَ مرات في الأسبوع الواحد.

فبعد تسكينها للألم ينتهي مفعولها ليعود الصداع مجددًا، الأمر الذي يدفعك إلى تناول مسكنات الألم مرةً أخرى، وينتهي بك الأمر مستخدمًا إياها أكثر وأكثر، وقد تصبح الآلام عند استخدامها أشدَّ أحيانًا.

ولا تحدثُ هذه المشكلة بسبب الأدوية المباعة دون وصفة طبية فقط، بل تحدث بسبب بعض الأدوية التي تحتاج وصفة طبية أيضًا. وإليك بعض الأمثلة عن الأدوية التي قد تسبب الصداع الارتدادي:

·       الأسبرين (Aspirin).

·       الباراسيتامول (Acetaminophen).

·       الحبوب المنومة (Sleeping pills).

·       البروفين( Ibuprofen).

·       النابروكسين (Naproxen).

·       الكودئين( Codeine) والمسكنات التي تحتاج وصفةً طبية.

·       الأدوية التي تحوي الكافيين.

·      أدوية الشقيقة من زمرة التريبتان (Triptans).

ولعل أفضل طريقة للتخلص من الصداع الارتدادي هي التوقف عن استخدام هذه الأدوية، وذلك باستشارة طبيبك في إيقاف الدواء المتهم بتسببه للصداع، أو بتغيير الجرعة المستخدمة.

وتذكَّرْ دائمًا أنَّ إيقافك أحدَ الأدوية قد يسبب لك أعراضًا انسحابية كالغثيان، ومشكلات النوم، والإسهال، والأسوأ من ذلك هو الصداع نفسه.

ولكن الخبر الجيد هنا بأنك ما تلبث أن تتوقف عن استخدام الدواء حتى يتلاشى الصداع الارتدادي تمامًا، وبذلك تصبح الأدوية التي تأخذها للصداع أكثرَ فعالية.

حبوب منع الحمل:

إنَّ لحبوب منع الحمل مسارَين مختلفَين فيما يتعلّق بالصداع، إذ وجدت بعض النساء المصابات بالصداع النصفي أنَّ حبوب منع الحمل الهرمونية قد ساعدتهم، فيما وجدت أُخريات أنَّ أدوية منع الحمل وغيرها من الطرائق الهرمونية لمنع الحمل -مثل اللصاقات والحلقات المهبلية- قد سببت لهن الصداع النصفي.

فإن أُصبتِ سيدتي بالصداع في أثناء فترة استخدامك للأدوية المانعة للحمل، فقد يكون السبب هو انخفاض مستوى هرمون الأستروجين في الأيام التي تكون فيها الحبة وهمية أو التي تسمى بالحبة غير الفعالة*، وإليكِ بعض الأمور التي قد تساعدكِ:

·       استخدمي حبوب منع الحمل التي تتألف من عدد أقل من الحبوب الوهمية.

·       استخدمي حبوب منع الحمل التي لا تحوي حبوبًا وهمية أبدًا.

·       استخدمي حبوب منع الحمل التي تحوي معدلات أقل من الأستروجين.

·       حاولي أن تستخدمي أيًّا من أدوية الصداع -سواء تلك المباعة بوصفة طبية أم تلك المباعة دونها- في أيام استخدامك الحبوب الوهمية.

·       حاولي استخدام أدوية منع الحمل التي تحوي البروجستين فقط، عوضًا عن تلك التي تحوي مزيجًا من البروجستين والأستروجين.

·       تناولي الأدوية التي تحوي جرعاتٍ قليلة من الأستروجين، أو ضعي لصاقة الأستروجين في الأيام التي تكون الحبة وهمية فيها.

النترات Nitrates:

النترات هي نوع من الأدوية المستخدمة لآلام الصدر الحاصلة جراء الأمراض القلبية، وتُعرَف باسم نتروغليسيرين (Nitroglycerin) أيضًا، وهي تساعد على توسيع الشرايين، مما يسهل تدفق الدم نحو القلب.

ويمثل الصداع أحد التأثيرات الجانبية الشائعة للأدوية التي تحوي النترات، فقد تصاب بصداع خفيف إلى متوسط الشدة عقب تناولك لها مباشرة، أو صداعٍ نصفي حاد بعد قرابة ثلاث إلى ست ساعات من تناولها، إضافة إلى شعور الغثيان والإقياء، أو الحساسية للضوء. ومن الوارد أن يختفي هذا الصداع عندما يعتاد جسدك الدواءَ.

وفي حال كنت تستخدم الأدوية التي تحوي النترات، ثم بدأت تشعر بالصداع؛ فتابع استخدام دوائك ولكن أخبر طبيبك بشأن الصداع، ولا تحاول علاج نفسك بنفسك أبدًا، فبعض الأدوية المستخدمة لعلاج الصداع النصفي (كالتريبتان) قد تكون غير آمنة للأشخاص ذوي الأمراض القلبية.

العلاج بالهرمونات البديلة (HRT)

العلاج بالهرمونات البديلة Hormone) Replacement Therapy)، الذي يستخدم لعلاج أعراض انقطاع الطمث مثل الهبَّات الساخنة والتعرق الليلي عادة، متَّهم بإحداثه الصداع أيضًا.

ففي حال الإصابة بالصداع في أثناء المعالجة بالهرمونات البديلة لا بدَّ من إخبار الطبيب، إذ يمكنه إجراء تغييرات في خطة العلاج، والتي بدورها قد تساعد على تخفيف الألم. فمن الممكن استخدام جرعات أخف من الهرمونات البديلة في أثناء العلاج، أو تجربة أنواع مختلفة من العلاج التعويضي للهرمونات، للوصول إلى المعالجة الأكثر ملائمة، فمثلًا تُعدُّ لصاقة الأستروجين الجلدية نوعًا من أنواع المعالجة بالهرمونات البديلة التي تُطلِق جرعات منخفضة من هرمون الأستروجين، وتعدُّ من أقل طرائق العلاج بالهرمونات البديلة إثارةً للصداع.

*الحبة غير الفعالة: هنا

المصدر:

هنا