المعلوماتية > الحوسبة السحابية

الحوسبة السحابية الحلقة الثانية المزايا والمساوئ

بعد بداية رحلتنا في عالم الحوسبة السحابية من خلال قصة أمس، سنقوم في هذه الحلقة بتوضيح المفهوم بشكل أدق وسنتعرف أيضاً على المزايا والمساوئ. هل أنت مستعدون لاستكمال رحلتنا؟

ارتبط مصطلح «السحابة ـ cloud» بكثير من الخدمات الحاسوبية مثل: cloud application، وcloud database، وcloud print، وcloud storage وغيرها. والتي تندرج كلها تحت مفهوم الحوسبة السحابية Cloud Computing.

كما تعدّ «السحابة» من أكثر الكلمات التي أثارت ضجةً في العالم، ومع ذلك قد يعرّفها كل شخص بتعريف مختلف! فما هي الحوسبة السحابية وما هي خصائصها؟!

"عندما سُئلت لأول مرة عن ماهية الحوسبة السحابية، خطرت في ذهني تلك السحب التي في السماء، وشيء آخر متعلق بحالة الطقس."_____ لاري إليسون، الرئيس التنفيذي لشركة «أوراكل».

يقدم المركز القومي الأمريكي للمعايير والتكنولوجيا تعريفًا مبسطًا للحوسبة السحابية بأنها نموذج لإتاحة وصول مريح وحسب الطلب إلى الشبكة بغرض الاستفادة من مجموعة مشتركة من موارد الحوسبة القابلة للتشكيل (مثل الشبكات والمخدمات والتخزين والتطبيقات والخدمات) التي يمكن توفيرها بسرعة وذلك بأقل جهد للإدارة أو للتواصل مع مقدمي هذه الموارد.

أما "Granter"، وهي شركةٌ استشارية عالمية متخصصة في تكنولوجيا المعلومات، فتعرّف الحوسبة السحابية على أنها نوع من الحوسبة يتم فيه توفير إمكانيات متعلقة بتكنولوجيا المعلومات على نطاق واسع وذلك على شكل خدمة لعملاء خارجيين متعددين باستخدام تقنيات الإنترنت.

من منظور آخر:

من الناحية الخدمية، وبالمقارنة مع الماء والكهرباء والاتصالات الهاتفية، فإنه من الممكن اعتبار الحوسبة السحابية على أنها الأداة الخدمية الرابعة، وفي الواقع فإن لعب هذا الدور هو الهدف الأساسي من وراء ظهور الحوسبة السحابية.

إذا نظرنا إلى خدمات الكهرباء والاتصالات الهاتفية كأدوات مساعدة، فنحن عندما نريد استخدام الكهرباء لتشغيل أي جهاز، يكفي أن نقوم بتوصيل التيار الكهربائي لنحصل على التيار بقدر ما نريد من الوقت دون أن نعلم كيف يتم توليده أو ما هو مصدره! كل ما علينا أن نعلمه هو أنه يتوجب علينا دفع فاتورة الاستهلاك في نهاية كل شهر. كذلك الأمر بالنسبة للاتصال الهاتفي، نقوم بتوصيل الهاتف ونطلب الرقم ونتحدث كما نشاء دون معرفة ما هي نوعية الشبكة أو مزودات الخدمة التي تمر المحادثة عبرها.

أما الحوسبة السحابية وباعتبارها الأداة الرابعة المساعدة، فنحن نقوم بتشغيل الجهاز ونحصل على خدمات الحوسبة والتخزين السحابية اللامنتهية بالقدر الذي نشاؤه.

"لن أحتاج إلى قرص صلب في جهاز الحاسب الآلي الخاص بي إذا كنت أستطيع الوصول إلى جهاز الخادم بشكل أسرع….."____ ستيف جوبز.

بناءً على ذلك فإننا في الحقبة القادمة من الرنترنت، التي من الممكن أن تُسمى حقبة الحوسبة السحابية، نقوم بإسناد مهام الحوسبة إلى سحابة "Cloud" (مجموعة من موارد الحوسبة والتخزين والتطبيقات التي يمكن الوصول إليها عبر الشبكة) وذلك دون أن نفكر أو نقلق حول المكان الفعلي الذي يتم فيه معالجة وتخزين بياناتنا، كل ما علينا هو استخدم هذه الموارد عندما نحتاج إليها ودفع ثمن هذه الخدمة بقدر هذا الاستخدام.

انطلاقاً من هذه النظرة سوف تقدم لنا الحوسبة السحابية مرونة مذهلة، حيث سيكون باستطاعتنا تحديد الكمية المناسبة من القدرة الحوسبية والتخزينية أو حتى التطبيقات التي نريد استخدامها لكل مهمة من المهام التي نعمل عليها.

كما أنها لن تكون مكلفة! لأن المستخدم لن يحتاج إلى إهدار جزء من رأس المال الخاص به في توفير الموارد الحاسوبية والتطبيقات الضرورية لتنفيذ هذه المهام مع وجود شبكة من مراكز البيانات التي ستقوم بتوفير بنية تحتية متينة وموثوقة أيضًا لتوفير هذه الموارد والتطبيقات التي سوف نكون قادرين على الاتصال بالسحابة لاستخدامها بدلًا من تثبيت هذه التطبيقات لتشغيلها على أجهزتنا.

"الشيء المثير للاهتمام بالحوسبة السحابية، أنها تطورت لتشمل كل ما نقوم به حاليا؛ فليس هناك شيء يخطر في البال ولا يمكن عمله على الخوادم السحابية. ويمكن القول إن صناعة الحواسيب تعتمد على (الموضة والحس والذوق) أكثر من الصناعات النسائية."______ لاري إليسون، الرئيس التنفيذي لشركة «أوراكل».

حالياً، يقوم العديد من مزودي الحوسبة السحابية بتقديم خدماتهم عبر الإنترنت والتي يمكن الوصول إليها من خلال متصفحات الويب. كما أن العديد منهم أصبحوا يطرحون عروضاً لتوفير هذه الخدمات مع ضمان لجودتها من خلال ما يدعى اتفاقيات مستوى الخدمة (SLAs)، مِمَّا سيكون حافزاً لكثير من الأفراد والشركات للاعتماد على الحوسبة السحابية.

لكن قبل أن تعهد بياناتك الخاصة إلى شخص آخر، هنالك بعض المزايا والمساوئ -والتي سنختتم بها هذه الحلقة من السلسلة- يجب أن تأخذها بعين الاعتبار:

أولاً- مزايا الحوسبة السحابية:

١) إمكانية الوصول إلى البيانات من أي مكان تتمكن فيه من الاتصال بالإنترنت.

٢) الأمن: تستخدم معظم الشركات برامج المستوى الصناعي الأمنية مما يصعب حصول المخترقين على بياناتك. انتبه، يصبح الأمر أصعب ولكن ليس مستحيلًا!

٣) النسخ الاحتياطية: لديك نسخة احتياطية من بياناتك في حال تعطل جهازك.

٤) التعاون: بعد موافقتك بالتأكيد! يمكن للآخرين الوصول إلى مستنداتك ومشاهدتها وتعديلها.

٥) صديقة للبيئة: تتطلب الحوسبة السحابية موارد أقل وبالتالي توفير للطاقة! وقد أخذت بعض الشركات خطوة للأمام وقامت بدمج الحوسبة السحابية باستراتيجيات العمل عن بعد الخاصة بها.

ثانياً- مساوئ الحوسبة السحابية:

١) الاختراقات الأمنية: هل تذكر! لقد ذكرنا أن الاختراق الأمني يصبح أكثر صعوبةً ولكن ليس مستحيلًا على المخترقين أن يصلوا إلى بياناتك. في أفضل الحالات، وكحل وسط مع الخادم الذي تخزن فيه بياناتك، سيتم كشف هذه البيانات إلى العالم! هناك أيضًا احتمال كبير أنه ليس فقط بياناتك التي ستتأثر وإنما أيضًا بيانات الملايين من المستخدمين!

٢) انقطاع التيار الكهربائي: تخيل أنك احتجت إلى مستند من أجل تقديم عرض أو لقاء عمل مهم ولم تتمكن من الوصول إلى موقع خادم التخزين! يحصل هذا الأمر كثيرًا وخاصة في الأوقات غير المناسبة!

٣) محدودية التخزين: في حين أن القرص الثابت المحلي الذي تستخدمه قد يتمكن من تخزين بيانات بحجم ٥٠٠ جيجا بايت أو أكثر، للأسف الخادم البعيد قد يمكنك من سعة تخزين ٥ جيجا بايت فقط! وفي حال أردت الحصول على مساحة إضافية سيكون لزاماً عليك أن تدفع مبلغًا ماليًا، وحتى بعد الدفع لن يصل إلى إمكانية التخزين المتوفرة في القرص الصلب.

٤) السرعة البطيئة: تحميل وتنزيل الملفات الضخمة قد يستغرق وقتًا طويلًا.

٥) ميزات محدودة: إذا كنت تستخدم البرامج السحابية المقدمة بواسطة الخدمات التخزينية السحابية لمعالجة وتعديل بياناتك فإنك ستفتقر إلى الميزات المتوفرة في البرامج التي تستخدمها محليًا.

نأمل أن تكون هذه الحلقة قد أعجبتكم! نلقاكم غداً في الحلقة المقبلة عن أنواع الحوسبة السحابية.

المصادر:

"Cloud Computing: Automating the Virtualized Data Center"

By “Venkata Josyula، Malcolm Orr، Greg Page"، P: 9 -10

هنا

هنا