الطب > مقالات طبية

خلل الأداء التنموي Dyspraxia

هو اضطراب شائع يؤثر في قدرة الأطفال والبالغين في تنسيق الحركات الجسديّة، وهي التي تستخدم مجموعة من العضلات الكبيرة مثل المشي والركض والقفز وتؤثر في الحركات الأكثر دقة وتعقيدًا مثل الكتابة والرسم، وحتى النطق الذي تُستخدم فيه مجموعات من العضلات الصغيرة.

إنَّ مصطلح Dyspraxia يعني خللًا في الأداء؛ إذ يصف الصعوبات الحركية الناجمة عن إصابة الدماغ بسكتة دماغيَّة، أو رضٍّ، ولكن سنتحدث في هذا المقال عن "الخلل التنموي"؛ أي تطورات الأعراض في نمو الطفل، وليس بسبب مشكلات عصبية سابقة.

إن خلل الأداء التنموي شائع لدى الذكور أكثر من الإناث؛ إذ إن احتمال إصابة الذكور يساوي أربعة أضعاف احتمال إصابة الإناث، ويعاني طفل واحد على الأقل أعراضَ هذا الاضطراب في كل صف مدرسي.

وإلى الآن لا يُعرَف سبب الاضطراب، ولكن يُعتقد وجود خلل في نقل المعلومات، والأوامر من الدماغ إلى الجسم، وهذا ما يؤثر في قدرة الفرد على أداء الحركات بطريقة سهلة ومتناسقة.

وأيضًا حُددت عوامل خطورة قد تزيد خطر تطور خلل الأداء التنموي لدى الطفل؛ ومنها:

- ولادةُ الطفلِ الباكرة.

- وزنُ ولادةٍ منخفض.

- إصابة سابقة بالاضطراب في العائلة.

- مُشكلات صحية رافقت الأم في حملها.

- أن تكون الأمُّ مدخنة أو تشرب الكحول أو تأخذ المخدرات في فترة الحمل.

- إضافةً إلى اضطرابات صحية أُخرى كمتلازمة نقص الانتباه وفرط النشاط.

كيف نلاحظ الاضطراب لدى الأطفال؟

يُلاحَظ عن طريق الأهل أو المعلمين، فقد يعاني الطفل صعوبةً في إنجاز الأعمال اليومية مثل ارتداء الثياب، وربط الحذاء، إضافةً إلى اضطراب في المشية والتوازن وصعوبة في ركوب الدراجة.

أمّا في الصف المدرسي؛ قد يُلاحَظ لدى الطفل مشكلات في القراءة والكلام والكتابة ولفظ الكلمات مقارنة بعمره، إضافة إلى صعوبة في حلِّ المعادلات الرياضية، والارتباك في تحديد الاتجاهات، والمغالطة في تمييز الكلمات المتشابهة، إضافة إلى التعبير الخاطئ عن الأعداد، فمثلًا  يُخطئ الطفل بتمييز العدد 12 من 21، وارتباكه بين الحرفين b وd.

فهذه الصعوبات تؤدي إلى تأخر الطفل عن أقرانه، وتجعل العملية التعليمية أكثر صعوبة. وتزداد الاضطرابات الحركية حين يرافق التخلف أو التأخر العقلي خللًا في الأداء التنموي، وذلك مقارنة بالاضطرابات الحركيَّة المرتبطة بالتأخر العقلي فقط.

وتستمر هذه الصعوبات في مرحلة البلوغ، وقد يصعب على المصاب تعلُّم مهارات جديدة، مثلًا، قيادة السيارات، والعمل في وظيفته، والمتابعة في التعلّم الأكاديمي والثقافي.

التشخيص والعلاج:

إن أعراض الاضطراب تبدأ بالظهور باكرًا عند الطفل؛ فمن الضروري أخذ القصة المرضية الصحيحة والدقيقة للطفل، وخصوصًا إقصاء الأسباب، والأعراض الناجمة عن إصابات، أو أمراض عصبيَّة؛ إذ يعمل الأطباء المختصون بالجهاز العصبي، والأطباء النفسيون، والمختصون بالنطق عند الطفل اختبارات مساهمة في تشخيص الاضطراب.

وفيما يخصُّ الاضطرابات في تنسيق الحركات؛ فقد تتحسن مع نمو الطفل، والاضطراب لا يؤثر في ذكاء الطفل، لكنه يجعل عملية التعلم أصعب؛ فكلما كان التشخيص مبكرًا، كان التدبير ومساعدة الطفل أسهل.

وعلى الرغم من عدم وجود علاج شافٍ لخلل الأداء التنموي، لكن التشخيص المبكر والمعالجة يُخفِّفان من شدَّة الحالة، و يسهمان في تحسين نوعية حياة الطفل وقدرته على التعلم.

وينصح الاِختصاصيون بوضع برامج تعليمية خاصة للطفل، ووضعهِ في مجموعات وصفوف خاصة أيضًا، وتعليم الطفل على الالتزام ببرنامج يومي؛ إذ يسهل عليه أداء الأعمال اليومية؛ إذ يصعُب على المريض  تنظيم وقته، وقد يكون من الضروري وضع برامج، وتقاويم، واستعمال المذكرات، واستعمال أدوات وأجهزة خاصة تساعد على تعلم أعمال عديدة. وقد يصف الأطباء أدوية كمضادات الاكتئاب، حين يُسبب القلق والاكتئاب مشكلة كبيرة، وقد ينصح بأدوية خاصة إذا كان ذهن الطفل يتشتّت بسهولة، أو كان كثير الحركة.

المصادر:

1-هنا

2-هنا

3-هنا

4-هنا

5-هنا

6-هنا