الطب > ‏معلومة سريعة‬

احمرار طفلك وتعرُّقه عند الأكل .. هل هو حساسية تجاه الطعام؟ أم متلازمة فراي؟

كثيرًا ما يشكو الأهل احمرارًا موجودًا في وجوه أطفالهم، وخاصة ذلك الذي يبدأ عند إدخال الطعام إلى نظام الرضَّع الغذائي بعد عمر 6 أشهر كالبيض والسمك ومنتجات الألبان. يتوجَّه الأطباء بالتفكير نحو الحساسية، ولكن؛ قد يكون هذا الاحمرار ظاهرة لمتلازمة تُحاكي الحساسية ولكنها أقل شيوعًا منها تدعى متلازمة فراي.

تتَّسم هذه المتلازمة بخلل في التعصيب المؤدِّي إلى إفراز اللعاب من الغدَّة النكفية؛ فعند تناول الطعام يحدث تحفيز للغدد العرقية وتوسُّع في الأوعية الدموية في جانب واحد من الوجه بدلًا من إفراز اللعاب؛ فيبدو على وجه الطفل -بعد تناول الطعام بثوانٍ- احمرار قد يترافق مع تعرُّق، وما يلبث أن يزول ذلك في دقائق بعد انتهاء الوجبة.

تُعزى أسباب هذه المتلازمة إلى أذية ألياف العصب المسؤول عن تعصيب الغدة النكفية وهو الذي يدعى بالعصب الأذني الصدغي. ترتبط هذه المتلازمة عند الأطفال بقصَّة استخدام الملاقط عند محاولة إخراجهم في أثناء الولادة المهبلية؛ إذ يؤدي الضغط المطبَّق على جانب الوجه -بواسطة الملقط- إلى أذية في العصب الأذني الصدغي، ولا تُلاحظ الأعراض إلا عند إدخال الطعام بعد عمر 6 أشهر.

تختلف هذه المتلازمة عن الحساسية تجاه الطعام بأنها لا تترافق مع أعراض جدية كالإسهال والإقياء والحكَّة والأعراض التنفسية. ثم إنها تترافق مع أنواع أطعمة مختلفة كالحامض والمرِّ، وليست كالحساسية الشائعة مع منتجات الألبان والبيض، إضافة إلى أنَّ سيرها سليم؛ فغالبًا تخفُّ أعراضها تدريجيًّا أو تختفي بعد عمر السنتين؛ فلا داع لخطوات جديَّة للعلاج سوى طمأنة الأهل.

يمكن تشخيص هذه المتلازمة سريريًّا باستبعاد الحساسية وبوجود تاريخ تداخل أدوات كالملاقط في أثناء الولادة المهبلية حتى في تلك الولادات التي لم تكن عسيرة.

المصادر:

1-هنا

2-هنا

3-هنا

4-هنا