الهندسة والآليات > التكنولوجيا

تقنيات بارزة مبتكرة في عام 2018 (الجزء الثالث)

5. الشبكات العصبية المتبارزة:

إنَّ قدرة الذكاءِ الصنعي في تعرُّف الأشياء تزيد على نحوٍ جيِّد جدًّا؛ إذ تستطيع عرض مليون صورةٍ عليه وهو يدلُّك بدقَّة غريبة أيًّا من تلك الصور تصور شخصًا يقطع الشارع، لكنَّه يفشل في صنع صورةٍ لمشاة بنفسه، فإن استطاع فعل ذلك؛ فقد يمكِّنه من صنع كميات من الصور الواقعية التي تصوِّر مشاةً في وضعيات مختلفة وكذلك الصور الصنعية في الوقت نفسه؛ وبدورها تستطيع استخدامها سيارة ذاتية القيادة لتدرب نفسها عليها دون حاجةٍ إلى أن تمشي في الشوارع أبدًا.

تتمثل المشكلة في الحاجة إلى المخيلة كي تخلقَ شيئًا جديدًا من لا شيء؛ وهذا ما يحيِّر أنظمة الذكاء الصنعي حتى الآن.

ظهر الحلُّ أول مرَّةٍ في جدال أكاديمي في حانة سنة 2014 لـ Ian Goodfellow إيان غودفيلو الذي أصبح طالب دكتوراه في جامعة مونتريال، وقد عُرفت فكرته باسم generative adversarial network أو الشبكة التخاصمية المولِّدة اختصار GAN التي تتطلَّب شبكتَين عصبيتَين؛ وهي عبارة عن نماذج رياضية مبسطة للعقل البشري وتُشكِّل البنية التحتية لمعظم تقنيات تعلُّم الآلة الحالية Machine Learning؛ ممَّا يجعلهما تتباريَان ضد بعضهما في لعبة قط-فأر رقمية!

دُرِّبت كلا الشبكتين على مجموعة البيانات نفسها. إحداهما تُدعى المولِّد؛ ومهمتها توليد صور متغيرة رأتها مسبقًا؛ مثلًا صورة شخص يمشي وله ذراعٌ زائدة، الثانية تدعى الكاشف؛ ويُطلب منها تمييز فيما إذا كانت الصورة التي تراها تشبه الصور التي دُربت عليها في البيانات أو أنها مزيفة من صنع المولد؛ أي -باختصار- هل يمكن للشخص ذي الثلاثة أذرع أن يكون حقيقيًّا؟

مع الوقت؛ يمكن للمولد أن يصبح جيدًا لدرجة إنتاج صور لا يمكن للكاشف أن يكشف زيفها؛ أي بمعنى آخر عُلِّم المولد أن يتعرف صور المشاة، ومن ثم صنعها على نحوٍ يشبه الحقيقة.

أصبحت التكنولوجيا واحدةً من أهم التطورات في الذكاء الصنعيِّ في العقد الماضي؛ إذ أصبحت قادرةً على إعطاء نتائجَ تخدع حتى البشر.

استُخدمَت الـ GANs في توليد خطابات تبدو حقيقيةً وصور مزيفة حقيقية المظهر، ففي أحد الأمثلة المحفِّزة؛ جهَّز باحثون في Nvidia شبكة GAN عن طريق صور مشاهير لتنتج مئات الوجوه المقبولة لأناس غير موجودين، في حين أنتجت مجموعةٌ بحثية أخرى لوحاتٍ ليست غير مقنعة تبدو كأنها أعمالٌ لـ فان جوخ. لم يقف الأمر هنا؛ فالـ GANs تستطيع تخيل الصور بطرائق أخرى؛ مثلاً بجعل طريقٍ مشمس يبدو مثلجًا، أو تحويل الأحصنة إلى حمير وحشية.

ليست النتائج كاملة؛ فقد تتصور الـ GANs الدراجات الهوائية بمقودَين، أو وجوهًا لها حواجب في غير أماكنها، ولكن؛ لأنَّ الصور والأصوات عادةً تكون حقيقية مبدئيًّا؛ يتصوَّر العلماء أنَّ الـ GANs في مستوى ما تبدأ بإدراك بنية العالم التي تراه وتسمعه؛ هذا يعني أن الذكاء الصنعيَّ يمكنه اكتساب قدرة مستقلة على الإحساس بما يراه في العالم إذا تزوَّد بالخيال.

صورة (5):

6. سمَّاعات Babel-Fish:

في مسلسل الخيالِ العلمي الشهير The Hitchhiker’s Guide to the Galaxy؛ تستطيع عن طريق سماعة Babel fish أو سمكة بابل أن تحصلَ على ترجمة ما تسمعه مباشرة. وفي العالم الحقيقي؛ خرجت علينا غوغل بحلٍّ مؤقت: زوج من السماعات يُدعى Pixel Buds سعره 159 دولار؛ إذ يعملُ هذا الاختراع مع هواتف Pixel من شركة غوغل باستخدام تطبيق غوغل للترجمة كي يوفِّر ترجمةً فورية.

يضع أحدهم هذه السماعات ويمسك آخر بالهاتف، فعندما يتكلَّم الشخصُ الذي يضع السماعات بلغته الإنكليزية فرضًا؛ يُترجم التطبيق الكلامَ ويشغله صوتيًّا على الهاتف، ومن ثمَّ يُجيب حامل الهاتف؛ فتترجم الإجابة وتشغَّل على السماعات.

تملك خدمة Google Trabslate أو غوغل مسبقًا خاصية المحادثة، وتسمح تطبيقاتها على الأندرويد ونظام IOS لشخصين أن يتحدثا بينما تكتشف هي أوتوماتيكيًّا اللغاتِ التي يتحدثان بها وتترجمها.

تجعل الضجة في الخلفية عمل التطبيق صعبًا في فهم ما يقوله الناس، وفي اكتشاف متى يقف الشخص عن الكلام فيصبح الوقت لبدء الترجمة.

تلتف Pixel Buds على تلك المشاكلات؛  لأنَّ واضع السماعات يضغط على زر يميني في أثناء حديثه. يسمح عدم وجود التفاعل بين الهاتف والسماعات لكلِّ شخص أن يتحكم بالميكروفون ويساعد المتحدثين في الحفاظ على التواصل البصري، إذ إنَّهم غير مضطرين لتبادل الهاتف بين بعضهم.

مُنِعت Pixel Buds بسبب تصميمها السيِّئ ومظهرها السخيف فعلاً، إضافةً إلى أنَّها قد لا تثبت على الأذن، ويمكن أن يكون اتصالها بالهاتف صعبًا؛ ولكن مع ذلك التصميم يمكن إصلاحه، ومن ثمَّ يُعدُّ هذا الاختراع بتواصل مشترك مقبول بين اللغات في الزمن الحقيقي أو المقارب.

صورة (6):

المصادر : 

1- هنا

2- هنا