الطبيعة والعلوم البيئية > عجائب الأحياء

لماذا تلتهمُ التماسيحُ الحجارة؟!

ربّما تعلمون سابقاً أنّ التماسيح تلتهمُ أسماك القرش والبرتقال الياباني الصغير، لكن هل سمعتم بالتهامها للحجارةِ أيضاً؟ دراسةٌ جديدة وصلت إلى تفسيرٍ جديد لهذه الظاهرة الغريبة، التفاصيل في المقال الآتي.

اعتقد العلماء منذ زمنٍ طويل أنّ التماسيح تبتلعُ الحجارة لغرضٍ مشابهٍ لابتلاع الطيور لها؛ إذ تساعد الحجارة على هضم الوجبات صعبة الهضم، أو قد تبتلعها عن طريق الخطأ عند محاولتها التهام فريسةٍ حية للعشاء.

تقضي التماسيح - بمختلف أنواعها - معظم وقتها ضمن الماء وهي تطارد فريستها وتهرب من الحيوانات المفترِسة، وإنَّ أيَّ وسيلةٍ تمكِّنها من اكتساب المزيد من الوقت تحت سطح الماء ستكونُ فكرةً مُحبَّذة. ومن هنا دعمت دراسةٌ جديدة استخداماً آخر للحجارة؛ إذ إنَّ البطن المليء بالصخور يمكنهُ زيادة وقت بقاء التماسيح في القاع عند الغطس.

وللتأكّدِ من هذه الفرضيّة؛ أخضع الباحثون سبعة تماسيح أمريكيّة صغيرة للاختبار، وقاسوا المدَّة التي بقيت فيها التماسيح تحت سطح الماء قبل وبعد ابتلاع مجموعة من الحجارة الصغيرة طواعية.

أنجز كلُّ تمساحٍ 42 غطسة؛ 21 قبل الوجبة و21 بعد الوجبة التي احتوت صخوراً تشكِّل قرابة 2.5% من وزن التمساح الواحد، أحرزت هذه الصخور فرقاً مهمَّاً، وزادت مدَّة الغطس بمعدَّل 88% أي 35 دقيقة، ونُشِرت نتائج هذه الدراسة في مجلَّة علم الكائنات الحيّة التكاملي "Integrative Organismal Biology".

ويعتقدُ الباحثون أنَّ الأحجار تعملُ عملَ حزام الأثقال الذي يستخدمهُ الغوّاصون، وتسمحُ للتماسيح بالبقاء في أماكنَ أعمق تحت سطح الماء حتى عند امتلاء الرئتَين بالهواء، وكلَّما كان وزنُ الحجارة أكبر؛ ازدادت كمِّية الهواء التي يمكن للتماسيح استنشاقها قبل الغوصِ عميقاً.

ولأنَّ الدراسة الحالية أُجريت على تماسيحَ يافعة تمتلك أنسجةً أخفَّ وزناً وأكثر غضروفية، فإنَّ الباحثين يريدون تجربتها مرَّةً أخرى عند البالغين. ولكن في الوقت الحالي؛ يبدو أن الأحجار الغامضة تساعد هذه التماسيح القويَّة في إنجاز أفضل ما يمكنها فعله: الاستلقاءُ منتظِرةً بعيداً عن الأنظار!

المصادر:

هنا

هنا