نوري اسكندر ... محيي الموسيقى السريانية

درس نوري اسكندر الموسيقى في صغره على يد الموسيقي الروسي ميشيل بوزيرنكو، وبعد نيله الشهادة الثانوية سافر إلى مصر ليحصل على ليسانس في التربية الموسيقية من القاهرة عام 1964 وعاد إلى حلب ليدرس الموسيقى.

عُرف عن اسكندر اشتغاله على الموسيقى الشرقية وبحثه عن جذورها وجمعها ونقلها من تراث شفوي، إلى مدونات، ولاسيما ما يتعلق بالموسيقى السريانية التي تعود لكل من مدرسة الرها (أورفا) ومدرسة دير الزعفران، حيث قدم العديد من الدراسات والأعمال الموسيقية والأبحاث في الألحان السريانية التي قام بتدوينها بالنوطة لأول مرة ضمن كتابين وفق نظام الكتابة الموسيقية الحديثة (التنويط).

كما يعد أحد أعمدة الأغنية السريانية المعاصرة،فقد بذل حوالي ال 40 عاماً من الجهد والوقت لفهم ودراسة هذه الموسيقى السريانية العريقة والروحانية، وبذل الكثير لأرشفة الأغنية السريانية الكنسية للحفاظ عليها من الضياع، وساهم في إبداع وخلق أغنية سريانية شعبية مُعاصرة أصيلة ضمن قوالبها السريانية الأم. ولهذه اللحظة مازال اسكندر يخوض في تجارب موسيقية عديدة ويحاول في تطوير هذه القوالب الموسيقية ليجعلها أكثر ديناميكية، ويحاول في خلق حوار موسيقي وفكري. وقد ذكر في أحد حواراته: "أفكر في كتابة عمل موسيقي ضخم يحاكي طوفان نوح بكل أطيافه، وصولاً إلى ما يشهده عالمنا اليوم من فظائع وحروب ودمار... كأنه طوفان آخر".

من الصعوبات التي واجهته صعوبة تطبيق الهارموني الغربي على المقامات الموسيقية الشرقية. لكنّ التجارب الموسيقية التي خاضها خلال عقدين من الزمن ساعدته على تخطي بعض من هذه الصعوبات: "تمكّنت أخيراً من إيجاد توليفات مناسبة، لكنها محدودة... ذلك أن الجملة اللحنية العربية جملة تقليدية يصعب تطويعها، عدا محاولات قليلة أتت على يد سيد درويش ومحمد عبد الوهاب والرحابنة".

من أهم إنجازاته ايضاً هي تشكيل وتدريب أكثر من كورال منها:

• تأسيس أول كورال لكنيسة مار جرجس للسريان الأرثوذكس في حي السريان – حلب في 1965.

• تشكيل كورال ثاني لكنيسة مار أفرام السرياني للسريان الأرثوذكس في حي السليمانية – حلب.

• تشكيل فرقة شاميرام في بيروتبين الـ 1970/1973

• تأسيس كورال في السويد – سودرتاليا باسم (الكورال السرياني) بين 1989/ 1990

له عدة مؤلفات آلية وغنائية ومن أهم أعماله الثلاثي الوتري، كنشرتو العود وكنشرتو التشيلو، في عام 1989 قدم حفلات موسيقية في السويد ونفذ مشروع مع الجالية هناك لتسجيل الموسيقى السريانة وحفظها. أعد حوار المحبة عام 1995. عام 2000 كتب الموسيقى التصويرية للسلسلة الوثائقية "أعمدة النور" و فلم "مار مارون" وعام 2002 قام بتأليف موسيقى المسرحية اليونانية "باخوسيات" ليروبيديس، وقدمها في عدة بلدانأوروبية، عام 2003 ألف الآهات وألف عام 2007 (ياواهب الحب: مدخل الى الصوفية) عن أشعار خير الدين الاسدي، وكان مدير المعهد الموسيقي العربي في حلب بين 1996 و 2002.

المصادر:

هنا

هنا